كلمة الموقع
قال: إن القرآن نزل مفككًا وليس فقط منجمًا متفرقًا، وهذا ليس عيبًا في القران الكريم ولكنها من خصائص العرب الذين كانوا يتنقلون بشعرهم من موضوعٍ إلى موضوع دونما عيبٍ في بناء السرد القصصي أو اللُغوي، واستدل على ذلك بشيءٍ من الشعر العربي الجاهلي وقواعد لغوية من هنا وهناك.
كان هذا حديث العالم الأزهري، وهو يحاور جدي الشيخ العالم السيد عبد السلام السلايمي صاحب تفسير "السياق المبوب بالربط"، وكان ذلك بحضوري في أواخر سبعينيات القرن العشرين، حين كان يحاول العالم أن يثني الشيخ عن فكرته بأن آيات القران الكريم جميعها مترابطة، وأنها نزلت لتخدم منهجًا تطبيقيًا له رابطٌ فكري يُظهِره تتابع الآيات في توالي منضبط، وكان جدي الشيخ حينها ما زال عاكفًا على استكمال فكرته في توضيح ترابط الآيات بعضها بعضًا، فأخذ الشيخ يشرح له ويوضح ويفند هذا القول بأدلة قوية جعلتني أستشعر صواب فكرته، حتى اقتنع العالم الأزهري في بلدتنا إسنا بذلك.
والتفسير فريدُ ذاته في طريقة عرض المعاني وعرض الربط بين الآيات وبين مجوعة الآيات بعضها ببعض، حيث يقع التفسير في جداول تحوي أعمدة رأسية، يحوي أولها عناوين عامة للسورة مبوبة بالربط والثاني عناوين جزئية للسورة مبوبة بالربط، وعمودًا ثالثًا به الآيات الكريمات والأخير به معنى كل سطر قرآني متصل به ويُقرأ بالخاطر بعد قراءة الآية، في معنى يقدمه الشيخ في سياق القراءة بشكل منقطع النظير.
حقٌ لكل مصري على أرض مصر أن يفخر بهذا التفسير المبتكر في فكرته, التي بدأها الشيخ في اوائل ستينيات القرن العشرين، وحصل على تصريح الطبع والنشر بعد المراجعة العلمية الشرعية واللغوية من مجمع البحوث الاسلامية في عام 1985م،
رحم الله جدي الشيخ العالم الجليل، الذي كنا نتعلم منه منهج الإسلام من خلال سلوكياته وتطبيقه للتعاليم الدينية، قبل أن يعلمنا اياها بأقواله وتوجيهاته، مما أثّر فينا أبلغ الأثر بإثراء المعلومات الدينية والأخلاقية وجعلنا نستقيها ونطبقها دونما صعوبةٍ أو معاناة.
م. معماري/ أشرف الكرم
إبن إبنة الشيخ المفسِّر