اخر أشهر بوستين على السوشيال ميديا ... "لو قرب منك قرش في البحر تعمل ايه"... طبعا ميعديش من غير الألش و طلع وراه البوست التاني "لو قرب منك انسان ع البر تعمل ايه" ...
في الحقيقة بقى ان بوست الألش كان حقيقي اكتر ... لأن فعلا العلاقات البشرية بقت عجيبة جدا ... و بقى كل طرف بيحاول يتعلم حيل نفسية يا إما عشان يسيطر على الطرف الآخر او يتلاعب بيه ... و السوشيال بقى مغرقنا نصايح عجيبة من النوع دا و اتغيرت مفاهيم كتيرة اوي في علاقات الصداقة و الزمالة و الجواز و اغلبها للأسف اتغير للأسؤ ... و بقى الدخول في اي نوع من العلاقات دي بقي اشبه بالدخول في حرب نفسية عليك تتعلم تكتيكتها و حيلها و تتعلم ازاي تحمي نفسك من تلاعب الطرف الآخر اللي هو كمان بيستخدم اساليبه و حيله السيطرة و الاستحواذ او الخداع ... و بقت حرب مش علاقات سوية ... المنتصر فيها مهزوم ...
ايه كمية الحيل و الخداع هو راح فين التعامل العادي المباشر اللي ملوش أبعاد مختلفة عن ما يظهر و ملوش أغراض ملتوية و ليه بقت كل العلاقات مرهقة و محتاجة استجماع قواك النفسية و العصبية و العقلية عشان متتخدعش ... و ليه كل النصايح الأوفر و الكتيرة دي و ليه لازم الواحد يبقى مصحصح و ميعديش تفصيلة عشان يبقى شخص واعي َ فاهم و ناضج ... هما البني آدميين بقو من الصعوبة كده إنهم يتعايشو مع بعض في سلام!!
لا اعتقد أن التعاملات بين البشر كانت في يوم ما عادية ابدا ... , ربما السوشيال ميديا هي التي ركزت علي شذوذ هذه العلاقات ... فبتني نراها بشكل اوضح.... , ربما ايضا ... الاحوال العامة - كعامل مساعد و موسمي - تؤثر علي هرمون "الكلكعة" ... طرديا مع سوء الاحوال ...
لاشك أن بهرجة الدنيا في الحياة الحالية قد اصبحت أشد زهوا عنها في اي زمنٍ مضى،،
كان الناس بسطاء، وترضيهم العيشة البسيطة،، فكانت نفوسهم لا تتوق الى الاستزادة، اذ لم يكن لديهم النوافذ التي يتعرفون من خلالها على الكثر مما هو عليه غيرهم من الاغنياء واصحاب الاملاك.
اما الان،، وعبر منصات التواصل الكثيرة -والمريبة- اصبح الجميع يرى الجميع،، واصبحت النفوس تتوق الى ان تكون مثل هذا وذاك،،
واصبحت القناعة قليلة وطلب الاستزادة يزداد،،
وبالتالي زادت المنافسة بين الناس وهذا ينتج بالتبعية حدةً في التعامل وجفافا في المودة والتراحم وهذا للاسف،،
الكل يجري مسرعا، ولا يلتفت بإحسانٍ الى من هم غيره، فلا وقت لدى الجميع، لان الجميع يتسابق بخشونة مع الجميع.