المقال منشور بجريدة الأجيال ــ الأربعاء 20/10/2011
تابعت عن كثب عملية إطلاق سراح الأسري الفلسطينيين التي لبعت فيها الثورة المصرية الدور المحوري والذي أسفر عن خروج ( 1027 ) أسير من إخوتنا الفلسطينيين مقابل جلعاد شاليط وكم كنت فرحا لما حدث ، لقد كان انتصارا بكل ما تحمله الكلمة من معني ، انتصار ترتفع به هامة الثورة المصرية إلي عنان السماء بكل فخر واعتزاز بريادة طالما اشتاق إليها كل عربي حر
لا يهمني تلك الآراء التي تدعي أن فرد في الدولة العبرية يساوي ألف فرد من العرب ، ولا يهمني كم يساوي جلعاد شاليط في نظر بلده أو في نظر تلك الآراء السطحية ..!
ما يهمني هو أن خصلة شعر من أخوتنا الأشقاء في فلسطين تساوي عند كل عربي حر ألف جلعاد شاليط ..
ما يهمني أن قضية أقضت مضاجع إسرائيل بشعبها وحكومتها منذ أكثر من خمس سنوات متواصلة منذ يونيو / حزيران 2006 ، قد تم حلها بأيد مصرية في أيام وكانت نتيجة مبهجة بخروج ما يزيد علي ألف إنسان عربي مجاهد من سجون هذا العدو الملعون ، ربما لو لم تقم الثورة المصرية لكان ذلك الملف سيظل عالقا إلي قيام الساعه في ظل نظام لعين ظل يلعب بكل الأوراق والملفات داخليا وخارجيا
لو كان قتل جلعاد شاليط في غزة ربما كانت ستحدث مفاجأة بانقلاب الشعب اليهودي علي حكومة هذا الكيان الشيطاني وهذا أمر لم استبعده لحظة واحدة خصوصا وهذه لم تكن المرة الأولي التي يرسل فيها رفاة قتلي يهود في حالات كهذه ولكنها ستكون مغامرة ورعونة غير محسوبة ، لذا فإن ما حدث بالأمس كان مكسبا ضخما بكل المقاييس في مثل تلك الأجواء المضطربة التي تعيشها بلادنا العربية بين ثورات تنتظر طريق البداية وأخري لم تنضب دمائها وثالثة لم تبدأ حتي الأن ..!!
ما نريده الأن هو التعامل بنفس الروح مع قضية الجاسوس الأمريكي المسجون في مصر
ليس مهما إعلان النتائج والتي ربما ستكون سرية نظرا لحساسية الملف المصري الأمريكي ولكن المهم أن يدير تلك الصفقة أناس أمناء علي هذا الوطن يستطيعون الحصول علي أعلي ما يمكن الحصول عليه من مكاسب ، سمه إن شئت ابتزاز أو سمه مساومة أو ما يحلو لك من أسماء موجودة في قاموس السياسة ولن تنفك عنه ساعة ولكن تبقي روح الثورة المصرية العظيمة هي المحرك والدافع وراء كل عمل نقوم به وكل خطوة نخطوها فرادي وجماعات .
أيها السادة ..
تثبت مصر كل يوم قدرتها علي العودة سريعا لمكانها الريادي بين الأمم
فانهضوا بنا واستثمروا الأحداث جيدا فالثورة تحصد كل يوم مكسبا جديدا فلا تضيعوا مكاسبنا
أخلص التهاني والتبريكات لأشقائنا الفلسطينيين وأصدق الأماني بانتظار يوم يحرر فيه كل عربي
والله يسدد الخطا
محمود صبري