هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  • قراءة في فهم قضية تعريب الطب
  • شئ….لا يستوعبه عقل 
  • عندك أحسن.. أروق .. أنضف
  • يوم حسن
  • ليس الأمر شاي و لا مج
  • لا وقت للدراما
  • ....لانهم كانوا نورا...
  • شوك الورد
  • مستشفى الخفافيش "سلسلة الموقع الأسود"
  • النقد، وخفة الدم،، كبسولة
  • مرآة الرغبات 
  • فتذكرت منشوري
  • حول كتاب فن الذكر والدعاء للشيخ محمد الغزالي رحمه الله
  • إعجاب عقلاني واحد أفضل
  • العلاقات و الوقت لا
  • الصبر يساعدنا
  • الفراق شعور موجع لا يمكن وصفه بالكلمات
  • هل سأعود القاها
  • التمثيل السردي والتنازع المكثف في الرمزية الواقعية في رواية (عند شواطئ أندلوسيا) للروائي / أحمد غانم عبد الجليل
  1. الرئيسية
  2. مدونة رانيا ثروت
  3. الأراجوز الذي صار رمزا للمقاومة ضد الإنجليز

 

ذكاءه الفني والتجاري الفطري وقدرته علي تعليم نفسه بنفسه القراءة والكتابة من خلال حفظه لرسم الكلمات ، و إرتقاءه بنفسه من الطبقات البسيطة إلي الطبقات العليا ومناطحته للطبقة الأرستقراطية دون قصد منه في وقت بسيط يجعله من الشخصيات البديعة المبدعة الإستثنائية إنه"محمود شكوكو " صاحب الجلباب البلدي والطاقية المخروطية المرتفعة وخفة الدم وبساطة أولاد البلد ....
إستثنائية" شكوكو" تجلت في تميزه في فن المنولوج وخلق كاركتر خاص كالبصمة التي لا يمكن تقليدها أو إعادتها بأي شكل من الأشكال .
كلمات بسيطة من صلب الشارع المصري ومن فيض البيوت المصرية الحقيقية التي مافقدت هويتها وألحان مرحة وإبتسامة رقيقة ورقصات رشيقة وتعبير حركي مدروس و تغيرات في تون الصوت يتناسب مع أداء وقصة كل عرض .

شخصية "شكوكو " تعد في تكوينها و ملابسها و تحويلها لعروسة من الجبس أو الخشب خط تماس بين عالم الكبار و الطفولة ببراءتها ومرحها ،كما تعد أيضا إنفتاحا بين الأجناس الفنية وعاملا مشتركا بينها فمن الإبداع الغنائي والتمثيلي و الإستعراضي للإبداع في فن النحت الذي تجلي في تسابق النحاتين والمثالين في تجسيد هذه الشخصية و إهداء محمود شكوكو نماذج لأعمالهم التي جابت أنحاء أوروبا كرمز من رموز الفلكلور المصري والشرقي وهذا ما لم يحدث مع فنان قبله ولا بعده .
كانت تماثيله تلك تباع مقابل زجاجة تستخدم في تصنيع الملوتوف الذي كان يستخدم لمقاومة الإنجليز آن ذاك وهذا جانب وطني لا يعلمه الكثيرين عن محمود شكوكو .
كما تم أيضا سحب فيلم عنتر ولبلب من دور العرض وذلك لما يمثله من إسقاطات للصراع الوطني آن ذاك بين من يطلبون المفاوضات مع الإنجليز ومن يطالبون بجلائهم التام عن البلاد، مصدرا رسالة مضغمة بأنه إذا لم نستطع المقاومة بالقوة فعلى الأقل نستخدم الذكاء مثلما فعل عنتر مع لبلب.
دخل الإذاعة في عام 1935 بأغنية اسمها "على سلم التروماي"، وبعدها غنى "البتنجان ابو خل يفتح نفسك على الأكل.. ده لذيذ الطعم وانا نفسي افتح لي محل"، وكانت إذاعة أغانيه في الراديو يصحبها بهجة غير عادية عند الناس، ومن المواقف الطريفة أنه استغل حرفته في مهنة النجارة التي تعلمها على يد والده و"صنايعية" شارع المعز وخان الخليلي، وصنع "ثلاجة" من الخشب وأهداها إلى محمد فتحي رئيس الإذاعة آنذاك وكانت توضع بداخلها ألواحا من الثلج ويحفظ بها الأكل
كان معجبا بملابس "شارلي شابلن"جدا من البدلة والعصى التي يمسكها ولأن "شكوكو" كان ممثل للعرب فاختار زي يعبر عن هويته المصريةوصنعه بيده وهو الجلباب والطاقية والعصى وكان يضع هذا الزي دائما في حقيبة ويذهب به إلي المسرح
.سافر في إحدى المرات إلى الصين وشاهد مسرحية عن خيال الظل الذي يصنع من الخشب وخلفه توضع ستارة بيضاء بجانب الإضاءة، ويظهر تلك الخشب المقصوص على عدة أشكال على شكل طفل أو رجل أو فتاة، هكذا استوحى فكرة الأراجوز ومنها جاءت فكرته بإنشاء مسرح العرائس وهو الآن مسرح القاهرة وكان أيضا يحمل أسم مسرح شكوكو للعرائس، وقدم عليه أكثر من أوبريت منها السندباد البحري، وكوكب المريخ وغيرها .
"شكوكو "الأراجوز المصري الذي يستطيع أن يقول ما يعجز عنه الأخرين بخفة دم و أسلوب بسيط يمتع البسطاء ويدخل السعادة علي قلوبهم .
ما أحوجنا اليوم إلي هذه الشخصية والتركيبة الفريدة .

رانيا ثروت

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

333 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع