هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • الضرب في القرآن الكريم
  • السعادة الحقيقية قد تنتصر على أَعتى الأمراض النفسية
  • الاء
  • جنة من غير ناس
  • ضحكتها حكاية
  • لا تكترث لهمومِ الدُّنيا
  • عزبة السلسول 2
  • الشك المنهجي والباحث العلمي
  • ظل كهف
  • فارس الاحلام الشاطر حسن بكار
  • و إني أراك بعيني جنة
  • سلوك دنئ لكلاب
  • لمسة صديقي
  • شاي الضفدعه
  • مرسال الليل
  • لمن يقدر
  • الشخصيات الجميلة ليست من فراغ
  • عدّى الزمان
  • نجم الليل
  • المبادئ تبلور حياة الفرد
  1. الرئيسية
  2. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  3. عن الاجتهاد الديني ... و امنياتي شخصيه .... اتحدث !!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الساده الافاضل اعضاء مملكة تاميكوم الكرام ....

لم اصل - بعد - الي الحد الذي يجعلني "اجرؤ" ان افتي في قضيه دينيه .... و ما زلت اجتهد لكي استطيع - يوما ما - ان يكون بمقدوري طرح رؤي اجتهاديه في بعض امور ديننا الحنيف .... و حتي يحدث هذا .... فكاتب هذه السطور الآن .... ليس مفتيا و لا مجتهدا ..... و لكنه يحاول - من خلال هذا الموضوع - ان يطرح وجهة نظره الشخصيه البحته عن فهمه لمصطلح الاجتهاد .... ثم يتطرق الي بعض الاماني الشخصيه في هذا المجال "الخطير" ....

و قبل ان ازعجكم بسطوري المقبله اريد ان ابين لكم اني لا زلت متأثرا جدا بالنموذج "الازهري" في مصر المحروسه ... و الذي التقطته اذناي بالصدفه عندما اصطدمت بكلمات الامام الاكبر د احمد الطيب ... و عن هذا التأثر كتبت موضوعي السابق :
فلنتعلم من ازهرنا .... ما معني ثقافة الاختلاف ؟

لقد بدأت اُجهد عقلي كثيرا في محاوله لفهمٍ اكبر لما هية الاوامر و النواهي الدينيه الوارده ضمن احكام الدين الحنيف في ضوء ما تعج به النقاشات "الحاده" من ذكر لاسانيد منقوله "كالاسطمبات" يحشرها "المحاور" في الموضوع حشرا لاثبات ما يدعو اليه .... و عندما تتأمل "النص المحشور" تجده منقولا من صفحات اخري ... و لا يسعفك علمك - اخي القارئ - بان تعرف في اي مناسبه قيل هذا النص و ما هو فقه تطبيقه ..... و المشكله الكبري تقع علي عاتق العضو المحاور الناقل و "الحاشر" للاسانيد .... لانه ايضا ليس ذا مرجعيه دينيه علميه مضمونه او موثقه و يماثلك ايضا في عدم علم الخلفيات الشرعيه الحقيقيه وراء النص المنقول


لذا .... اجد ان السواد الاعظم منا - نحن البشر المسلمون العاديين - مجرد "عامه" في الامور الدينيه .... و لسنا اصحاب "علم" يجعلنا قادرين علي الحكم او تقدير موقف كل ما نقرأه او نسمعه .... لذا فان الدرس الاول من هذا الموضوع هو : يجب ان يبدأ كلا من بالتعليم الشرعي ... كلا حسب استطاعته ....

انتقل الآن الي خواطري حول مصطلح الاجتهاد الديني .... فأثناء انشغال عقلي بهذه القضيه الشائكه ... قفز الي ذاكرتي ما فعله الامام الخليفة ثاني الخلفاء الراشدين .... الامام عمر بن الخطاب ..... و عمر بن الخطاب يا ساده له من الحجم و المكانه في الاسلام علما و عملا و منزله ما يجعله نبراسا يهتدي به .... و قمرا منيرا يضئ لامة الاسلام الطريق ... و احد الصحابه "الاحبة " الكبار الذين نقلوا لنا عن رسول الله السنة الشريفه .... فاذا كنت لا تعرف الامام عمر - اخي القارئ - فانصحك ان تغادر هذه الصفحه فورا و تبدأ في معرفة من هو امير المؤمنين عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب يا ساده - قاض المسلمين في عهد الامام ابي بكر - و الخليفة الثاني قام بتعطيل احد الاحكام الكبري في الدين الاسلامي ..... و المنصوص عليها في القرآن الكريم نصا واضحا لا يحمل لبسا و لا اختلافا ..... ثم شدد عليه رسولنا الكريم عليه افضل الصلوات و ازكي السلام في حديث صحيح قاطع شديد اللهجه !!

