هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  •  شمس ديسمبر - الفصل"1"
  • حكايات زعفرانة "حكاية ندى"
  • لا لليأس 
  • أحبني كما أنا ..
  • عِبر من التاريخ
  • صباح سلم الرقي
  • فقط للإبقاء علي الود
  • الرجل يجب ان يكون بيفهم في النساء
  • لا للعنف ضد المرأة
  • اعتراف ايراني
  • جماليات النص الشعري الذي يصنع الحياة والأمل والحب. في ديوان (في توقيت الدخول للروح) للشاعرة علا بركات 
  • نشارك المجاهدين بأقلامنا
  • الراعي و الغنمات
  • من القاتل 8 والاخير 
  • من القاتل 7
  • من القاتل 6
  • من القاتل 5
  • من القاتل 4
  • من القاتل 3
  • من القاتل 2
  1. الرئيسية
  2. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  3. عن النفس البشرية ... و المطرقه

السلام عليكم و رحمة الله ...

احتار كثيرا في تلك النفس البشرية ... شديدة التعقيد و شديدة الابهار ايضا ... غريبه عجيبه لا تدري لها قواعد و لا انظمه ... و كلما امسكت لها خيطا افلتت منك خيوط ...
لها جوانب متعدده و لها اسطح متنوعه ... لكنك ابدا لا تدري لها شكلا و لن تقدر ان تحسب حجمها و لا ان تقيس محيطها .... هي كشئ هلامي ... لكنه في النهاية من صنع الله المعجز ...

في لقطة علي نقطه ضئيله للغايه من هذه النفس البشرية ...سلطت ضوء افكاري فلفت نظري اداؤها تحت المطرقه ... او تحت السماء ...

لنوضح ...

في علاقة الانسان بربه و ما يحكمها من سياسة العقاب و الثواب ... و المغلفة بالخوف من رب العباد .... تجد النفس البشرية مؤمنه تمام الايمان بوجود الله و بحقيقة العقاب قبل الثواب ... و بوجوب تنفيذ "التعليمات" ...

و رغم هذا ... تجد النفس البشرية تميل ميلا للتكاسل عن الاداء .... بل و تجدها تمعن في التقليل من شأن تنفيذ تعليمات رب الكون ... علي اساس انك لن تموت غدا ... 

و لكن عندما تصطدم السياره بعمود النور ... و ينقل الجثمان الحي الي المشفي و فيه الرمق الاخير ... تجد النفس البشريه تجاهد الي تحصيل ما يمكنها به ان تواجه رب العباد و الذي اصبح المثول امامه قاب قوسين او ادني ...

كثيرا كنت ارجع السبب ان النفس البشرية و رغم يقينها بوجود الله و الايمان باليوم الاخر ... كنت ارجع سبب هذا التكاسل و التراجع و الذبذبه في الاداء الديني المنبثق من الخوف من عقاب الله ... الي ان الله - عز و جل - غير مرئي و عقابه مؤجل ... لذا فالنفس تميل الي البعد لا الي القرب .... و هذا طبعا لا ينطبق علي طبقة المؤمنين الاقوياء الذين تلاشت لديهم فروق الوجود المرئي عن الغير مرئي لله عز و جل ...

لا ادري ايها القارئ الكريم ... هل انت تتابع حتي هذه اللحظه ام لا ... لكن اذا كنت متورطا في القراءه فاؤكد لك اني لا اتحدث عن علاقة دينيه بين النفس و الله ... و انما اتحدث عن ظاهره ..

هذه الظاهره كنت احسب مظاهرها مقتصرة فقط في علاقة النفس بالله ... و لكن مع توسيع منظار الرؤيه اكتشفت "ربما متأخرا" ان النفس البشرية لا تعمل الا تحت ضغط المطرقه مع ايمانها التام بالعواقب ...

مثلا ... ان تعلم انك بعد شهرين ستدخل امتحانا يتوقف عليه الكثير و الكثير .... و العقاب معروف و واضح و هو السقوط و الفضيحه و التأخر لمن لا ينجح في الامتحان ....و مع هذا تجد النفس البشريه تركن تماما الي تأجيل المذاكره ... ثم تزين لك ان الامر سهل لتكسب مزيدا من اوقات التأجيل و التأجيل ... و لا تدري لماذا ؟

و حينما يقترب الميعاد و تبدأ رائحة العقاب بالهبوب علي الانوف ... تبدأ النفس البشريه في التحرك باقصي سرعتها لانقاذ ما يمكن انقاذه ... و ما كان سهلا جدا قديما اصبح الان في صعوبة الجبال ...

لو سألت تلك النفس : هل كنت لا تعرفين معاد الامتحان يا نفس؟
سترد : .. كنت اعرف طبعا
و و هل عندك فكره يا نفس عن عواقب عدم النجاح في الامتحان؟
- طبعا اعرف
- و لماذا لم يكن السعي و العمل من اول لحظه ؟
و هنا لن تسمع اجابه ... و الاجابه باختصار تختصر في عدم وجود المطرقه و في رواية اخري "الكرباج"... و التي لا تعمل الا بها النفس البشريه كأنه وقودها ...

فاذا نظرت النفس الي اعلي و وجدت مطرقه كبيره توشك ان تسحقها اذا ما تكاسلت.. تجدها تعمل كساعات "رولكس" السويسريه .... اما اذا لمحت تلك النفس صفحة السماء الزرقاء بلا مطارق ... دبت فيها الطمأنينه فتوقفت عن العمل او اصبحت كعربة "الكارو" و او كحمارها العجوز....

اذا هي المطرقه .... هي وحدها ... هي فقط ... الكفيلة ان تدفع النفس الي العمل و الجد و الاجتهاد .... هي الفحم و وقود الدفع

كنت دائما عندما اسافر خارج حدود بلادي اتعجب الي هؤلاء العجم الذين يعملون في دقة و انضباط يماثل انضباط الارض في دورانها حول الشمس ... و كنت دائم المقارنه بين طبيعة النفس البشرية خارج بلادي ... و الانفس داخلها ... و كنت اعتقد ان ثمة فروقا ضخمه بين النوعين ... فالاولي منضبطه ذاتيا ... و الاخري نائمة بالوراثه .... و لكن مع التدقيق و التمحيص و التجريب ... و استقدام نفوس من الخارج الي الداخل و تصدير اخري من الداخل الي الخارج ... اكتشفت ان كلمة السر تكمن في توفر كميات من الوقود في الخارج بينما نعاني نقصا مريعا منه ... اتدرون ما هو هذا الوقود ؟؟ ... برافو .. انه وقود المطرقه ....

ففي تلك البلاد التي تعمل بالثانية ... تجد مطرقة كبيره تظلل السماء هناك .... تدعي مطرقة القانون .... فكل مواطن هنالك ينظر اعلاه يصطدم بمنظر تلك المطرقه التي توشك ان تسحق كل من تسول له نفسه ان تتكاسل او تخالف... و من اعتيادهم الدائم لرؤيتها ... و فقدهم الامل في ان يروا صفحة السماء مثلنا... اصبحوا علي هذا الشكل الذي نعرفه ...

في بلادنا العربيه.... القانون ليس مطرقه .. و لا حتي مسمار ... و انما قطعه من الورق المقوي ... لذا يستمتع المواطن لدينا دائما بسحر السماء الصافي دون منغصات فتجده رومانسيا حالما لا يعمل .... الا في اللحظات الاخيرة عندما يكتشف انه علي وشك الهلاك ..... و لاهداف شخصية بحته

في تجارب عملية "احلالية" .... تم تطعيم نفس بشرية تعودت في المانيا ان تعمل ذاتيا نظرا لوجود المطرقه هناك معلقه في سماء برلين .... تم احلالها مكان نفس بشريه اخري علي اراضينا ... و ارسال زميلتنا و بنت بلادنا ... الي هناك الي المانيا حيث المطرقه .... و انتظرنا النتائج ...

النفس الالمانيه علي الارض العربيه لمحت لاول مره سماءا بلا مطارق فأمست مستكينه متكاسلة "مستهبله" .... بينما بزغ نجم النفس العربيه التي ارسلناها الي المانيا لأنها ما ان وطأت ارض الجرمان ادركت انها مهدده بان تسحقها المطرقه لو -----....

اذا النفس هي النفس .... و المطرقه هي مفتاح تشغيل محركها ..... و قائدها الملهم ....

بالرجوع الي علاقة النفس بالله .... نجد ان المطرقه مؤجله ... و هنا تكمن الصعوبه ... و ينجلي احد الاسرار الكبري وراء عدم التزام البشر بالاوامر الالهيه كما يجب - بما فيهم كاتب الموضوع -... رغم الايمان الذي لا شك فيه بوجود الله ... و بطرقتها التي ستسحق يوم القيامه فريق المتكاسلين الا ما رحم ربي

تحياتي

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

888 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع