السلام عليكم و رحمة الله

في احد الايام كنت اصلي الجمعه في مسجد المركز الاسلامي بمدينة توسان بولاية اريزونا في الولايات المتحده الامريكيه ...
و بعد انتهاء الصلاة ... خطب الامام فينا لنشهد مراسم دخول احد الامريكيين في الاسلام ...
بالنسبة لي .. كان ذلك شيئا جديدا و مهيبا و حدثا سعيدا لاقصي مدي ... ان اري نفسا قد هداها الله الي الاسلام ....
و اذكر اني نشرت هذا الفيديو في مدونتي في موضوع سابق كتبته خصيصا عن هذه المناسبه ...

اليوم اعود و استرجع تفاصيل هذا الحدث ... لكني ابحث في تلافيف ذاكرتي عن تفاصيل اخري .... لا علاقه لها بالحدث ذاته ... و انما بمحيط الحدث
استرجعت تفاصيل الاجواء المحيطه بالمسجد ... و تفاصيل تعاطي المجتمع الامريكي مع المسجد و مع الحالة التي صبأت عن المسيحية ! و اختارت الاسلام ....

لا اذكر تفاصيل تذكر ... فكل شئ كان طبيعيا ... فالرجل حينما اقتنع بالاسلام ... ذهب الي المسجد و اعلن اسلامه و هم باسم متبسم ... و عندما خرج من المسجد لم تنظره "قريته" الامريكية بالسحل و الضرب و القتل .... و الخوف منه كفيروس معد و خطير !

عندما تحدثت مع رواد المسجد حينها ... اخبروني انه لا ينفك يمضي شهر او شهرين الا و يأتي شاب او شابة امريكية و تعلن اسلامها ..... و تمر المناسبة في سعادة و سلام علي الطرفيين .... المجتمع ... و المسلمين الجدد ...

اذا لماذا لا يسحل الشعب الامريكيي هؤلاء الشباب الذين يدخلون في دين الله افواجا .... ؟!
الا يخشون المد الاسلامي في الولايات المتحده ؟!!

الا تخشي فرنسا علي نفسها و ربع سكانها بالتمام و الكمال من المسلمين اليوم ؟!

مجرد تساؤلات ... لا هي بريئه و لا هي خبيثه ... انما هي تساؤلات مجرده ... لها علاقو بالمنطق

تسألني لماذا تقول هذا ؟ .... فأقول لك اني من الصدمة مكلوم

صدمتي كانت فوق مستوي الاستيعاب عندما سمعت تلك الانباء عن قيام اهالي قرية "منسيه" في التاريخ و الجغرافيا .... بسحل و قتل اربعة مواطنين مصريين علي خلفية انتمائهم للمذهب الشيعي ... !!

لا ادري هل هذا هو الاسلام ..... ؟
و هل ينبغي علي المسلمين ان يفعلوا ذلك ؟
و هل بهذه الطريقه يكون الدفاع عن الاسلام و ثوابته و سيرة صحابتة الاخيار ؟

انها اسئلة قديمة .... اجابتها نرددها كالبباغاوات .... و لكن واقعيا تتملكنا روح الجاهلية الاولي ....

فعلا سؤال يحيرني ... لماذا لا يسحلون في اوروبا و في امريكا المسلمين الجدد حينما يدخلون في الاسلام ؟ !!

سؤال آخر .... الا تمارس جميع مساجدنا و بعثاتنا الازهرية الي دول العالم دورا دعويا تبشيريا الي الاسلام ؟!!
الا نفعل ذلك ؟
و اذا حدث و اعاقت سلطة محلية مشروع بناء مسجد هنا او هناك .... الا نملئ الدنيا ضجيجا عن العنصرية و محاربتهم للاسلام ... و ان هذا من حقنا ... طبقا لمفاهيم الديمقراطيه و المساواه و المواطنه المنصوصه عليها في دساتيرهم ... ؟

الا تحدثنا انفسنا و نحن نقابل اجنبيا في بلاد العجم ان نحدثه عن الاسلام و سماحته و انه الدين الحق ... لعله يهتدي ؟
الا نفعل ذلك ؟؟؟

لماذا اذا نسحل و نقتل من يدعوا - مثلا - الي عبادة البقرة و العياذ بالله ؟

هل منطق عابد البقرة ... اقوي من منطقنا .... نحن المسلمين؟ !!
هل قدراتنا الدعويه تقلصت و تقزمت .... حتي سيطر الجهل علي مفاصل تفكيرنا فبتنا نقتل و نسحل من يخالفنا المذهب و العقيده ؟!!

اذكر اني منذ فتره وجيزة كنت في رحلة قطار محلية داخل مصر و قابلت فتاه امريكية تدرس العربية .... فأخبرتني انها بوذيه ... من اب و ام مسيحيين !!
سألتها ... و لماذا البوذيه بالذات؟
فقالت انها قرأت و سمعت عنها و عن مبادئها فأعجبتها فأعتنقتها ؟

تقول هذا في بلد يعد من معاقل الاسلام المنيعه ... رغم دراستها لغة القرآن ... و مع ذلك لم تفكر في الاسلام ؟
لماذا ؟ لأن نماذج ليست بالقليله من منتسبيه ينتمون فكريا الي "قريش" قبل مجئ الرسالة المحمديه اليها علي يد اشرف الرسل محمدا عليه الصلاة و السلام

يذكرني هذا بنصيحة مضحكه مبكية .... نصحها رواد مسجد توسان باريزونا للوافد الجديد علي الاسلام .... فقد نصحوه بان لا يزور بلدا مسلما ابدا !! اذا اراد ان يستمر علي اسلامه ... و اذا كان لا بد زائرا ... فهي مكة و المدينة المنورة لاداء الشعائر المقدسة .... و فقط !

انها نصيحة ... تحمل في طياتها الكثير ... انها نصيجه قاسيه ... علينا لا عليه !

قابلت امام مسجد في جمهورية الجبل الاسود "مونتينيجرو" ... احدي جمهوريات يوغسلافيا السابقه ... فحدثني باستياء شديد انه كلما زار بلدا اسلاميا هاله حالنا و حال الاسلام معنا ... !!

قديما ... اسلمت اندونيسيا ... و معاصرا اسلمت مدغشقر ... و السبب هو التأثر باخلاقيات التجار المسلمين الرفيعه ....

اليوم ... يعتنقون البوذيه و البهائيه و يتشيعون .... الخ في بلد الاسلام ... و بلد الازهر و هم منكبون يدرسون لغة القرآن ... !

و اذا سألت نفسك - عزيزي القارئ - لماذا ؟ .... فأقرأ عناوين الصحف و راقب المشهد السياسي و المحلي .... و سوف تعرف الاجابه بقليل من الذكاء ....

انها لفتنه ... و اننا لمحاسبون علي ثلويث الاسلام العظيم ..
و ان الجهلاء ... الي جهنم ايانا لمقتادون .... و ليرحمنا الله ... ان شاء هو

و يحسبون انهم يحسنون صنعا ...