هذا الحكم يا ساده .... هو حكم حد السرقه بقطع اليد .... و هو الذي قال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم " لو سرقت فاطمة بنت محمدا لقطع محمدا يدها " ....

هل هناك وضوح اكثر من ذلك عن هذا الحكم الصريح في الاسلام .... و هو حد قطع يد السارق ..... ؟؟!! .... اعتقد لا

طيب .... لنعلم اذا - ان الخليفة الامام الفاروق عمر بن الخطاب قد علق هذا الحد في فترة زمنية معينه و في موقف معين مر بالمسلمين في عهده

لنفكر اذا .... كيف يجرؤ الامام عمر ان يعطل حدا من حدود الله ؟!!!!!! ..... هل هو - بهذا التعطيل - قد خالف امر الله و سنة رسوله ..... و هل هو غير في احكام الاسلام .... هل هو مبتدع .... ام ماذا ؟؟؟؟

يا ساده يا كرام ..... حاشا لله ان يكون الامام عمر مبتدعا ... او متعديا ... او مخالفا لشرع الله .... و انما هو امام كبير صاحب علم غزير ... و صاحب فقه عميق ... و صاحب عقل فذ ..... لذا ففهمه العميق لاحكام الدين الاسلامي .... و رؤيته الثاقبه من بين السطور .... و علمه و فقهه الغزيرين مكناه من ان يأمر بتعطيل احد الاحكام الكبري في الدين الاسلامي استنادا لفقه تطبيق هذا الحكم ...

و للعلم يا ساده ... فقد مر المسلمون بفتره كبيسه في عهد الامام عمر لم يجدوا فيها طعاما و لا شرابا .... فجاعت البطون ... و امتدت بعض الايادي "لسرقة" ما يسد الرمق ..... و عندما مثلوا بين يدي امامٍ عظيم كالامام عمر .... لم يقطع عمر يديهم

تخيلوا يا ساده .... لو ان الامام عمر لم يقم بهذا الاجراء الفقهي في المقام الاول .... او حدثت هذه الحادثه في هذه الايام و مَثُلَ اولاءك السارقين من اجل الجوع امام احد "المسطحين فكريا و فقهيا" من بعض رجالات هذا العصر ... فهل كان سيصل علمه و فقهه الي التفكير في ايقاف هذا الحد ؟!! ... ام سيلتزم بالنص بعيدا عن روح نص ؟!!! .... اترك لحضراتكم التخيل

اتخيل ايضا ... ان ثلاثة شباب ضاعت بهم السبل في الصحراء .... و ان احدهم بات علي اعتاب الموت من العطش .... ثم وجدوا خمرا .... و قرر الشاب الذي يكاد ان يموت ان يشرب هذا الخمر ليعيش !!

فيفاجئ باحد زميليه يمنعه !!! .... لماذا ؟ .... لأن الخمر حرام بنص القرآن الذي لا لبس فيه

هنا .... هذا الشاب يتحدث حديثا صحيحا فعلا ..... فالخمر -فعلا - حرام في الاسلام .... لكنه اخطأ العنوان و اخطأ التوقيت .... لانه لم يدرس فقها ... او يتعلم شرعا .... و لا يدري شيئا عن القواعد الشرعيه التي يمكن ان تعطل حكما هنا .... و تجيزه هناك

نعود للمشهد ...

- لا تشرب الخمر يا صديقي .. فالخمر حرام .... و اشرف لك ان تموت بدلا من تعيش بشربك للخمر !!!
ينظر اليه الشاب الذي يكاد ان يموت في ارتياع ... و يبدأ عقله بتناول كلمات صديقه .... ايموت علي الحلال .... ام يشرب الحرام و يعيش ؟!!!:confused::confused:
هنا يتدخل الشاب الثالث المصاحب لهما قائلا :
- اشرب هذا الخمر يا اخي ... لان الله سبحانه و تعالي يقول " و من اضطر غير باغ و لا عاد فلا اثم عليه " .... و يقول " لا تلقوا بايديكم الي التهلكه " .... كما ان القاعده الشرعيه تقول" لا ضرر و لا ضرار" ... لذا لا ضير في ان تشرب هذا الخمر لتنقذ حياتك و تعيش و لا اثم عليك و لا جناح باذنه تعالي
هنا يرتاح الشاب الذي يكاد ان يموت و يشرب قدرا من هذا الخمر الحرام يكفيه لكي يعيش حتي يصل الي مكان به ماء و مأوي

لنفترض انه لم يكن هناك هذا الشاب الثالث الحامل لفقه بسيط من فقه الاسلام و المستوعب للقاعده الشرعيه البسيطه "و من اضطر غير باغ و لا عاد فلا اثم عليه" .... لو لم يكن هذا الشاب موجودا لكان بطل قصتنا قد مات "من زمان" !!

