هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  • قراءة في فهم قضية تعريب الطب
  • شئ….لا يستوعبه عقل 
  • عندك أحسن.. أروق .. أنضف
  • يوم حسن
  • ليس الأمر شاي و لا مج
  • لا وقت للدراما
  • ....لانهم كانوا نورا...
  • شوك الورد
  • مستشفى الخفافيش "سلسلة الموقع الأسود"
  1. الرئيسية
  2. مدونة رانيا ثروت
  3. رسائل الدموع والمطر لرانيا ثروت - الرسالة الرابعة

الرسالة الرابعة

أتعرف ماهو الموت الذيذ؟
هو عندما نموت معا ونرحل سويا عن هذه الأرض.
نتحرر من الألم والقيود وعيون البشر وألسنتهم وكل السلاسل ونحلق في سماء سيهدينا إياها الله بإذنه وبرحمته لنكون ولأول مرة معا دون فراق...
سأقص عليك القصص وأرسم لك اللوحات وأقبل جبينك قدر ما أستطيع.
وسوف أهمس في أذنك بقصة دانتي وبياتريس والحب الخالد الغامض الذي لم تكن روابطه أرضية.
سنناقش كيف تغلب دانتي على شوقه على حبه كيف استطاع إخفائه كيف أحب من النظرة الأولى وكيف دخلت بياتريس إلى قلبه دون استئذان.
كيف أحب بياتريس الطفلة بكل براءتها وهو من كان رهن إشارته آلاف النساء الناضجات الشهيات.
وكيف وهو المحب المخضرم لم يشته بياتريس برغبته وإنما طلبتها نفسه توقا عندما أحبها قلبه، ذلك التوق الذي يصنع التوأمة التي تغري القدر بالاختبار ثم تتنزل رحماته بالجمع والوصل ...ربما ليس في الأرض ربما في السماوات العلا.
وسنناقش أيضا كيف تحملت بياتريس ذلك الشوق الذي ولد رغما عنها بداخل روحها لروح عابرة في الحياة ..وكيف أحبت مرغمة وعشقت مختارة وصمتت مجبرة؟
وكيف مضت حياتها دونما حياة دونما انتظار ؟
وكأنما ركنت ليأس مستقر كحقيقة عجز الموج على الهرب من البحر كلما حاول ومهما غضب وضرب رأسه في الصخور منتحرا لا يموت ولا يتحرر ويظل هكذا خاضعا للقدر.
وسنناقش كيف أحبك بكل الطرق الممكنة وغير الممكنة وكيف أستطيع مليء حواسك وشهقات أنفاسك وأحلامك بذاك الحب الغامر العتي المفعم بالحياة كفرس متمرد يعشق سيده.
وسوف أقول لك "الموت يا حبيبي كان هناك في أرض البوار الفانية أما هنا فلا موت ولا مانع يحول بين قلوب الطيبين.
ولا حسابات معقدة تكبل أرواحنا وتمنعها أن تتعانق عناقا طويلا يعوض كل عمر قطع رقبتنا فيه الحرمان والوجع وخذلان البشر."
سيسود الصمت لتسمع كل الموجودات صوت قصتك الرائعة وستتقمص دور دانتي وستقول في محبتي أشعارا كثيرة مع أنك لم تقرض الشعر يوما. ستقول
"بياتريس يا زهرتي البيضاء ، يا حلما أشرق على جبيني فأضاء وفاض الضوء حتى غمر قلبي فصرت لك يا حبيبتي أسيرا لا يبحث عن الانعتاق "
الموت هو موعدنا ومكان لقائنا ومرفأ رحمة الله بنا ....
لذا سأنتظره.... و سأنتظرك على مرفأ الموت اللذيذ .

رانيا ثروت

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1817 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع