* تشاجرت مع أبي في أحد الأيام ،،، وتجاوزت أدبي معه ورفعت صوتي ،،، وعندما أدركت جُرم ما اقترفت ،، ذهبت للإعتذار منه ،،، وجدته مُمدداً علي سريره وقد أخذه النوم.. فاقتربت منه لأطبع علي جبينه قبله أمسح بها لوث كلامي ،، فهالني ما رأيت..... رأيت تجاعيد غزت وجهه بشكل وحشي ،،، وعندما هممت بأن أعود للوراء شعرت بأنها تمد شئٌ منها أشبه بالفروع وجذبتني إليها جذباً عنيفاً ،،، رأيتها تقترب من أذني وهمست لي همساً من صمته كاد يصم أُذناي ،، همست لي بأني أحد مسبباتها ،،، إحداهن أخبرتني بصدقةٍ خفيه أخرجها أبي ،،بُغية شفائي من حُمي ألمت بي وكادت تُودي بحياتي .....وأخري ببسمةٍ رُسمت علي وجهه عندما علم بمجيئي للحياه.... وأخري أخبرتني بوخزةٍ في قلبه عندما قسي عليّ في أحد المرات لعدم سماعي لكلامه.... وأخري هزئت مني وهي تُخبرني بخيبته عندما أخبرته في أحد المرات بأنه لا يفهمني وأن جيله مختلف عن جيلي... أما إحداهن فكانت غريبه جداً ، فقد جذبتني من ياقة قميصي وقالت لي : سأُهديك نصيحةً ياولد ، وأزاحت رفاقها من التجاعيد ورفعت رأسها ناحية عينيه ..
وقالت: إذا لم تستطع أن تجعل تلك العيون تبكي فرحاً ،،، فالويل لك إذا بكت غضباً عليك وحُزنا منك.... ثم أطلقتني وذهبت حيث ذهب رِفاقها.... وقفت مشدوها من هول ما رأيت ،،، حتي استيقظ أبي من غفوته وقال لي : اعذرني ولدي لم أقصد ازعاجك ،، افعل ما يروقك فرضاي عليك رخصّته لك أينما تكون...
فانكببت عليه بُكاءاً ،،، وهمست لتلك التجاعيد أن شُكراً....
إذا خان والدك التفكير أو قصرت وجهة نظره ،،، فلا يخونك أنت الأدب...
بقلمي/ابتسام شحاته.....