ما سبق يا ساده .... هي خواطر تواردت في ذهني و انا افكر في ما حلت به ازماننا الحاليه من ابواق ضخمه - نياتها سليمه - و هي تصحيح حياتنا لتكون متوافقه مع احكام الشرع الحنيف .... و لكن هذه الابواق للاسف الشديد لا تستند الي مرجعية فقهية عالية المقام و انما في معظمها تكون قراءات و اطلاعات سطحيه ... تستخدم للتأثير في عقول العامه الاكثر تسطحا و الانعم ملمسا ... للاسف الشديد !!

و لهذا صُدِمَ الكثيرون عندما اعلنت المملكة العربية السعوديه حظر الفتوي الا بتصريح من مفتي المملكه .... و اعتبروا هذا الاجراء اجراءا تعسفيا مقيدا للحريات !!!:D.... و في الحقيقه هو اجراء حكيم لأن مجال الفتوي مجال خطير و ابداء الاراء الفقهيه في القضايا الدينيه مجال اخطر ... لذا يجب ان يكون المفتي ذا وزن و حجم علمي كبير .... و و ان يكون مفكرا قبل ان يكون مجرد دارسا للكتب ... و ناقلا للنصوص

دائما اتخيل ... لو كان هذا القرار قد صدر في مصر مثلا .... لكانت الدنيا قامت و لم تقعد .... و لكانوا قد فسروا القرار علي انه خطوه نحو العلمانيه و الانحلال .... و لكن القرار هذه المره جاء من المملكه العربيه السعوديه ... لهذا فهو قرار يحمل دلالات عميقه ... و يعطي انطباعات بان خريطة التفكير التقليدي ستتغير .... و يعطي نتيجه نهائيه تقول : ان تضاربات الفتاوي تضر اكثر مما تنفع

اعتذر عن الاطاله .... و اسمحوا لي ان احدثكم - في عجاله - عن امنياتي الشخصيه في هذا المجال

بصفتي مهندسا ... اكرمني الله بالحصول علي الماجستير في الهندسه .... و خضعت يوم "المناقشه" اما منصة تحمل علماء اجلاء .... "بهدلوني" :) .... لكني اقبل ايديهم جميعا ....
فكرت مليا لماذا لا يتعاطي قطاع الافتاء الديني مع النموذج العلمي الاكاديمي الصريح

لكي اقرب لكم المسأله ... نفترض ان مهندسا قرر ان يجري بحثا عن الحديد ليثبت ان الحديد هو نحاس !!!

ما رأيكم الآن .... هل نسب هذا المهندس الباحث ؟ ... هل نتهمه بالجنون ؟ .... هل نضربه باحذيه مقاس 45 ؟ .... ما رأيكم في ان نخرجه من "ملة" الهندسه ؟

في الحقيقه ... في مجال الهندسه ... و في مجال العلم عموما ... عندما يجري باحث ما ... بحثا ما ... تُعقد له جلسه مناقشه و استماع و تقييم

يصطف علماء الحديد  و الفلزات و علم "الميتالرجي" علي منصه علميه جليله .... و يقف الباحث الذي يريد ان يثبت ان الحديد هو نحاس ! .... و بعد ان يحصل علي الاذن من رئيس اللجنه العلميه يبدأ في الدفاع عن بحثه طبقا لرؤيته و ابحاثه و اجتهاده

في هذه اللحظات ... يتعرض الباحث لسيل من الاسئله و الاستفسارات و التوضيحات و المناقشات حول بحثه .... و في نهاية البحث .... تقرر لجنة العلماء الاجلاء ... هل يتم اجازه البحث و لا يتم .... هل يتاح هذا البحث للنشر او لا ينشر .... هل تصلح اجزاء محدده من البحث لان تكون علميه بغض النظر عن رفض البحث ام لا .... هل الحديد هو نحاس ام لا ؟
و نتوقع ان تصدر اللجنه العلميه رأيها العلمي الجليل ... بان الباحث لم يفلح في اثبات ان الحديد نحاس ! .... و تشكر اللجنه الباحث علي اجتهاده .... و توصي باستكمال اجزاء معينة من هذا البحث للاستفاده منه في امور علميه اخري

هذا هو شكل مبسط للنموذج العلمي النقاشي ... لذا فان حلمي ان يصبح النقاش في الامور الدينيه و القضايا المتعلقه بها .... تحت قباب العلم .... و تحت اشراف الاساتذه من العلماء الاجلاء ذوي المرجعية العلمية العميقه و المعتمده من الجهات الشرعيه المانحه للدرجات العلميه في هذا الصدد ... و لو تم تداول هذا الشكل العلمي في اروقه الاجتهاد الديني .... لاصبحت حياتنا افضل .... و لأصبحت امور حياتنا تعتمد علي ما تجيزه جهه علميه موحده من ابحاث و اجتهادات

ازعجتكم ... لذا ... اشكركم

تحياتي
:)

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

837 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع