هل تساءلت يومًا كيف يكون الحب حين لا يُختزل في لحظة فرح، ولا يُختنق في لحظة ألم؟
كيف يعيش في المسافة بين النور والظل؟
ذلك التباين الذي يُشبهنا، حين نضحك وقلوبنا مثقلة، أو نشتاق ونحن نحاول النسيان.
الحب، في جوهره، ليس ضوءًا صافياً ولا ظلاً دامساً.
بل هو مزيجٌ من الاثنين…
نورٌ يدفئ القلب، وظلٌّ رقيق يترك في الروح ندبة خفية.
نحبّ ونشعر بأننا نُحلّق،
لكننا نحمل فينا وجع الغياب، وحنين التفاصيل التي تتسلل بين الأصابع دون أن نشعر.
في الحب، هناك نظراتٌ تسكن النور كما تسكن النجوم السماء،
وفي المقابل، هناك صمتٌ لا نجرؤ على كسره،
وأسرارٌ لا تُقال إلا لمن يقرأنا بصمت.
ربما أجمل ما في الحب أنه لا يكتمل،
أنه يُشبهنا في تناقضنا،
وأن النور فيه لا يكون إلا أوضح حين يتجاور مع الظل.
فنحن لا نكبر من ضوء الفرح وحده،
بل من تلك المساحات التي عبرناها حائرين،
من اللحظات التي صمتنا فيها لأن التعبير خاننا،
ومن المرات التي أحببنا فيها رغم معرفتنا بالنهاية.
وفي كل ظلّ يسكنه الحب،
نكتشف طبقة جديدة من أرواحنا.
نتعلّم كيف نحتضن الألم دون أن ننهار،
وكيف نحتفي بالنور دون أن نغفل عن ثمنه.
فهل نستطيع أن نحب حقًا،
إن لم نرَ الحب في الضوء… كما في الظل؟
فهل سبق لك أن وجدت نفسك تحب في الضوء والظل معًا؟
وأي من هذين يترك أثراً أعمق في قلبك؟؟