لفت نظري همس كتبته منذ ٥٤ عام (١٩٦٨) وفي الحقيقة كنت اهرب من واقع اليوم المزدحم بشباب وشابات يتربحن من التجسس علي عورات الناس وعلي اجساد الفتيات العارية (ألهذا الحد سقطنا وانزلقنا؟!) هل الفقر هو السبب ؟
...هل الفقر الاخلاقي؟
...هل فقر البيوت من القدوة ؟
...هل فقر الدولة من الدعاة الصح؟
.....وألف هل وهل وهل ...وهل وهل ؟
.. ما علينا اتذكر وانا في السنوات النهائية بكلية الطب كنت اسكن في شقة بالجيزة ومعي طلبة بالعلوم والطب البيطري والهندسة والاداب وفي عصر يوم الجمعة القينا بكتبنا عرض الحائط خاصة وبعبع الامتحانات يخرج لنا لسانه ودار حديث العشوائيات الذي يشبه تماما عشوائية حياة الشباب....وفجاة صاح فينا كمال المليجي (لا اعرف هل هو يسكن حاليا باطن الارض ام مازال يتنفس؟!) وهو طالب الطب البيطري ايامها وقال انا عايز كل واحد يكتب شعرا او نثرا او يرسم (ما هي مواصفات فتاة احلامه؟) ..... وفي نهاية السهرة نجتمع في حجرة هذا البتاع (يقصدني) ونطلع علي الانتاج
......وحضروا في غرفتي البعض جلس فوق السرير وفي مقعدي وفوق مكتبي المتواضع ولم اجد مكانا لي سوي حصير علي الارض
....ثم جاء دوري وكتبت شعرا
سؤلت من تريد قلت وهي بخياليه
اريدها طيبة مثل رحيق النحل الشافيه
اريدها جميله كزهرة البنفسج العاريه
اريدها هادئه كعصافير الجنة العاليه
اريدها قطة وديعة تكشر ولاهيه
اريدهانقية كزرقة سماء صافيه
اريدها شريفة تصلي وتدعو دعائيه
اريدها انسانةتخطئ وتذنب وداعيه
اريدها مثلي تراني كما اراها شاديه
اريدها بسيطة كشدو مزمار وساقيه
اريدها حبيبتي تدق الطبول لفراقيه
اريدها هكذا تبكي كياني وأعطافيه
اريدها عمري وايامي ولياليه
اريدها طفلي وبنتي وأمي وأختيه
اريدها خوفي ورجائي وسؤالي العافيه
اريدها دمعي وحزني وتنهداتي الباكيه
اريدها مودعتي وحاملة اكفاني وحطاميه
اريدها عهدي مقطوع لقبري وترابيه
اريدها غضبي وظلمي وعدلي ومحاميه
اريدها شريكة عرفت وعلمت ويمينيه
اريدها بسماتي تداوي انملها جراحيه
اريدها خليلتي اشتري وهي شاريه
اريدها شعرا صنعته بشوق خياليه
اريدها كما يشاء وكما يريد الهيه
....... ابريل ١٩٦٨ الجيزه ....
وبعد قراءة القصيدة تمت ترقيتي من رتبة بتاع الي رتبة نفر
1
-2
