(الحَلِف القسم، اليمين)
هذه الألفاظ متقاربة في المعنى، وقلّما يذكر المفسرون وأهل اللغة فرقًا بينها؛ بل يجعلونها من قبيل الترادف.
وهنا نذكر فرقا دقيقا بين هذه الألفاظ ????
▪️ الحَلِف في القرآن الكريم جاء في ثلاثة عشر موضعًا، وهذه المواضع تدور حول الاحتمال والشك والحِنث، وإسناد الفعل غالبًا جاء للمنافقين في أكثر الآيات، وهذا يدل على أن اليمين استعملت على خلاف الحقيقة، إلا في موضع ﴿ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم﴾ فاستعملت عند الحنث.
▪️ أما القَسَم فهو أقوى في الظن، وأقرب إلى الحق، وأبعد عن الاحتمال والشك، لذا جاء القسم في القرآن يعبّر عن الصدق في اليمين للمقسِم، ولو جانب الصدق في واقع الأمر، كما قال تعالى: ﴿ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة﴾ فهم في ظنهم أنهم لبثوا ساعة، وحقيقة الأمر خلاف ذلك.
وبهذا يكون القسم أعم وأبلغ من الحَلِف.
▪️ أما اليمين فسميت بذلك؛ لأنهم كانوا إذا تحالفوا ضرب كل امرئ منهم يمينه على يمين صاحبه، وجاءت في القرآن في سياق العهد المؤكَّد بالقسم.
لذا قال: ﴿ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم﴾ فاليمين هي القسم المنعقدة، ولما كان هناك حِنث ذكرها معها (الحَلِف).
وبذلك تكون هذه الألفاظ متقاربة في المعنى حيث تشترك في التوكيد، وكذلك في الحكم الشرعي.
لكن يختص (الحَلِف) باقترانه بالكذب أو الحنث.
ويختص (القسم) باقترانه بالصدق.
أما (اليمن) فعلى القسم والعهد المؤكد.
والله أعلم.
ينظر للفائدة:
الإعجاز البياني للقرآن ومسائل ابن الأزرق، عائشة عبدالرحمن، بنت الشاطئ، ص(221-224)، الفروق اللغوية وأثرها في تفسير القرآن الكريم محمد بن عبدالرحمن الشايع، ص(238 -243)، معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم، محمد محمد داود، ص(66-69).