من قال أن صور الشروق والغروب تتشابه ..؟
إن الإختلافات بينة جلية ..
تشعر بها .. تتنفسها .. تنفذ إلى روحك
الشروق نقي .. عطر .. يحمل معنى البداية وجمالها وبرائتها
بينما يرحل الغروب الحزين آثم دامي مثقل بالهموم .. بطيء الخطوات
------
في ديمومة الصباحات والمساءات رسالات .. ..
رسالة بداية : بريئة .. ضاحكة .. تخبرك بأنه ما زالت هناك فرصة للحياة ومازالت الآمال ممكنه
رسالة نهاية : تطوي صفحاتها على سطور لايجمعها سوى مصيرها الموحد ..نحو الغروب
كما كل علاقة ..
تبدأ باسمة خجوله متردده .. ينعشك نسيم فجرها .. تلتقط رسالة البداية التي تعدك بالكثير
تبحر في الآمال والأحلام .. تخطيء ويخطئون .. تمتليء الصحيفة البيضاء بخطوط سوداء رقيقة وغليظة ..
على الشاطيء الآخر ينتظرك الغروب .. ليتسلم صحيفتك .. ثم يطويها ..
حياتك ذاتها شروق وغروب .. علاقتك بأسرتك بأصدقائك بحبيبتك بزوجتك .. شروق وغروب .. آمالك وطموحاتك شروق وغروب
(خواطر غريبة تلك التي تأتيني فجراً ..، ! هل هو الأرق ؟ أم أن هذا الفجر موحي أكثر مما ينبغي ؟)
لطالما توجست من كل بداية .. ترددت في الخطوة الأولى من كل شيء .. لم أقدم على شيء بجرأه في حياتي ..، وإذا حدث توقعت الأسوء وأسرعت نحو الشاطيء الآخر لأصل قبل الغروب.. وأنتظره ..!
أنتظره قبل أن ينتظرني هو !
احطم آمالي قبل أن يحطمها .. أنتقد نفسي قبل أن أسمع توبيخها .. أنهي علاقاتي قبل أن ينهيها ويكسر قلبي ..
لكم من صديقة اتهمتني بالجحود لأني فارقتها بعد زواجها ..، حبيبتي أعرف أنه لم يعد لي المكان الأهم في حياتك .. فهل أنتظر لأسمعها ؟ غداً تعرفين أن ما أفعله أراحك من عبء وحرج أن تصارحيني بها ،،
لكم من خاطب تعجب لرفضي فرصة التعارف .. سيدي الكريم هل أمنحك فرصة لتلعن اليوم الذي عرفتني فيه ؟؟ هل ارتبط بك واتزوجك لأسمعك تشكو لأصدقائك كيف كنت سعيدا وحرا قبل الإرتباط بي ؟ صدقني أن تقتلني الآن أفضل من أن أسمع يوماً هذه الكلمه !
لكم تعجب مديري في العمل من فزعي عندما قرر أن يوليني مسئولية مجموعتي في العمل .. من المفترض أن يسعى الموظف للترقي والتميز لا أن يهرب منه ..،! ولكن من قال أني أرى في نفسي أي شيء مميز ؟؟ أسرعت كالمحمومة أحصي إنجازات المجموعة وأرتب أسلوب العمل فيها ... وأنتظر يوم يقول لي ( انا غلطت اني اديتك مسئوليه انتي مش ادها ) .... لكن هذا اليوم لم يأتي حتى الآن !
عند شروق كل إحساس جميل .. أنتظر كيف سيكون الغروب
وأدعو الله أن يؤهلني لتقبله
كلنا نبحر نحو غروب ما ... المهم أن يتسلم صحيفتنا كما يشرفنا أن تكون
ها أنا ذا أكتب عن الغروب وأسمع آذان فجر يوم جديد ...
ترى ..كيف سيكون غروبه ؟؟