هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • الضرب في القرآن الكريم
  • السعادة الحقيقية قد تنتصر على أَعتى الأمراض النفسية
  • الاء
  • جنة من غير ناس
  • ضحكتها حكاية
  • لا تكترث لهمومِ الدُّنيا
  • عزبة السلسول 2
  • الشك المنهجي والباحث العلمي
  • ظل كهف
  • فارس الاحلام الشاطر حسن بكار
  • و إني أراك بعيني جنة
  • سلوك دنئ لكلاب
  • لمسة صديقي
  • شاي الضفدعه
  • مرسال الليل
  • لمن يقدر
  • الشخصيات الجميلة ليست من فراغ
  • عدّى الزمان
  • نجم الليل
  • المبادئ تبلور حياة الفرد
  1. الرئيسية
  2. مدونة زينب حمدي
  3. عين واحدة .. (الجزء الخامس)

قدامكم ربع ساعة بس اللي عاوز يخرج يشرب حاجه .. وبعدين نرجع نكمل ..،
نطقها أستاذ المادة وهو يطفيء جهاز العرض ( البروجيكتور) ويعيد ترتيب أوراقه ،،
انفتح باب القاعة وخرج بعض الطلاب بينما استرخى البعض الآخر في مكانه وعلا صوت الثرثرة ..
كانت هبة في مكانها تبدو مهتمة بتدوين شيء ما .. لم يكن هذا الشيء إلا عين ذات طابع فرعوني ..
عين واحدة ..!
دائماً ترسم العين اليسرى لوجه غير موجود ..، لماذا ؟! لا تدري !!
رفعت رأسها تجاه الباب لتجد أحمد يلوح لها ويشير إلى ساعته !..، إنه يريد قول شيء ما لا تريد سماعه !
ولكن من المهم ألا يلحظ أي تغيير في معاملتها .. يجب أن تحتفظ لآخر لحظة بكبريائها
نهضت متثاقلة تاركة متاعها على مقعدها ..، وخرجت إليه
كلمتها يا هبة .. كلمتها !
هيا مين؟؟
ياسمين .. ! قولتلها كل حاجه كنت مرتبك وانا بتكلم ..، تفتكري هتوافق عليا ؟
قالت متلعثمة : انت حسيت ايه ؟
- معرفش انا قولتلها هستنى ردها بعد المحاضرة .. قلبي بيدق مش عارف اعمل ايه وخايف !


نظرت إليه .. لم يبدو فرحاً من قبل أبداً بهذا الشكل ..، إنه يتواثب في مكانه يوشك على التعلق بأرشية السقف ..، الفرحة تنطق من عينه وفمه ينفرج عن ابتسامة طفولية بلهاء قليلاً ..!
إلى هذا الحد يحبها ؟ كم كانت حمقاء عندما ظنت شيء آخر !
هستناكي بعد المحاضره عشان اقولك قالتلي ايه .. متمشيش ..،
عادت إلى المدرج وأمسكت بالقلم من جديد ..
شطبت على العين التي كانت منهمكه في رسمها ثم أغلقت دفتر المحاضرات وجمعت حاجياتها في حقيبتها ..، وانصرفت
بعد لحظات كانت في الطريق إلى بيتها .. تحتاج إلى حمام دافيء .. تحتاج إلى الإسترخاء .. تحتاج إلى ... نفسها !
لقد انتهى للأبد هذا الشخص من حياتها .. لكم تكرهه !
بالتأكيد الآن هو جالس معها يرتبان حياتهما سوياً ..، من الجيد أنها لم تنتظر أكثر ،،
رنيين الهاتف اللعين ..!
شيماء .. لو كان أي شخص آخر لاغلقت الهاتف !
أيوه يا شوشو ازيك ..
ازيي ايه انتي فين يا بنتي ؟ اخرج اجيب شاي ارجع ملاقيكيش . ؟ وبعدين احمد جنبي عاوز يكلمك
صعد الدم إلى رأسها وكادت تجيب بانفعال لولا أن أتاها صوته منفعلاً بالمثل : انتي مشيتي ليه ؟ انا مش قلتلك متمشيش؟
زفرت في ضيق : معلش يا احمد تعبت فجأة .. وبعدين انا قلت انت انهارده مش فاضي
زاد صوته انفعالا : مفيش حاجه اسمها مش فاضي انتي اهم منها الواحد ممكن يلاقي حبيبة كل يوم لكن اخت لا !!
اخت لا ؟!!!
لا تعرف هل يجب أن تسعدها كلماته أم تزيدها بؤساً ..!
ابتسمت في عصبية : عملت ايه معاها ؟ طمني ؟
انخفض صوته على نحو ملحوظ : طلبت مهله لبكره .. بكرة الصبح هعرف ..، المهم عشان بتكلم من موبيل شيماء هتيجي بكره ضروري
اجابت في سرعه :- ان شاء الله ..،


اغلقت الهاتف مبلبلة الفكر متأرجحة المزاج
ماذا يعني بكلمة أخت ؟ ماذا يريد منها بالضبط؟؟


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


لماذا يبدو المدرج خاوياً ..، ؟
هل تأخرت عن ميعادها ؟
ثم أين هو ؟
كادت تخرج لولا أن لمحت رأس الشاب الجالس في آخر كرسي بالمدرج يتهاوى على المكتب !
اتجهت إليه ونقرت بأظافرها عدة نقرات بجواره
أقام رأسه ثم نظر إليها نظرة بلا معنى ..
- ايه مالك ؟ تعبان ؟
لا .. كويس!
مش باين ..
ثم خطت بقدميها على المقعد المقابل وجلست قباله ..، عيناه حمراء بشدة .. يبدو أنها أمه كالعادة !
اخبار ياسمين ايه ؟
ارتجفت شفاهه .. ودمعت عيناه : رفضتني !
انهمرت الدموع من عيناه مدراراً تحمل مرارة الدنيا وتجسد المعنى الحقيقي لقهر الرجال ..،
كيوبيد اللعين سهمه الدامي الأحمر يتوغل في النفس ولا يراعي حرمة لكبرياء رجل أو حياء أنثى !
مش عارف رفضتني ليه ؟ انا كنت مستعد اعمل عشانها اي حاجه .. كنت بحارب أهلي عشانها .. دلوقتي خلاص الاستسلام هو الحل !


هل كانت أنانية إلى هذا الحد عندما تمنت ذلك بالأمس ؟
تحرك الضمير الرابض كالأفعى في أعماقها ليكيل لها الوخزات من جديد .. لقد تمنت أن ترفض وهذا سبب كاف لأن تشعر بالذنب !


أخرجت منديل ورقي من حقيبتها ناولته إياه : إسمعني يا احمد .. البنت مكنتش تعرف اي حاجه عنك هيا فجأه جه قدامها واحد بيقولها بحبك وعاوز اجوزك .. مستني منها ايه ؟ اكيد لازم ترفض ..، الامور كانت محتاجه الاول شوية تمهيد يعني لازم تحس بيك لازم تحسسها انها ليها قيمه مميزه عندك اللي حصل انك فاجئتها وده رد فعل اولي لا يؤخذ عليه ..، هيا كده عرفت ان في حد عاوزها .. همتك بقي تحسسها بكده وبعد كده تفاتحها مره تانيه ساعتها يمكن تغير رأيها


بدا كما لو أن كلماتها أحيت في نفسه أملاً مبهماً ..


وبعدين انت مش عاوزني اشوفها ولا ايه ؟ وريهالي ولو حبيت اتدخل واكلمهالك معنديش مانع


نظر إليها نظرة أخرى صامتة .. ولم يرد !
ارتفع الآذان القريب ..
صلاة الضهر قوم يلا صلي وان شاء الله خير ..
ناولها نظارته الطبية .. ثم نهض متثاقلاً إلى المسجد

جلست تفكر في تبعات الوضع الجديد ..
هل رفض ياسمين يعني قبلة الحياة لشيء يمكن أن يكون ؟؟
وهل لو حدث ستقبل بشاب بكى أمامها حباً لأخرى ؟


هل تملك ترف الإختيار ؟؟

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2389 زائر، و1 أعضاء داخل الموقع