السلام عليكم و رحمة الله
يبدو ان محاولة الصوم عن الحديث..و الصمت ... تعتبر من الجهاد الاكبر في هذه الايام الصارخه بأحداث تشبه ما يحدث في جهاز "الخلاط " عندما تقرر زوجتك العزيزه ان تهديك كوبا نادرا من العصير ...
و حتي "الخلاط" نفسه يعتمد علي اسس موضوعيه في عمله .... فاكهه + ماء = عصير .... و لكن "خلاطنا" المصري ... شئ آخر .... المدخلات شئ و المخرجات لا علاقة لها بالمدخلات ... ,
يقول فنيو التصليح .... ان المشكلة في المحرك !
و حتي لا اطيل فان سبب هذا "العصير" الذي تقرأونه .... وسط عدم رغبه حقيقيه و صادقه في تناول الشأن المصري .... ذلك المسجد الذي اصلي فيه الجمعه ! ....
منذ "جمعتين" كانت مناسبة عيد الام قد حلت ... . تلك المناسبة الكافرة و التي يحتفل بها كل كفار اثيم كما تعلمون ... و ما يصاحبها من خطب جمعة موسمية للتأكيد علي فداحة هذه الفعلة ...
ذهبت الي المسجد و جلست و بدأت اعصابي تغلي و تفور... . لأن ما كنت اسمعه من الامام كان يفوق الاحتمال ... و كنت اشفق علي جموع المصلين من المغادره بعد هذه الجرعه من المعلومات المتناقضه بلا فرصه للسؤال او الاستفسار ....
كنت اشعر ان المغادرين للمسجد سينقسمون الي قسمين .... قسم عقله سيعمل قليلا ... و هذا سيؤدي الي اضطراب موضوعي سيكلوجي في المخ مما قد يؤدي في النهايه الي اثار سلبية علي نظرة الشخص للديانة و دعاتها ككل ... و هذا شئ يدخل في اطار الامن القومي الاسلامي .... "مصطلح ترجع حقوقه الفكرية لي " ...
و القسم الثاني ... سيخرج من المسجد .... متشددا "ابله" ... لا يلوي علي شئ ... و سيردد ما سمع ... بدون وعي و لا ادراك و سيسكب مزيدا من الماء علي الطين ذي البلّه...
يقول الامام ان عيد الام الحرام .... يعود لسبب جوهري هو انه بدعه .... لان المسلمين من المفترض انهم يبرون امهاتهم طوال العام .. و تخصيص يوم واحد فقط فهذا مخالف للشرع ! ...
ثم استأنف واضعا قاعدة شرعية كبيره تقول أن اي فعل دوري يقوم به المسلم بانتظام سنويا او شهريا او في اي فترة منتظمه يعتبر حراما ما لم يكن له سند شرعي يدعمه .... و هنا هو يقصد عيد الام الذي اعتبره عادة سنوية منتظمه ....
ثم استطرد شارحا - في معرض استدلاله بالادلة الشرعية - ان المسلمين الاوائل كانوا يعتبرون ان أي فعل لم يفعله الرسول علية الصلاة و السلام فهو حرام ... بلا نقاش او جدال ... و ما يفعله فهو حلال .... ثم جاء بدليلين - فجرا دهشة كبيره داخلي و انا اتابع هذه الخطبة ... فقد جاء الامام بموقفين من سيرة الرسول الاعظم علية الصلاة و السلام ... الاول عندما دعي الي تناول طعام "الضب" و هو حيوان صحراوي ... فلم يأكله النبي .. فلما سأله الصحابي الداعي ... أحرام هو ؟ .... فرد الرسول بالنفي و لكنه لا يعافه ... اي لا يحب لحم هذا الحيوان .. لسوء شكله ... لكنه ليس حراما !
الدليل الثاني الذي ساقه الامام من فوق منبره .... ان الرسول امتنع عن اكل طعام به ثوم و بصل ... فلما سأله الحاضرون ... أحرام هو ؟؟ .... فأجاب بالنفي ... و لكنه لم يرد ان يأكل لأنه يريد ان يستقبل سيدنا جبريل ملك الوحي بدون روائح غير طيبه في فمه الكريم ...
