بسم الله الرحمن الرحيم
بين يدي الان كتاب " الخالدون مائه أعظمهم محمد رسول الله " النسخه العربية للكاتب انيس منصور طبعة 1997 و المترجمه بتصرف عن النسخه الانجليزيه للمؤلف مايكل هارت ,,,, و مايكل هارت مهندس و عالم فلكي رياضي يعمل في وكالة الفضاء الامريكية ناسا ,,,, و هوايته دراسة التاريخ ,,,,
السيد مايكل هارت قام بتأليف كتاب يقع في 600 صفحه ,,, و بعد ان فرغ من اصدار كتابه تلقي اقتراحات من العلماء و الادباء و رجال الدين باضافة اسماء اخري ,,, و لكن المؤلف عنده مقاييس ثابته لأختيار الشخصيات المائه و استبعاد مئات غيرها ,,,
يقول مايكل هارت ,,,,( و الحديث لأنيس منصور في مقدمة الكتاب ) ,,,و يقول : انه عندما كان الفيلسوف الفرنسي فولتير في بريطانيا أن اشترك في مناقشة موضوعها : من هو الاعظم : الامبراطور الروماني يوليوس قيصر أو القائد الاغريقي الاسكندر الاكبر أو القائد المغولي العملاق تيمور لينك أو الزعيم البريطاني كرومل ,,,؟
و كان الرد علي السؤال أن قال احد المتناقشين : بل أعظم الجميع : العالم الرياضي البريطاني اسحاق نيوتن
و كان رد فولتير : فعلا نيوتن اعظم ,,,, لأنه يحكم عقولنا بالمنطق و الصدق ,,, و هؤلاء يستعبدون عقولنا بالعنف ,,,, و لذلك فهو يستحق عظيم الاحترام ,,,,
و لكن المؤلف أقام اختياره لشخصياته علي عدة اسس , من بينها أن الشخصية يجب ان تكون حقيقية ,,, فهناك شخصيات شهيره و بعيده الاثر ,,,,, و لا احد يعرف ان كانت قد عاشت او لم تعش كحكيم الصين ,,, لاوتسو
استبعد ايضا عددا من المجهولين ,,, مثل اول من اشعل شرارة النار ,,,, و اول من اخترع العجلات ,,,, و غيرهم ,,,,,,
كما اعتمد علي ان يكون الشخص ,,,, عميق الاثر ,,,, سواء اكان هذا الاثر طيبا او خبيثا ,,,,, لذلك نجد السيد هتلر يحتل المرتبه الخامسه و الثلاين بين العظماء ,,,,,, لأنه عبقرية شريره كحد تعبير السيد مايكل هارت ,,,,,,
ايضا استند علي عمق الاثر ,,, و ان يكون تأثيره اقليمي ,,, لا محلي ,,,و لذلك استبعد كل الزعامات السياسية و الدينية ,,,,, و حتي المواهب العلمية ,,,, محلية التأثير ,,,,
ايضا استبعد كل الاحياء اثناء تأليفه لكتابه ,,, فلا احد يعرف كم تعيش اثارهم بعد حين ,,,,
الخلاصه ,,,,أن يكون الشخص ذو اثر شخصي عميق و متجدد علي شعبها و علي تاريخ الانسانية ,,,
و عندما رجع السيد مايكل هارت الي اسسه الصارمه لتحديد قائمته ,,,, و رغم انه اعترف فيما بعد بعدم تعمقه في التاريخ الاسلامي العلمي ,,,,, الا انه اختار الرسول الاكرم محمدا صلي الله عليه و سلم ,,, اول القائمه ,,,,, ثم فند اسباب وضع هذا الاختيار في حيثيات دفاعه عن قراره ,,,,
ربما يكون الكاتب و هو مؤلف امريكي ,,, تقول بعض المصادر انه يهودي ,,, و البعض الاخر يرجح انه ملحد ,,,,, صحيح انه لم يقلب طويلا في التاريخ الاسلامي او الفكر العربي - علي رأي انيس منصور - و الا لوجد فضل العرب و المسلمين علي الحضاره الغربية معروف له و لغيره من العلماء الجادين و المخلصين ,,,
لذا لا نستغرب عندما نجد ابن سينا ,,,, مثلا خارج القائمه ,,,,,, لكن من الثابت ان الرجل كان مخلصا و صادقا في حكمه علي الكثيرين من عظماء التاريخ ,,,,,
الملاحظه المهمه و التي اثارها و توقف عندها انيس منصور في مقدمة ترجمته للكتاب ,,,, ان المؤلف كان يستحق الكثير من حفاوة الدول الاسلامية ,,,, و لكنه لم يلق امتنانا من احد ,,,, فقط ان تقرأ له كتابه هذا و تشير اليه و الاعجاب به ,,,,
ذلك الامتنان الاخرس جعل المؤلفون الكبار في العالم الغربي ,,,, يحجمون عن الدخول في متاهه التأليف لصالح المسلمين ,,,, و لم لا ,,,, و الحفاوه البالغه تنتظرهم علي الجانب الاخر ,,,, فالسيد سلمان رشدي الان ,,, ملك متوج و تكاليف حراسته و تأمينه ترهق ميزانية الشرطه البريطانيه و كذلك دافع الضرائب ,,,, لكنه ارهاق هين بالنسبه لهم ,,,,,,,,
تقصير واضح بلا شك من جانبنا ,,,,,,,,يحتاج وقفه
نعود للكتاب ,,,,,,,,,
الرسول محمد صلي الله عليه و سلم علي رأس القائمه ,,,,, و الاسباب التي ساقها السيد هارت هي نقطه في بحر من عظمة الحبيب محمدا ,,,,, تجعل الذي يليه في الترتيب ,,,يجب ان يبدأ بالمركز الخمسون علي اقل تقدير ,,,,,, عموما ,,, نرفع القبعه احتراما لمايكل هارت ,,, علي امانته و شجاعته ,,,و مصداقيته
الثاني في الترتيب كان ,,,, اسحاق نيوتن ,,,,, ثم يليه ثالثا ,,,,,,,, سيدنا المسيح عليه السلام ,,,, و هي مفارقه غريبه ان يحل سيدنا المسيح ثالثا ,,,,,,, رغم تأثيره الواسع ,,,, لكنه لم يتخط اسحق نيوتن علي مسؤلية مايكل هارت ,,,,, الامريكي الجنسية ,,, المغموس في المجتمع المسيحي ,,,
ثم تتوالي الاسماء تباعا ,,,, و مهما اتفقت معه او اختلفت ,,, فهو قد قام بترتيب عظماءه علي اسس ثابته و محدده ,,,, افرزت ذلك الترتيب ,,,
قفزت بين الصفحات ابحث عن المسلمين ,,,و العرب ,,,,, فلم اجد ,,,, سوي ,,, سيدنا عمر بن الخطاب ,,, يحتل المركز الواحد و الخمسون ,,,,,,,,,, و كانت مفاجئه اخري في هذا الكتاب ,,,, فرغم قلة خبرة الكاتب بالثقافه العربيه ,,,,(علي حد اعترافه ) الا انه صنف عمر بن الخطاب ضمن العظماء المائه ,,, و استند في دفاعه عن قراره ,,, الي فترة حكمه التي تمتد الي 10 سنوات و الفتوحات العظيمه التي تمت في عهده و ما تبعها من انتشار للأسلام ,,,,,,,,و لقيم الخير و العدل التي ساهم في نشرها ,,,,, كما استند الي قوة شخصيته و ذكائه ,,,,,,,, و اخلاقه الرفيعه ,,,,,,,, و عدله ,,,,, فهو الفاروق ,,, رضي الله عنه و ارضاه
بصراحه الكتاب جميل و ممتع و شيق ,,, و به اسماء لعظماء بالفعل اثروا البشريه ,,,, بالسلب و الايجاب معا ,,,,,,,, و الامتع ان اعظم العظماء هو محمدا ,,,, ( رغم عدم حاجتنا الي هذا الاعتراف ) ,,,,,, لكن المؤلف مايكل هارت اثبت انه يستحق الاحترام لمصداقيته ,,,,, كذلك تحريره لشهادة العظمه لعمر بن الخطاب لهو دليل دامغ جديد يخرج من الظلمات البعيده لينصف الرجل العظيم عمر ,,,,, مما يقال عنه في الفتره الاخيره ,,,,,,
اخيرا ,,,,,, علي المستوي العلمي ,,,, هناك علماء عديدين احتلوا مراكزهم بين العظماء امثال انشتين و جاليليو و باستور و داروين اقليدس اديسون و فلمنج و مندل و نيس بور ,,,,,,,و غيرهم
الكتاب فعلا جميل ,,,, انصحكم بقرائته ,,,,,
تقبلوا تحياتي