> تلقيت تعليقات كثيرة حول رسالة «بنت الأصول» وكلها تنصب على تشابه ما ورد فيها مع وقائع حدثت فى حياتهم، ومن بين التعليقات ما ورد فى رسالة بتوقيع اسماعيل عسل المحامى بالنقض والإدارية العليا يقول فيها عن كاتبة الرسالة انها اخطأت بالخوض فيما يخص أناسا فى رحاب الله وهو ما يستلزم توضيح الحقائق التالية:{ إن السيدة المشار إليها هى التى سعت للزواج من نجلنا المرحوم إبان دراسته بجامعة القاهرة، حيث لفت نظرها ثراؤه المادى الواضح وامتلاكه سيارة فارهة بسائق خاص، ودفعت أحد معاونى الخدمة بالكلية، وهو جار لها فى الحى الشعبى الذى تقيم فيه لكى يتزوجها، ولطيبة قلبه تعلق بها غير عابئ بالفارق الاجتماعى الرهيب بينهما، وحينما تقدم لخطبتها رفضت أسرته، كما اعترضت أسرتها، لكنها أصرت على اتمام الزيجة للهروب من ظروفها الاجتماعية المالية المتردية، وكمحاولة للنفاذ إلى الطبقات العليا فى المجتمع. { ايضا كانت على علم تام بالظروف المرضية لنجلنا، وزارت الطبيب معه فى أثناء الخطبة للتأكد من أن حالته المرضية لا تؤثر على الحياة الزوجية. { والد المرحوم منح نجله وحدة سكنية بالبرج السكني، إلا أنه وزوجته طلبا الاقامة فى شقة بعيدة عن محل اقامة والديه، ثم باع الشقة التى كان يملكها بالبرج السكنى بمبلغ طائل انفقاه فى متطلباتهما الشخصية، مما دفع والده إلى تمليكه وحدة سكنية أخرى أجرتها أرملته بعد رحيله لاحدى الشركات بمبلغ كبير. { كان والده ينفق عليهما، ومن غير المقبول أن حالة اسرتها المادية كانت تسمح بالإنفاق عليها كما تقول. { وأما ما يتعلق بالميراث، فلقد سبق تقسيم ميراث والد زوجها شرعا وقانونا على يد محام والحصول على حكم قضائى نهائى بتوزيع حصص الميراث، وبعد وفاة زوجها أعيد توزيع الميراث مرة أخري، وتسلمت هى وابنها كافة مستحقاتهما ويمكن ارسال صور رسمية من محاضر التسليم والقسمة الشرعية، إذا طلبتم ذلك. { تنازلت والدة المرحوم عن نصيبها الشرعى وهو السدس فى ميراث ابنها، لصالح حفيدها، وثبت ذلك رسميا فى محاضر تسليم الميراث، وتزيد قيمته على مليون جنيه نقدا بخلاف العقارات والأراضى حماية لمستقبله. { تعهدت والدة المرحوم بتسديد جميع المصروفات الدراسية لحفيدها فى المدرسة الدولية التى يدرس بها، وكذلك مصروفات الجامعة. { ان شقيقة زوجها لم تستأثر بشىء، فالشقة التى تقيم بها هى من ميراثها، ولم تأخذ شيئا أكثر من مستحقاتها، ولدينا الأوراق والمستندات. { حاولت والدة المرحوم التقرب إلى أرملة ابنها وحفيدها، وأغدقت عليهما المال والهدايا ولكنهما قابلا كل ذلك بالنكران والجحود، وهرب الحفيد من لقاء جدته وعمته. ولم يتوجه إلى أسرة والده المتوفى بأى اشارات للحب والتواصل. > أيضا تلقيت تعليقا بتوقيع محمد بدوي، على «بنت الأصول» موجها كلامه إليها فى شكل قصة قائلا: زار أحد الحكماء قرية اكتشف أن كل أهلها غير راضين عن حالهم، وطلبوا منه أن يبدل أحوالهم فطلب من كل واحد منهم أن يحكى قصة حياته فى كيس ويغلقه، ويكتب اسمه عليه ويضعه فى ساحة القرية، وجاء الغد واجتمع أهل القرية فقال لهم الحكيم: لا توجد حياة بدون ابتلاءات أو مشكلات، فليأخذ كل واحد منكم كيسا من هذه الأكياس، وسأحول مشكلته التى يعانيها الى ما أخذه فى الكيس الجديد، ودخل كل واحد منهم وظل يبحث عن كيسه هو المكتوب اسمه عليه، فهو أرحم بكثير مما لا يعلمه من مآس.. وتعالى يا سيدتى نصوغ قصة حياتك بأسلوب آخر.. أنت الآن فى السنة الثالثة بالكلية، شاهدت طالبا بالسنة الرابعة دق قلبك لأول مرة فى حياتك بحبه، وتمنيت من الله أن يكون زوج الغد ورفيق المستقبل ولم يلق عليك تحية الصباح حتى انتهى العام الدراسى وظهرت النتائج وأصبح كل واحد منكما فى طريق وفقدت الأمل فيه. وفى يوم لم تحسبى حسابه، دق باب البيت وكنت أقرب من فى البيت إليه ففتحت الباب فوجدتيه أمامك هو وعائلته، فقدت اتزانك تلعثمت، تعثرت فى خطواتك، قاربت على السقوط، صرخت وأنت تنادين أبويك، وكانت الخطبة وتم الزواج الذى أجله فتاك الى أن يكون على قدر المسئولية، كان رجلا ولكنه كان لا يملك إلا هذا الراتب وبدأت معه رحلة الكفاح والحب، وخلت حياتكما من مباهج الحياة إلا الحضن الدافئ الذى كان يجمعكما بعد رحلة شقاء آخر النهار. وجاء الولد الأول ثم الثاني، ومرت السنوات العجاف أشد قسوة من سنوات سيدنا يوسف فى قصته، ثم جاء ذات يوم طائرا من الفرح وبيده عقد عمل فى إحدى الدول العربية، وصرخت نفس صرختك يوم رؤياك له على باب بيتك وحلمت معه بكل الأمانى ورفاهيات الحياة، ولعنتما أبو الفقر خلاص ضحكت الأيام.. وسافر حبيب العمر والقلب الذى أخذه معه الى أرض الأحلام والأمانى وسط دموع الوداع. وهبط فتى العمر من سلم الطائرة فى البلد الموعود، فإذا بسكتة قلبية تنهى حياته قبل أن يخطو من المطار خطوة واحدة الى ربوع الأمل، فكيف تسافرين فى مركب الحياة وولداك فى عمر الزهور وأنت لا تملكين تكاليف الحياة؟ أى القصتين أرحم بك، وهناك ما هو أقسى وأصعب لا أريد أن أسرده لك، كأن يموت زوجك مثلا وأحد أولادك فى حادث سيارة وهم يشترون ملابس الزفاف لأحد أبنائك، لابد من الابتلاء، نعم يا سيدتى والأنبياء أكثر الناس ابتلاء حتى كاتب الرسالة هذه اليك أيضا مبتلى يوم أن فقد أعز الناس وأغلاهم ابنه الأكبر وزوجته حامل فى شهرها السابع. احمدى الله يا سيدتى فلقد أبقى الله لك ولدك ويوم تشاهدينه بجوار عروسه ليلة الزفاف ستغسل هذه اللحظة كل مآسى الحياة.