عند هذا الحد قررت - في مرة نادرة - ان لا اخرج من المسجد دون ان اراجع هذا الامام ... و رغم ان صغيرتي مارية كانت معي ... الا اني اصطحبتها متوجها نحوه - اي الامام - فور التسليم ... و حاولت ان اكون بشوشا و ان استخدم اسلوبا لينا ... و ان اشدد ان الهدف ليس الجدال و انما ايصال رسالة ما ....
راجعته في أمرين ... الامر الاول هو انه ليس كل شئ لم يفعله الرسول فهو حرام ... بدليل أن المثالين الذين ساقهما علي المنبر ... يدلان علي ان الرسول عليه الصلاة و السلام امتنع عن اشياء عندما سؤل عنها ... أحلها ... اذا ... كان قراره بالامتناع عن الشئ لأسباب شخصية و ليست شرعية ... و هذا يدحض نظرية الامتناع المطلق تفيد التحريم المطلق ... !!
فابتسم الامام ابتسامه تدل علي قدر من الاستخفاف مؤكدا ان النظرية لا تعتمد علي هذين المثالين فقط .... فأجبته حاسما الجدل ... ان ما قاله فوق المنبر يتضاد مع نظريته و هذا يكفي لبلبلة كل المصلين الذين خرجوا و لم يتخذوا قرار بمراجعة الامام كقراري .... و اذا كان هناك المزيد من الادله المنطقيه ... فكان عليها ان يذكرها منعا لافنفصام الشخصية ...
ثم انتقلت الي ملاحظتي الثانية ... حول تحريم كل فعل يمارسه الانسان بصفه دوريه و ليس له سند شرعي ... و ضربت له مثلا بالاحتفال بمناسبات عيد 6 اكتوبر و اعياد الاستقلال و التحرير و الوطني و الميلاد ما شابهها .... فقال الامام ان هذه حلال ... و هذه ايجابية غير متوقعه ... :) لكنه يقصد أي فعل متكرر يراد به التقرب الي الله ... و ليس اي فعل "مدني" عادي ..... مؤكدا ان عيد الام حينما يفعله المسلم ... فهو يفعله بنية التقرب الي الله عبر بر امه بشراء هدية لها في هذا اليوم المثير للجدل ... لهذا السبب فهو حرام ..
!!! ... فأجبته بانه كان يجب ان يقول ذلك علي المنبر ... لان ذلك يصنع فارقا مهما في تقدير الفعل المتكرر المقصود ... و مع ذلك اري ان هذا ايضا لا ينطبق و لا يصل و لا يصح ان يعمم علي مناسبات وضعية كعيد الام ... و الاخ و بنت العم ...
فوعدني ان سيذكر ذلك علي المنبر لاحقا ... و عندما تعرفت عليه و جدته مهندسا في مصنع للاسمنت ... و ربما الايجابية الوحيده "للهندسة" هنا ... انه تفهم منطقي .. و لم يكن مغلقا كأقرانه المعلبون .... و لكن ذلك يستدعي ان نفكر جديا ... بأن الطبيب يجب ان يحصل علي شهادة من كلية الطب ... و المهندس من كلية الهندسه ... و الداعي من جامعة الازهر ...
الجمعه الماضيه ... ذهبت الي نفس المسجد ... و كان هناك اماما آخر غير امام "موقعة" عيد الامام ... و فور دخولي الي المسجد سمعته يتناول الفرق بين الصالح و الطالح ... فيصف الاول بالشخص الملتزم و المصلي و الصوام القوام .... و الثاني بأن يعربد خلف كرة القدم !!! ....
و بصفتي أحد المعربدين خلف الكرة ... لكنها ليست كرة قدم و انما كرة اليد بوصفي احد حكام اللعبه .... زاد ضغطي و تأثرت اعصابي ... من هذا الخطاب العشوائي لمعشر الائمة ... الذيم تفصلهم مسافات واسعه ... ضوئيه و صوتية ... عن زماننا ... ففشلت العقول و معها علمهم "القشري" في الفهم العميق و السليم للديانة الاسلامية السهلة ...
لأنه ببساطه ... الا يمكن ان يكون الشخص معربدا - عفوا - لاعبا لكرة القدم و مصليا و مزكيا و قواما و صواما ...؟ . و الم يقدر هذا الامام ان يكون هناك لاعبا يصلي بين الجموع التي تستمع له الان .... او حكما - مثلي - دماءه تغلي و تفور .... و هل يمكن لهذا الامام مثلا ان يقول نفس خطبته العصماء حول المعربدين خلف الكرة ... في مسجد نادي الزمالك مثلا ... !! ... و هل الاسلام في نادي سبورتنج ... يختلف عنه في الطريق الصحراوي ؟؟؟
ما سبق كان كأسا لعصير مر ... من خلاط زماننا ...
