استوقفتنى رسالة «الملاك الحزين» التى تروى فيها كاتبتها معاناتها الشديدة ورعايتها أسرتها حتى وصلت إلى سن السادسة والأربعين دون أن تتزوج، وإننى أبعث بهذه الكلمات إليها.. صحيح أننى لم أرها بعينى، ولكنى تخيلتها بروحى ورأيتها الأجمل والأرقى والأغلى بين بنات ونساء كثيرات.. كم كنت أتمنى أن يكون لى أخ لم يتزوج بعد أو قريب أو أعرف أحدا يستحق الفوز بها فأدله عليها.. وأكرر أنه «يستحقها» لأن من يتزوج هذه الإنسانة الجميلة لابد أن يكون «إنسانا» مثلها، وأقول لـ «رجال الأربعين والخمسين» من أعمارهم.. أنتم تكونون أجمل بكثير عندما تتشبث بأذرعكم فتيات ناضجات فى الثلاثين والأربعين والخمسين لا مراهقات مازال امامهن الكثير ليعرفن معنى الحياة الزوجية وقدسيتها.. تكونون أجمل وفى «أريحية» نفسية عندما لا تشعرون أنكم فى حلبة منافسة مع من يصغرنكم من البنات وأنتم فى هذه المرحلة.. فلكل عمر جماله وأنتم جمالكم وجاذبيتكم تقل كثيرا فى هذه المرحلة عندما تكون بجواركم فتاة فى عمر بناتكم.. فالفتاة الصغيرة يناسبها فكريا وجسديا شاب عشرينى أو ثلاثينى.. لا تتحدوا العمر ولا تتحدوا الظروف.. ربما تفتنكم الصغيرات بمساحيق التجميل والشعر المصبوغ والعدسات المزيفة الملونة وعبارات الحب والحنان المتعمدة من أجل الفوز بكم لأنكم الأكثر مالا ونفوذا ونجاحا من الشباب الأصغر... ولكن تأكدوا من أنه فى حالة غياب المقومات المادية وبداية ظهور أمراض الضغط والسكر والقلب أو أى أعراض أخرى تؤثر على القدرات الجسدية، لن تسعكم غير زوجة صالحة ناضجة واعية هدأت رغباتها واستكانت نفسها، ولا تبحث فى الزواج إلا عن المودة والرحمة..
هنيئا لكم بزوجة صالحة تعرف حقوق الزوج جيدا، وتكون عونا لكم فى دنياكم وأخراكم.. وتأخذ بأيديكم إلى الجنة بمشيئة الله.. وتذكروا أخيرا إن جمال «ماركات الميك اب» العالمية والكلام المعسول المتعمد يزول بالعادة، ولا يبقى غير الجمال الداخلى والإيمان الذى ينير الوجه نورا فهو ليس جمالا زائفا، ولا حبا وهميا.
- ولكاتبة هذه الرسالة أقول :
لكل سن جلالها واحترامها، ومن الأفضل أن يكون هناك تقارب فى العمر بين الزوجين، حتى يفكرا معا بأسلوب واحد، ويحدث التوافق بينهما فى الأمور المتعلقة بالحياة الزوجية وتربية الأولاد، كما أن التطور الطبيعى للعلاقة بينهما يرتبط إلى حد كبير بما يطرأ عليهما من تغيرات نتيجة التقدم فى العمر.
وأرجو أن يعى الرجال والنساء هذه النقطة المهمة لكى يتفادوا الوقوع فى زيجات يكون مصيرها الحتمى هو الطلاق.