المخاطبون و غير المخاطبين بالشريعة

 

تنبهنا الى العديد من المواضيع الهامة الغريبة على مجتمعنا المصري

 

هل يجوز فتح المطاعم في نهار رمضان؟

 

هل يجوز تقديم الطعام لغير المسلم في نهار رمضان؟

 

عرض المصري اليوم الفتوى باعتبارها ل(داعية) سوري

 

وبمانشيت وصف فيه غير المسلم بالكافر

 

والحقيقة ان الفتوى لم تتغير من الشيوخ والدعاة السوريين والسعوديين والمصريين وغيرهم

 

ومشكلة الفتوى هي في قاعدة أصولية لاجابة سؤال: هل غير المسلمين مخاطبون بفروع الشريعة؟

 

يرى الكثير الكثير من الأصوليين أن غير المسلم مخاطب بفروع الشريعة 

 

لدرجة انهم يقولون ان غير المسلم عليه ان يسلم وعليه ان يصوم، فاذا دخل رمضان ولم يسلم ولم يصم، سيحاسب على كونه غير مسلم، وكمان على انه ما صامش

 

ويستنتجون ذلك  من قول الله تعالى: "ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين، وكنا نخوض مع الخائضين،  وكنا نكذب بيوم الدين"

 

يعني ربنا خاطبهم بالصلاة واطعام المسكين 

 

ويرى البعض ان غير المسلم مخاطب بالنواهي وليس الأوامر، والقلييييل يرى أنهم غير مخاطبين بفروع الشريعة

 

يعني ايه؟

 

يعني غير المسلم مخاطب بالصوم وبالتالي ما ينفعش نسمح له يفطر في نهار رمضان

 

تخيلوا المبدأ الأصولي اللي شغلوا بيه تفكيرهم ومجهودهم للخروج بالقاعدة الأصولية الغريبة وغير المنطقية

 

أتمنى دار الافتاء والأزهر باعتبارهم المؤسسات الدينية الرسمية في مصر يجابوا على السؤال اجابة واضحة وشافية

 

السقطة التانية في وصف غير المسلم بالكافر

 

وهي سقطة لا تليق في المجتمع المصري المتميز بتعدد الثقافات والأعراق والمفروض انه منفتح على كافة الثقافات ويتعامل بفطرته السليمة

 

وبالتالي فالموضوع مش متعلق بفتوى فقهية مستنتجة من قاعدة أصولية وضعها البشر

 

وإنما متعلق بالإنسانية فقط

 

انا كمسلم ما يهمنيش إنه مسلم أو غير مسلم يشرب أو يأكل امامي في نهار رمضان او في غير نهار رمضان

 

مش هابقى متغاظ ومتضايق ولا هاحط الموضوع في دماغي أصلا، لأن عباداتي بيني وبين ربنا

 

وعن أنس انهم كانوا يسافرون  مع النبي صلى الله عليه وسلم فيفطر من يفطر ويصوم من يصوم فلم يعب الصائم على المفطر والمفطر على الصائم، والشاهد انهم كانوا بيفطروا ادام بعض عادي والله

 

ولو المبدأ هوا مراعاة المشاعر، يبقى بقى نراعي مشاعر المسيحيين في الأذان ونمنعه، ويراعوا مشاعرنا في اجراس الكنائس ويمنعوها

 

واحنا كمسلمين نراعي  مشاعر المنقبة وننقب الستات

 

اقولها مرارا وتكرارا، الأصولية ليست ملزمة لمجتمعنا المصري المتميز

 

والحقيقة اللي بتحصل على ارض الواقع انه لما زارني صديقي المسيحي في نهار رمضان طلبت له قهوة بكل اصرار، ورفض هو القهوة بكل اصرار

 

من غير فتوى ومن غير ما ندوش نفسنا بكلام ناس نصبوا نفسهم آلهة في الأرض فاخترعوا قواعد ما أنزل الله بها من سلطان

 

"قل أتُعَلِّمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض"

 

ارحمونا يرحمكم الله