و لأن الشئ بالشئ يذكر ... و هذه فرصه نادره احاول فيها ان اكتب حول ما تعيشه المحروسه من صدامات فكرية ... و انقسامات بيزنطية ... لازيح عن كاهلي ما لا يزاح الا بالكتابه ... !!
قائد الجيش الذي اطاح برئيس الدولة المنتخب ... ثم قرر ان يترشح للرئاسة ... هذا هو العنوان الرئيس "لهاشتاج" حياتنا اليومي .... و مفتاح البداية لاي حوار بينزنطي بين المؤيدين و المعارضين ... و الكل ينفي حقيقة انه ما من شئ توحد علية البشر ... حتي وجود الله جل في علاه ... لم يتحد عليه البشر انفسهم ... رغم انهم من صنيعه !! ...
و اذا طبقنا نظريات الموضوعيه علي من ينكرون وجود الله .... سنجد صعوبة من الاساس في ايجاد ارضية ما ... لأنهم في نظرنا - بغض النظر عن كونهم ملحدين - فهم مجانين !! ...
ايضا , الملحدون ينظرون الينا ... نحن الذين نؤمن بوجود الله ... باننا مجانين !! ...
شعور متبادل ... لكنه حقيقي ... و لكن تبقي الغالبية هي صاحبة اليد الطولي ... صح منطقها ... او أخطأ ! ... في النهاية العلم عند الله
قائد الجيش استجاب لثورة شعبية ... ليست بالتأكيد "فوتوشوب" ... مع اني شخصيا كنت افضل حلا آخر غير الاطاحة بالرئيس المنتخب ! .... كنت اتمني ان يقبض عليه و هو في منصبه بتهمة التآمر علي الوطن و الخيانة العظمي ... استنادا لأدلة كثيرة يكفي منها ذلك التسجيل الذي سجله الشهيد المقدم محمد مبروك لاتصال هاتفي بينه و بين "الظواهري" قائد القاعدة "الاسلامية" !!! ...
كنت افضل ان يطاح به بشكل قانوني ... دستوري ... او يترك لآخر المده فيسقط من تلقاء نفسه لفشله الداهم .... لكن متخذ القرار و هو قائد الجيش ... له حساباته ... و هو يعرف بالتأكيد أكثر مما نعرف ... و صعوبة قراره توازي حياته .... و طريقة التنفيذ هي الاول من نوعها في العالم ... فقيد اطيح برئيس منتخب وسط مظاهرات مليونية ليست فوتوشوبية" ... و وسط تصديق من رموز ضخمه لها ثقل عميق في الدولة و المجتمع .... الامام الاكبر فضيلة شيخ الازهر ... و البابا ... و تشكيل شبابي مؤثر يدعي تمرد ... نجح منفردا (او مدعوما ) ... في جمع ملايين التوقيعات ... و معها مليارات الدعوات بالنجاح ... و جموع صاخبة طافت الشوارع في المحافظات المصرية قاطبه .... ابي و امي اشتركا فيها بسعاده ... رغم انهما اعطيا صوتهما للرئيس المعزول ...
انا شخصيا ... لم تعجبني "حركة تمرد" ... و لم اكن اتمني ابدا ان يطيح قائد الجيش - الذي وُصف "بالاخواني" - بالرئيس المنتخب الذي فشل فشلا ذريعا ... بالقوة ... و رغم ذلك .... اري ان طريقة عزل الرئيس ... كانت مبتكرة .... و رائعه ... لانها استمدت شرعية ميدانية ... بتلك الملايين التي كانت تهتف ضد "مرسي" ... و استمدت شرعية رسمية و رمزية ... عندما ظهر الامام الاكبر ... و البابا ... و القيادات الشابه لتمرد بملايينهم من التوقيعات ... في خلفية المشهد ....
