أكثر واحد يعرف الوهابية هو العبد لله، لأني عشت في وسطهم عشرين سنة طالبًا ثم أستاذًا.
أما طالبًا فكنت أسمع بأذني من مدرسين التوحيد أن الشعرواي ضال ومنحرف العقيدة لأنه أشعري، خد بالك ده الشعرواي الذي عاش معهم وعندهم سنوات طويلة وكانت له علاقة وطيدة بحكامهم، فما بالك برأيهم في باقي علماء الأزهر الذين بالمناسبة كلهم أشعرية!
وأما أستاذًا فقد عشت في المدينة المنورة وكنت كثير التردد على المسجد النبوي حتى أصبحت معروفًا لكل الوهابية العاملين في المسجد، وكانوا يراقبون كثرة ترددي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للسلام، ويعدون أنفاسي لدرجة أنني دخلت المسجد يوما وكان في يدي كتاب فوضعته على السجاد لأصلي تحية المسجد، فأسرع موظف منهم وأخذ الكتاب وأنا أصلي دون أي استئذان ليعرف عنوانه وعن أي شيء يتحدث!
وقد سمعت أحد كبارهم في درسه يقول: "هؤلاء المشركين واقفون أمام قبر محمد يسألونه الحاجات وهو جيفة لا يسمعهم ولا ينفعهم".
ثم يأتي جاهل يهاجم الدكتور أسامة الأزهري لأنه قال إن ابن عثيمين ليس مصدرًا للأزهري، وهو والله كذلك، فلا ينبغي لأي مسلم أن يتخذ من يجسم الله ومن يسيء الأدب في حق رسول الله مصدرًا للعلم، فهؤلاء مصدر للغلظة والجفاء والجهل والغباء."