ما أعظم أن يشعر المرء بحب الآخرين له وتقديرهم لجهده.. لقد لمست هذا الإحساس من الزملاء والقراء مرتين.. الأولي عندما اسند الأستاذ محمد عبد الهادي علام رئيس تحرير الأهرام الي مهمة بريد الجمعة في اول مايو عام2102 عندما تولي المسئولية للمرة الأولي لتكتمل منظومة بريد الاهرام اليومي والجمعة والتي لاتقبل التجزئة, ولما جاء الإخوان الي الحكم ابعدوا كل رؤساء التحرير عن مواقعهم. وأتوا بآخرين ينفذون سياساتهم في اخونة كل شئ وهاهو الاستاذ محمد عبدالهادي علام رئيس التحرير يعيد تصحيح الأوضاع الخاطئة ويبدأ في ترتيب البيت من الداخل من أجل استعادة المكانة التي وصلت إليها جريدة الأهرام علي مستوي الصحف العالمية فهي الصحيفة المحافظة التي تجمع كل الآراء, وتعد ملتقي المفكرين والكتاب من كل الاتجاهات.
وكان من بين خطواته إعادة وحدة بريد الأهرام اليومي وبريد الجمعة لتكتمل منظومة البريد مرة أخري, وهانحن نلتقي من جديد, ونؤكد الثوابت التي أرساها الكاتب الكبير الراحل عبد الوهاب مطاوع, والتي صارت منهجا نسير عليه.. تلك الثوابت التي جعلت لبريد الأهرام مكانة خاصة لدي الكتاب والمفكرين والقراء ويكفي ان اذكركم بالعبارة الشهيرة التي أطلقها الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ عليه بأنه نبض مصر.. فإذا أردت أن تعرف مايدور في أجهزة الدولة ومؤسساتها وأحوال الناس. فلتقرأ بريد الاهرام.. إنه ليس مكانا لسرد الحكايات وكتابة الخواطر, وإنما هو مدرسة فكرية فريدة في الصحافة العربية, وما أكثر الكتاب الكبار الذين يستشهدون في مقالاتهم بما ينشره يوميا من آراء وأفكار.
الحديث يطول وسوف تكون لنا معا اسهامات جديدة تتطلبها المرحلة المقبلة, وسوف اسعي قدر استطاعتي إلي أن اكون عند الثقة الكبيرة التي اولاني إياها الأستاذ محمد عبد الهادي علام, وأن يتواصل عطاء بريد الأهرام بثرائه وتنوعه, وأن يتدفق نهر الحياة عبر سطوره معبرا عن نبض مصر.