اذا ... تحرك "القائد" لم يكن شخصيا ... و انما شعبيا ... رسميا ... و رمزيا ... و وطنيا .... هذا ما يقوله المشهد الذي رأيناه .... و هذا الذي ادخل الدنيا كلها في ازمة مع نفسها ... بين تعريف ما حصل في مصر ... هو هو انقلاب ... ام ثورة الشعبية .... و الواضح عدديا و احصائيا حسب مواقف دول العالم ... فان تعريفها كثورة يفوق عددا التعريف الذي يقول انها انقلاب .... و الاغلبية هنا يجب ان ينظر اليها بعين الاعتبار ..
اما الجدل الداخلي داخل "الخلاط" المصري .... فلا بد له من ان يستمر ... و تزيد سرعته او تقل مع محرك "الخلاط" المجنون ... الذي لا يعرف بالضبط في اي جهة يدور ... و متي يتوقف ؟ ... و هل سيتوقف سليما ؟ ... ام عندما يحترق ملفه الداخلي ؟ ....
كل ما سبق ... يخضع تحت بند الاراء الشخصية ... لتوصيف الحالة الجارية في البلاد .... انقلاب او ثورة ... هذه مسميات ... تماما مثل ما يقولون عن عيد الحب بأنه حرام ... لأن لفظة العيد" لا تطلق الا علي عيدي الاضحي و الفطر .... و لكن اذا قلت انه مناسبة الحب مثلا ... فلا مانع !!
اتحدث هنا عن طريقه للتفكير و الوصول للنتائج ... انا شخصيا اتبعها ... لانها منطقية من وجهة نظري "الغير منطقية" :) ....
ما حدث بعد عزل الرئيس المنتخب ... لا يمكن ايضا ان يوصف بأنه "فوتوشوب" .... تفجيرات و قتل و اغتيال لجنود للشرطة العسكرية في مكامنهم ... و تصفية ضباط ليسوا في اماكن خدمتهم ... و تفجير مديريات امن ... و تدمير و ترويع
اذا اتفقت معي انه ذلك حدث .. يمكن ان اواصل معك النقاش ... اما اذا نفيت حدوث ذلك من الاساس ... فهذا يدخلك في زمرة الذين لم يعترفوا بان اللون احمرا ... احمرا ... حتي بعد مشاهدة "كليب" نانسي عجرم الجديد ... القديم :) ...
لو افترضنا جدلا ان ما حدث حقا هو انقلاب صريح ... و ان قائد الجيش ما فعل ذلك الا للاستيلاء علي السلطه ... فهل هذا يبرر ... ان تقتل الجنود و تفجر مديريات الامن ... و تغتال مسؤولين رسميين في الدولة ؟
هل هذا يبرر ان نكتشف ... "جيوشا" و تنظيمات مسلحة ... و ذخائر و معدات قتالية ... تتحرك في مواجهة الدولة ؟
لنفترض ان قائد الجيش يريد ان يصبح رئيسا بالقوة و اطاح بالرئيس المسكين المنتخب .... و سجنه عنوه ... فهل هذا يبرر ان تمسك سلاحا و تقتل ؟؟
هل هذا القتل ... جهاد في سبيل "الرئيس" المنتخب ؟ ... ام سبيل الله ؟؟ ....
و هل وجود تلك التنظيمات المسلحه ... بمخازن ذخيرتها ... و معداتها ... و ميادين تدريبها .... و مواردها المالية المستقلة و السرية .... كان قبل "الانقلاب" ام بعده ؟
و لماذا كان وجودها اصلا ؟ ... و ما هدفها ؟
هذه اسئلة مهمة .. لا تنتظر مني اجابة عليها .... لكن اجابتها مهمه بالنسبة لك ... و اذا فهمت اجابتها ... قد تدرك لماذا اتخذ قائد الجيش قرارا ... كان الممكن ان يقوده الي مصير بالغ السوء ... اذا فشل في التنفيذ ؟
قد تدرك ان عدم ارتياحك لعزل رئيس مدني منتخب ... قد يزول عندما تعرف الرئيس السابق كان منتخبا فعلا ... لكنه لم يكن "مدنيا" ... بدليل تلك الفئران المسلحة التي تقاتل الدوله ... و بدليل آخر قاله و هو في سدة الحكم ... عندما صرح بانه مهتم بالخاطف و المخطوف !!! ... عندما خطف تكفيريون جنودا للجيش في سيناء ... في عهده الربيعي الجميل ....
هو مهتم "بجنوده" الخاطفين المسلحين .... الذين قتلوا ضابط الامن القومي المصري "ابو شقرة" ... منسق عملية تسليم الجنود ...
اذا ... شخص الرئيس ... شئ .... و المؤسسه المسلحة و الموازيه للوطن ... و التي كان يقودها ... شئ آخر ... و هذا سيجعلك تستوعب ... قرارا بحجم عزل "رئيس مدني منتخب " ... كنت اتمناه ان يغيب عن المشهد .... لكن الطريقه التي تمت بها اغابته ... من حقي ان اتحفظ عليها ... و من حق متخذ القرار ان يقدر الموقف طبقا لمعطياته هو ... لأن رقبته و ليست رقبتي هي التي كانت علي المحك ...
و من حق آخرين ... ان يعترضوا جملة و تفصيلا ...
تمت العملية ... و عاشت البلاد اجواء ثورة ثانية ... و اعترض انصار الرئيس السابق ... و هذا حقهم ... و لكن طبيعة الاعتراض ... كانت مسلحة و قاتلة ...و هي بالطبع ... لم تكن من حقهم ... ابدا ... و هذا يوضح لك بالضبط ان الشخص الذي كان يحكم ... لم يدفع به الي سدة الحكم تيارا فكريا شاذا و حسب ... و انما تيارا مسلحا و قاتل و هذا يصنع فارقا يجب ان تلحظه ...
دعونا من هذا الان ... و لننتقل الي كلمات قائد الجيش الشهيرة التي قال فيها ان الدفاع عن الوطن ... اشرف من حكم مصر .... و هذه تصريحات فهمها الجميع - و منهم انا - ان الرجل يؤكد ان منصب قائد الجيش بالنسبة له ... افضل من منصب الرئيس ... و هناك من خلص الي نتيجه ان الرجل لا يفكر في رئاسة الدولة ...
و لكن الرجل ... فاجئ الجميع و اعلن ترشحه للرئاسة !! ... و هنا كؤوسا اخري من ذلك العصير الذي ينتجه "خلاطنا المصري" متعدد السرعات .... قد تراصت علي "بار" الوطن ...
تعالت الاصوات بان اركان الانقلاب قد تمت .. الان ... لان قائد الجيش الذي اطاح بالرئيس لم يكن اذا يستجيب للارادة الشعبية ... و لم يكن اذا يفضل وظيفة قيادة الجيش عن ما علاها .... و انما كانت عينه علي الكرسي الكبير ....
هذا منطق أفهمه ... بل و اتفق مع من خلص اليه من حيث طريقة الوصول الي هذه النتيجه ...
و لكن مهلا ... هناك منطق آخر ... قد لا يعجبك ... لكنه موجود و موثق و تدعمه الحقائق علي الارض ... فالرجل لم يجلس علي الكرسي الكبير بعد عزل الرئيس السابق مباشرة ... و كان قادرا علي ذلك ....
يبتسم الخبثاء الان لأنهم يقولون ان التخطيط الجهنمي لقائد الجيش ... جعله "يساير" المزاج العام و لا يتسرع في خطف الكرسي حتي لا تتحول الثورة الي انقلاب ... :) ... "مفقوسة دي" :)
احييك علي قدرتك علي ان " تفقس" و تبيض :) ... و اقول لك .... هب ان الرجل فعلا ذكي و جهنمي الي هذا الحد ... و لنواصل معا ...
الرجل ظل وزيرا للدفاع ... و حلف اليمين امام رئيس مؤقت ... اشاهد ابتسامتك الان - عزيزي القاري المناهض - و انت تقول في نفسك بأن الرئيس المؤقت ما هو الا واجهة لنظام حكم يقوده قائد الجيش ... و الحقيقه لو صح ذلك ... فهذا الرجل بهذه القدرات الفذه التي يستطيع فيها ... عزل رئيس ... و قيادة انقلاب يصفه غالبية الشعب بالثورة ... ثم صناعة رئيس مؤقت و دستور جديد و حكومات و وزراء ... فهو لرجل يستحق الاشادة بقدراته الفائقه ... و لمن الواجب اذا اعطائه فرصه للقيادة ... فأين لنا برجل يصل دهاؤه الي هذا الحد ... و يفعل كل هذا ... و البقية تأتي
بالمناسبة .. انا لم اكن اتمني ان يرشح الرجل نفسه للرئاسة ... و لم اتقبل ذلك ... و لي اسبابي المتواضعه ... لكن ذلك لا يعني ان اكسر المنطق و احجر علي الرجل - كمواطن - ان يفعل ذلك .... فهو الذي سيتحمل التبعات اولا و اخيرا ... فلدينا رئيسين في السجون ... و نهايات ليست رومنسيه علي الاطلاق لكل رؤساء مصر جميعا ....
