تعتبر عملية إقلاع وهبوط الطائرات من أدق مراحل الرحلة الجوية على الإطلاق كما أنها من مراحل الطيران التي تقع فيها نسبة كبيرة من حوادث الطيران ولهذا فإن تنفيذ عملية الهبوط تتطلب مجهوداً وتركيزاً.
إن عملية الإقلاع والهبوط لازالت تتم بإشراف وتحكم مباشر من الطيار ولا تتدخل فيها أجهزة الطيران الآلي إلا كوسيلة مساعدة ومراقبة.
أما اليوم وفي وقتنا الحالي فإن عملية الهبوط تتم بتوجيه الطائرات بواسطة رادار الهبوط الذي يرسل شعاع راداريا أفقيا يتحرك يميناً وشمالاً وشعاعا عموديا يتحرك إلى الأعلى والأسفل في إتجاه هبوط الطائرات مشكلا مسحاً رادارياً لمنطقة الهبوط مما يمكن الشخص الموجود أمام شاشات الرادار من مراقبة وتحديد موقع الطائرة من منطقة الهبوط وبالتالي توجيهها "عن طريق قناة الراديو المخصصة لذلك " بحيث يتمكن الطيار من الهبوط بطريقة صحيحة ، في هذا الأسلوب نجد أن الطيار يعتمد على التوجيهات الصادرة إليه من المراقب الجالس أمام شاشة الرادار . حديثاً ظهرت أنظمة هبوط تختلف عن نظام التوجيه الراداري وهي نظام الهبوط الآلي بمعنى آخر أن تقوم أجهزة ألية بتوجيه الطائرة في مرحلة الإقتراب من المهبط إلى مرحلة قريبة جداً من المهبط وقد بدأ إستخدام هذا النظام في الستينيات وجرت عليه عدة تعديلات وإضافات إلى أن ظهر هذا الشكل المطور الذي نراه حالياً إذ اصبح من الأجهزة الرئيسية الواجب تجهيز المطارات المدنية والعسكرية بها وقد روعي أن تكون هذه المنظومة ذات مواصفات ومعايير خاصة وقد صدرت قوانين دولية موحدة تحدد بدقة جميع الإجراءات الواجب إتخاذها في عملية الهبوط مما يسمح نتشغيل أنظمة الهبوط الآلي في كافة المطارات ولكل الطائرات المجهزة بأجهزة مخصصة لهذا الغرض . منظومة الهبوط الآلي تعرف دولياً بـ (ILS) وهو اختصار لجملة INSTRUMENT LANDING SYSTEM وسميت بمنظومة لأنها تتكون من أجهزة أرضية موزعة حول المهبط وأجهزة محمولة مركبة بالطائرة تستقبل إشارة المحطات
الأرضية وتحللها وتترجمها إلى معلومات تظهر على عدادات وشاشة المعلومات بالطائرة وعن طريقها يوجه الطيار الطائرة إلى نقطة الهبوط المطلوبة، الأجهزة الأرضية تتكون من جهازين منفصلين يشكلان نظام الهبوط وهما:-
A glide slope
1- جهاز يبث شعاع زاوية الإنحدار العمودية وهذا الجهاز يوضع بجانب المهبط موازياً لنقطة هبوط الطائرات على المهبط.
A localizer
2- جهاز بث شعاع محور المدرج الأفقي وهذا الجهاز يوضع بعد نهاية المهبط في الجهة المقابلة على أمتداد خط وسط المهبط.
الشعاعان يشكلان الخط النموذجي لهبوط الطائرات في المرحلة الأخيرة للإقتراب من المهبط ثم الهبوط ومقدار زاوية الهبوط تحدد لكل مدرج حسب العوائق الأرضية الطبيعية الموجودة في منطقة أو مجال الهبوط وتساعد هذه المنظومة الطيارين على الإقتراب من المهبط بسهولة وهذا يكون واضحاً في حالات الطقس السئ وعدم الرؤية بسبب الضباب وغيره والأنواع الحديثة تعمل بصورة آلية بالكامل وبالتحكم عن بعد وقد دخلت آجهزة الحاسوب في مكونات هذه الأجهزة إذ تقوم بمراقبة دقة عمل الأجهزة المختلفة وقياس جهود التغذية ودقة إرسال شعاع الهبوط بحيث إذا وجدت إحرافا لهذا الشعاع سواء الأفقي أو العمودي فإن الحاسوب يصحح مسار الشعاع أو يوقف عمل الأجهزة حتى لا تعطي معلومات خاطئة قد تؤدي إلى كارثة وهذه الإنحرافات في مسار شعاع الهبوط قد تحدث بسبب وجود أو مرور عائق امام هوائي الإرسال يسبب إنعكاس أو إنحراف هذا الشعاع عن مساره الصحيح ولهذا يمنع المرور أو التواجد في مجال محدد حول هذه الأجهزة الأرضية أما بالنسبة لأجهزة الطائرة فهي تمكن الطائرة من القيام بالهبوط آلياً وبمساعدة الحاسوب وإذا كانت الطائرة قد إنحرفت يميناً أو يساراً أو أعلى أو أسفل عن مسار الهبوط فإن الحاسوب يقوم بإعطاء الأوامر والتحديدات المناسبة لإجراء عملية تصحيح مسار الهبوط من حيث تخفيف وزيادة قوة دفع المحركات وأجهزة توجيه الطائرة الأخرى ويتولى المراقبون الجويون في مختلف وحدات المراقبة الجوية مهمة التأكد من سير الطائرة على خط الإنحدار بواسطة أجهزة الرادار كما أنه في حالة راود الطيار شك حول سير عملية الهبوط فإنه يمكنه تولي عملية الهبوط يدوياً وبدون صعوبات وهكذا يتبين لنا أن للألة دوراً جوهرياً في إنجاح عملية الهبوط ولكن يبقى للعنصر البشري الدور الأساسي لضمان سلامة عملية الإقلاع والهبوط.