أنا كاتب رسالة (حافة الهاوية) التى قلت لك فيها إننى أعمل بإحدى دول الخليج، وقد تعرفت على فتاة فلبينية مسلمة، وتعلقت بها لدرجة أننى نسيت زوجتى وابنى، ولم أزر مصر منذ خمس سنوات، وقد سألتك ماذا أفعل؟!. فهذه الفتاة ترفض زواجى بها، وقد حذرتنى من الاستمرار فى هذه العلاقة، وقلت أننى على حافة الهاوية، فإما أن أنجو بنفسى، وإما الهلاك المؤكد، ورأيت فى ردك مركب النجاة الذى أنقذنى من الغرق، وأنا الآن مع زوجتى وابنى، وقد وجدتها كما توقعت منها متسامحة وطيبة إلى أبعد الحدود، ولن أفكر فى السفر والعودة إلى هذا البلد إلا، وقد سبقانى إليه، لكنى أؤكد لك أننى لم تربطنى بالفتاة الفلبينية علاقة غير شرعية والعياذ بالله، وما ربطنى بها هو أنها نموذج مختلف عن كل الفتيات، وأنا أعمل محاسبا بأكبر البنوك الإسلامية فى منطقة الخليج، وهى زميلة لى بالبنك نفسه فى خدمة العملاء وأشكرك على نصائحك القيمة وردودك الحكيمة.
< ولكاتب هذه الرسالة أقول :
لم يكن أى رد على رسالتك مهما يكن بليغا وحكيما على حد تعبيرك ليثنيك عن موقفك إذا أردت أن تسير فى الطريق الذى انتهجته منذ سفرك إلى البلد الخليجى، فالحق أنك كنت تدرك أن بعدك عن زوجتك وابنك خطأ، وأنك ترفض الاستجابة للمغريات الموجودة أمامك... وما أن قرأت تجربة صاحب رسالة (السقوط المروع) الذى بدأ حياته العملية بنفس الطريقة التى بدأتها فى بلد خليجى، حتى أدركت أن النهاية المؤكدة ستكون هى نفس ما وصل إليه..
والحمد لله أنك عدت إلى بلدك وزوجتك وابنك... وحسنا ستفعل عندما تأخذهما إلى هذا البلد... وأسأل الله أن يهبك العقل الراجح الذى تزن به الأمور، وأن يكتب لنا النجاة من الوقوع فى الهاوية إلى آخر العمر بإذنه تعالى.