تباينت التعليقات وردود الأفعال حول ما كتب في المقال الذي حمل عنوان ( المراهقة السياسية ) والمنشور بتاريخ الأربعاء 18/5/ 2011 ، ولقد سعدت وتشرفت بكل رأي معارض قبل مؤيد لما كتبت مؤكدا علي أن ما اكتب لا ينطوي إلا علي آرائي الشخصية ونظرتي التي وضع فيها الكثيرون ثقتهم حامدا ربي علي ما أنعم به عليَّ من ثاقب النظر واستباق الحدث وثقة الأخيار
لنعد لموضوع المراهقة السياسة ، وتعليقات من شرفوني وتفاعلوا معه ، ولم لا والكاتب يستقي وحيه ويري ضالته في تفعال القارئ معه ومن أهم تلك التعليقات كان ذلك التعليق وهو لأخ كريم وصديق عزيز أحد أصحاب المواقع الموقرة التي اتشرف بالكتابة لها ، نقلت لك عزيزي القارئ ذلك التعليق والذي أتاني بعد أن ضقت ذرعا وزاد الضجر مما يأتيني من خبر ، فلا أغبي ممن يري رؤيا العين ويسمع سمع الأحياء ولا يحرك فيه ساكن ... التعليق كان يقول : ((سأقفز إلي سبب - قد يكون خافيا - و إلي نتيجة قد تكون مستقبليه،السبب الذي أراه الآن ماثلا أمام عيني لكل مايحدث من بطئ و تخبط هو سوء تقدير للموقف من جانب القائمين علي البلاد بانتركوا كل شئ في يد مؤسسات الدولة المدنية المستشري فيها الفساد ، و إذا كانتجهة الحكم حاليا تنئي بنفسها عن شبهات التدخل في شئون البلاد بصفتها جهةعسكرية و ما يصاحب دائما ذلك من جدل فهي - برأيي المتواضع - تغامر بمسيرةالثورة علي حساب شعارات ليس وقتها الآن، النتيجةالنهائية التي أراها أمام عيني ... ان الجهة العسكرية التي فعلت كل ما فعلت للحفاظعلي الثورة و تخلت عن قائدها الاعلي حين جنحت به المفاسد إلي قتل الناس وبعد ان حظيت بكل هذا الرصيد في قلوب المصريين فان هذه الجهة ستحاكم كلهذه الرموز و ستفي بوعدها و لن تغامر بالتخلي عن رصيدها،ساعتها صديقي محمود صبري ربما تتراجع عن مشاركاتك . انتهي التعليق
وقبل الخوض في الحديث أود توضيح أمر جد خطير ألا وهو إن الجيش لم يتفضل علي مصر بحماية ثورتها ولم يَمُنَّ عليها بكسر صلف ذلك المجنون وتحجيم غطرسته ، وهذا أمر بديهي ونتيجة حتمية لعلاقة المصريون بجيشهم ، وليس من المعقول أن يكون الابن صاحب فضل علي أبيه وأمه ! ، كما أن من يسمونه بالقائد الاعلي هذا لم يكن ينتمي إلي ذلك المحراب الشريف ، فقد خان هذا الملعون جيشه وما حدث كان أمرا طبيعيا ـــ فلا ولاء لمن يخون ! ، أيضا محاكمة رموز النظام وأتباعهم ليست وعودا تقطع وإنما هي إلزام واجب التنفيذ هذا إن كنا مصريون ندين بالولاء لأرض مصر وشعبها .
إن كل إنسان ليس بمنئيً من الخطأ ولا يبعد عن الفساد قيد أنملة فلا أحد معصوم إلا خاتم الرسل صلي الله عليه وسلم ، وكلنا يعلم أن الشيطان يجري من ابن آدم مجري الدم في الوريد ! ورحم الله صاحب الجوهرة إذ يقول
مَا سُمِيَ القَلْبُ إِلاَ مِنْ تَقَلُبِهِ فَاحْذَرْ عَلَيَ القَلْبِ مِنْ قَلْبٍ وَتَحْوِيِلِ
نسأل الله السلامة والثبات علي الحق ، ومن هذا المنطلق عزيزي القارئ وحتي لا يُفْهَمُ أنني احاول كما ظن البعض الهجوم علي المجلس العسكري الحاكم لمصر ، أؤكد أنني أخشي ما اخشي وجُلُّ قلقي أن يحدث الشقاق ، فليس المجلس العسكري أعلي منزلة من العتاب أو الحساب والسؤال وهنا ثمة مصلحة وطنية تجرنا جميعا الأن إلي الالتفاف حول بعضنا وتوحيد الصف حتي نستطيع حصار الفساد ، وحتى لا نصبح مثلث مستحيل الأضلاع ( شعب وجيش وثورة مضادة ) لأن النظام السابق استشري فساده وطغي في كل مكان في كل ضلع في كل زاوية في كل حين ، وليس من المعقول أن ننادي بالحرية لمصر فنطالب بإعدام خمسة ملايين مواطن من بني جلدتنا هم حصيلة المنتفعين والموالين للنظام الساقط ، ولكن من المفترض أن يَهُبَّ الفرسان لمحاصرة هؤلاء حتي يستسلموا طوعا لإرادة مصر وشعبها وهنا بالطبع ينعدم مبدأ الحياد ويكون التحيز (( راجع ـــ إشكالية التحيز ـــ لسعادة المغفور له الأستاذ الدكتور عبد الوهاب المسيري )) ... أقول هنا يصبح التحيز خيارا شريفا يعتلي ذروة سنام مصلحة مصر لأن المحصلة النهائية تصب في مصير الأمة وخطر وجودها، وهذا أمر غاية في الأهمية يكمن خطره الأشد ومصدر قلقه الأعظم في طول فترة المهاترات والتي قد تؤدي إلي انقسام ربما يطال محراب الفرسان ، خصوصا حين أقول أن هناك مساحة مظلمة تتسع كل لحظة وتتنافي كليا مع الفرقعات البراجماتية التي تلعب بها الدوائر الإعلامية اللعينة وحين تكون الاستجابة قبيل أن ينفذ الشعب وعيده بساعات و حين نسمع قرع أجراس الخطر تقترب ! ، ولا أدري كيف يجرؤ من هو مصري مؤمن بأن ما حدث هو ثورة راح ضحيتها الآلاف ثم يطلب منا العفو والسماح عن هذا الملعون ! وسؤال خبيث رددت به علي محاور ـــ bbc ــ الخلوق ــ سمير فرح ــ حين سألني لماذا لا تعفون عنه ويكفيه ما ذاق من سوء المنقلب ،،،،،،، وسأكرر ردي ثانية ماذا لو كان سعادة الجنرال نجح في الإفلات من قبضة الثوار .. هل كان جنابه سيعفو عنا أم كنا سنتحول إلي مجرمين .. وعملاء.. ومرتزقة .. مأجورون من الخارج ( أقصد طبعا أمريكا وإسرائيل صديقا ذلك المعتوه ) ثم يتم تحويلنا جميعا إلي محاكمات عسكرية عاجلة وبعدها ينعينا الناعون ويلعن أسلافنا اللاعنون ،،, والسؤال الأخبث .. لو كان ما حدث هو انقلاب عسكري علي الحكم قام به الجيش علي النظام ،هل كان الفرسان سيتركون الثورة المضادة تفعل ما تفعل في الداخل والخارج ؟!!!
إن نجاح الثورة المصرية أصبح سيفا بتارا يجتث جميع الأنظمة القمعية وعصابات اللصوص التي استولت علي مجد بلاد العرب وتصنعوا زعامات فارغة تُخْفِي ورائها كل تآمر وخزي مبين وسيعيد التاريخ نفسه من جديد فصبر جميل ، لذلك فالعتب كل العتب علي حماة مصر وفرسان العرب لأنهم الأن تحت أيديهم ثروة وثوره لم ولن تُهزم حتي لو وقفت جيوش العالم بعدتها وعتادها في وجوهنا ، ولا زال من الغباء أن يجهل البعض تاريخ المصريون وكيف هم حين يريدون أمرا .... سمهم إن شئت فراعنة أو إسلاميون أو أقباط أو ما يحلوا لك من أسماء ،،،،، فسيبقي هذا الشعب فوق كل معان الشموخ والرفعة والكبرياء ، أيضا ربما يخفي علي البعض أن هذا العُتُلّ الذي كان بالأمس يساوم المصريون علي كرامتهم وإما حياتهم ، هو الأن وبعد أن وقع في شَرِّ أعماله وأصبح محصوراً بين كل الراغبين بقتله ، أقول هو الأن يساوم المصريون علي أموالهم التي سرقها مقابل العفو عنه ، ليؤكد للجميع أنه لم يكن يمتلك ولو قدرا متواضعا من الكرامة الإنسانية بل واذهب إلي ما هو ابعد من ذلك لأقول إنه كان يتمتع بخساسة تجري منه مجري الدم في العروق ، فكيف له أن يرفع من شأن مصر وكرامة المصريين ؟ أوليس فاقد الشيئ لا يعطيه ؟!، فيا له من شعور بالإشمئزاز والقرف أن يكون الزعيم يتمتع بكل هذا الخناء وذلك والجبن كَنَعْمَةٍ سَائِمَه !! وياله من شعور بالألم أن نكون حماة الوطن ثم نقول ليس لنا علاقة بالساحة وما يحدث فيها لأننا محايدون .
وأخيرا
إن مصر ستعيش بالمصريين وللمصريين مهما كاد الكائدون ومهما تربص المتربصون ، فيا كل مصري لقد آن الأوان أن نداوي بأيدينا جرح أرضنا ، إننا أمل أمة تلتف حولها المكائد من كل صوب وحدب ، ويهدد وجودها خطر ذو بأس شديد ، تقف أمتنا اليوم في مفترق الطريق وحيدة تنادي رجالها وحماة عرضها وأرضها فهل من مجيب !
يا كل مصري انظر إلي مصر بعين مصر واعلم أن ...
من عرف وطنه أحبه ومن أحب وطنه نعم بالحرية فيه
والله يسدد الخطي
محمود صبري