هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

 arhery heros center logo v2

                    من منصة تاميكوم

آخر الموثقات

  • ديون لا ترد | 2024-05-12
  • هكذا هي مريم | 2024-05-08
  • الساجد | 2024-05-12
  • قلبي و قلمي .. | 2024-05-12
  • الجميل | 2024-05-12
  • التوازن النفسي والسلوكي فى شخصيه الرسول صلى الله عليه وسلم  | 2024-05-12
  • حياتي ورائي | 2023-07-24
  • لا تلومنَّ نفسكَ والقدر | 2024-05-02
  • إيجابيات العصبه الآفكه | 2024-05-11
  • كنت وحدي  | 2024-05-11
  • أيقظوا مريم | 2024-05-04
  • عطفة الجنينة | 2019-08-11
  • المركز الإعلامي بين التكوين والبيان | 2024-05-11
  • أوحش ما قيل في حق الرجولة | 2024-05-11
  • أنتَ بخيرٍ فلا تقلق | 2024-05-09
  • قلب المدينة ..الجزء الرابع | 2024-05-11
  • وحدي داخل الإطار .. أو خارجه | 2024-05-11
  • لا أتحدي الرجال | 2024-05-11
  • فحل بصل | 2024-05-11
  • وحين أخلو لنفسي.. | 2020-01-09
  1. الرئيسية
  2. مدونة محمد شاهين
  3. برج حمام

 

"أنا قلبي برج حمام..هج الحمام منه"

انسابت تلك الكلمات من بعيد وتسللت لحواسه وهو يستند على إفريز سطح منزله ، وهو يحاول أن ينعم بنسمة ربيع باردة ، الهدوء يعم المكان عدا صوت منير القادم من بعيد ولا يدرك مصدره ،الظلام يلف المنطقة فى تلك الساعة المتأخرة من الليل ..

 

دخان سيجارته هى الونس الوحيد له فى تلك اللحظة ، ينظر لدخانها وهو يختفي فى الظلام..

الكلمات جعلته يتذكر صديق الطفولة "محمود" أو كما يحب أن يطلق عليه" حودة" ، جمعتهما هواية تربية الحمام فى الصغر ، وتسكعا معا فى أسواق بيعه وأماكن شراء مستلزماته ..

كان هناك برج حمام فى هذا السطح ، شهد طفولتهما، وأفراحهما، وشجارهما..

ذاكرا بالقرب منه وهما يراقبان سرب الحمام ، صوت الصفارة مازال فى أذنه وهو ينادي على السرب..

أين " محمود"؟..

سافر فى المرحلة الثانوية مع والده إلى دولة من دول الخليج ، كانت رسائل البريد الورقية متبادلة بينهما لمدة عام كامل 

 ثم انقطعت أخباره..

لم يكن الإنترنت قد انتشر، ولم يظهر الفيسبوك إلا بعد فترة كبيرة ..

بحث عنه على مواقع التواصل الاجتماعي ولكنه لم يصل إليه ..

سحب نفسا عميقا من سيجارته وهز رأسه فى أسى..

 

"أنا قلبي كان شباك

بس الهوا شباك

يا بكرة بستناك

ليك العيون حنوا"

 

لازال صوت منير يثير بداخله حالة من الشجن والحنين ..

تذكر حبه الأول ..حب المراهقة البرىء..

الحب البكر الذى لم يلوثه شىء وظل وانتهى هكذا ..

تذكر يوم التقى بها للمرة الأولى، كأنّها لوحة فنية متكاملة ..شعرها الأسود كالليل، وعيونها العسلية كالنجمتين، وابتسامتها التي تُضيء المكان. نشأت بينهما قصة حب جميلة، ملؤها بالوعود والأحلام الطفولية، لكن القدر شاء أن يفرقهما..

 

فى نفس المرحلة الثانوية وبعد سفر صديقه بفترة قصيرة ، دوت زغاريد من منزلها فهوى قلبه تاركا مكانه ليسقط محطما تحت قدميه وهو يسمع والدتها وهى تهتف بأن عريسا ثريا أصبح من نصيبها ..وأن زواجها المبكر ستر وعفاف لها خاصة بأن جمالها ملفت ، وقوامها الفارع يعطى للجميع عمرا أكبر من عمرها..

بالطبع تم الزفاف فى سرعة بالغة، وكانت الأنوار تزين شارعه، وأسفل منزله وصوت فرقة الزفاف تدق طبولها وتخترق ضلوعه..

يومها وضع سماعة أذن و عاش ليلته وسط أصوات منير وفؤاد وعمرو وحميد وهم يبكون على الرحيل والهجران..

 

نظر إلى السماء المليئة بالنجوم، وتمنى لو أنّ حبيبته وصديقه معه في تلك اللحظة. شعر بالوحدة القاتلة، وكأنّ العالم قد فقد بريقه دون وجودهما..

أطفأ سيجارته الثانية ، وصمت صوت منير ..

اتجه إلى باب سطح منزله فى خطوات رتيبة، بطيئة..

مع كل خطوة يخطوها، ازداد شعوره بالفقدان. تمنى لو أنّ بإمكانه العودة بالزمن إلى الوراء، وتغيير مسار الأحداث. لكنّه يعلم أنّ ذلك مستحيل، وأنّ عليه أن يتعلم العيش مع ذكرياته، وأن يجد السعادة من جديد..

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

314 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع