عندما وثقت مجازر الدعم السريع في كتابي الذي من المتوقع صدوره في مطلع 2026 بينما أنا أكتب عن مجزرة السريحة لأول مرة ينتابعني شعور كأنه تتحدث السريحة كلها على أذني وتقول لا تكتب عننا ويتردد ماذا تريد أن تكتب ؟!.
ذهلت للحظات كأنني طالب ممتحن مادة الفيزياء وتشابهت عليه بمادة الفلسلفة ثم لم يستطيع أن يكتب تلك القوانين التي لم يجدها ولم يستيطع أن يصبح عالم جديد على ورقة إمتحان فينتهي به الزمن في سيناريو وضع القلم على الورقة ويرفعه دون أن يكتب؛ قاومت ذلك الصوت والتردد والضجيج حول أذني قلت: ما معني أ لا أكتب ووتجمع مؤتمر الجزيرة أعلن أكثر من 150 تم قتلهم صباح الجمعة في منطقة السريحة لم يفرزوا بين كبار السن والصغار والنساء والمشايخة ولم يكتفوا بالقتل بل أغتصبت النساء وتم اغتياد أكثر من 200 ونقلهم إلى منطقة كاب الجداد
كان حمل ثقيل على الأهالي أن يتحملوا تبعات تمرد القائد كيكل على الجيش أولًا ومن ثم العودة إلى صفوف الجيش ثانيًا وتعود مع أول شارة تسليم له للقوات المسلحة مسارح حملات إنتقامية شنتها مليشيا الدعم السريع ضد سكان شرق الجزيرة على وجه التحديد، كانت فاجعة أهل السريحة يوم الجمعة.
اليوم الجمعة زارهم القائد البرهان ليرد إليهم حقهم وحق شهدائم الاعتباري ويعلن التعبئة من داخل شوارع السريحة وسط ملاين من أسر الشهداء والمظاليم والضحايا ملتفون حوله منددين بأعلى "صوت جيش واحد شعب واحد " هذا الشعب لا يقبل المساومة ولا يقبل هضم حقوقهم بل يمضي نحو أهدافه الراسخة الثابتة في الحرية والعيش بكرامة وسلام تحت قيادة الدولة الوطنية وليس على سوط المليشيا وبندقية الجنجويد، السريحة ستعود كريمة كما كانت مستقرة وشامخة من قبل، وستعود معها روح المناطق التي فقدت أمل العودة إلى الوضع المستقر لتعود التنمية والإستقرار زيارة البرهان تؤكد أن السلام تصنعه جماهير الشعب السوداني ولها وحدها حق المطالبة بهذا الحق ولايمكن أن يكون هناك سلام من دولة يفرض على قيادة الدولة التي إكتوت أيضًا من فتيل هذه الحرب السلام يبدأ حين تعود عافية السريحة، وأم حميرة و أم برمبيطة وزمزم والجنينة ونيالا وكل مدن السودان الجميل





































