أرسل لي أحد الأصدقاء الكرام يسألني عن صحة تفسير أصحاب الأعراف بأنهم أهل البيت الكرام والحقيقة أن هذا التفسير ليس تفسيرا جديدا بل هو موجود في كتب الحديث والتفسير الخاصة بالشيعة الأثنى عشرية وبالرجوع إلى أحد كتبهم المعتمدة في الحديث وهو كتاب بحار الأنوار للمجلسي سنجد روايات تنسب هذا القول لسيدنا علي عليه السلام وهي روايات لا تصح عندنا أهل السنة والجماعة.
والحقيقة أن المفسرين اختلفوا قديما في تفسير أصحاب الأعراف والقول الذي أميل إليه بعد بحث وتأمل في كتاب الله أنهم ملائكة
والأدلة التي تقوي هذا الرأي كثيرة ومنها
ذكر القرآن على لسان أصحاب الأعراف:
" وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ"
وذكر القرآن على لسان الملائكة:
"وَالـمَلائِكَةُ يَدْخُـلُونَ عَلَـيْهم مِنْ كُلّ بـابٍ سَلامٌ عَلَـيْكُمْ "
ثم ذكر القران على لسان أصحاب الأعراف:
"ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ"
وذكر القرآن على لسان الملائكة :
"تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُواوَلَا تَحْزَنُوا وأَبْشِروا بالجَنَّةِ"
وذكر القرآن على لسان أصحاب الأعراف قضية " الاستكبار"
"وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ"
وذكر القرآن على لسان الملائكة نفس القضية
"وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ"
وربما يستشكل البعض وصف الملائكة بلفظ " رجال "
وقد أزال القران الكريم هذا الإشكال عندما قال :
"وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلا"
فكون الملائكة تتشكل في صورة رجال هذا ثابت في القرآن والسنة
هذا والله أعلى وأعلم وأحكم .