منطقي يتقبل بسهولة تامة ... ان يستقيل الرجل من وزارة الدفاع و يصبح مدنيا و يترشح للرئاسة ... كأي مواطن عادي تنطبق عليه الشروط ... و بعيدا عن رأيي الشخصي الذي لا يؤيد هذه الخطوة ... فهو حتي هذه اللحظه يسير بخطوات مثيرة للاعجاب ... و متفقة مع المنطق .... و "قانونية" ... فهو سيستفيد حتما من تلك الشعبية التي حصل عليها عندما قاد ثورة 30 يونيو .. منهيا عصر مرسي ... الذي اتاح لنا فيما بعد ان نتعرف علي تلك الفئران المسلحه التي تقاتل الدولة في سبيل الله !!! :)
و بمنطقي ايضا .... استطيع ان اتفهم تلك الدوافع التي دفعته الي تفضيل ما هو ادني علي ما علاه ... بترشحه للرئاسه ... استطيع ان اقدر ان شخصا ما يقرر ان يخوض طريقا ... اعلن سابقا انه لا يفضله ... لكنه لم يقل ابدا انه لن يخوضه .... و هناك فرق ... و مع ذلك .... من منا لا يغير رأيه سبع مرات في اليوم ؟؟ .... الذي لا يفعل ذلك يرفع يده - لو سمحت - و يذهب الي ادارة موسوعه جينيس حالا ... و سأتصل بهم ليستقبلوك ... لا تقلق ...
بالمناسبة ... مرسي نفسه جاء الي سدة الحكم ... بعد ان غير الاخوان رأيهم الذي اعلنوه بشكل قاطع بأنهم لن يرشحوا احد الي منصب الرئيس ... لكنهم خيرا فعلوا ... و لله الحمد
تنتخبه ... او لا تنتخبه ... فهذا شأنك ... تؤيده او لا تؤيده ... فهذا قرارك .... تتوسم فيه خيرا ... او شرا فهذه نفسيتك ... و انت حر ... لكن ان تحاول فرض رأيك و حالتك المزاجيه علي "الآخر" ... فهذا شئ افلاطوني .... و يصبح بيزنطيا ... عندما يتعارض مع المنطق ... و يطعم بالاكاذيب و ليَ الحقائق
احدي صديقات "الفيس بوك" اتابع منشورتها في المجال الفني بشغف و لكن بين الفينة و الاخري ... اقرأ لها "بوستا" كبيرا .... مكتوب "بتحفز" واضح ... و مع كامل تقديري لرأيها .... فهي تدس كما من عدم اللاموضوعيه و من المخالفات العلمية الصريحه ... في كل بوست تكتبه
مثلا قالت فيما معناه في احدي "بوستاتها" النارية ... ان الذين يصدقون ان قائد الجيش اصبح مدنيا عندما يخلع بدلته ... فهم واهمون ... !!
الحقيقه .... ان كولن باول وزير خارجية امريكا الاسبق ... كان قائدا لهيئة اركان الجيوش الامريكية ... و عندما خلع بدلته اصبح وزيرا خارجية .... و هي وظيفة مدنية دبلوماسية صريحه ....
نفس الصديقه الجميله ... دافعت عن باسم يوسف بكل جوارحها في واقعة سرقة المقال الشهير ... و من المعروف ان السرقه شئ متعمد ... و ان الشخص الذي يسرق متعمدا ... يصنف القانون جريمته "بالمخلة بالشرف" ... و مع ذلك دافعت الصديقه عن الرجل ... لانه اعتذر ... و لان اعتذاره يدل علي مصداقيته ... و "لأنه مكسوف من نفسه"
بالمناسبه انا احب ان اتابع برنامجه الساخر الذي يستهويني ... و اكرهه و امقته حينما يتطاول علي الجيش ... لان زملاءه الساخرين حول العالم ... يسخرون من كل اوضاع بلادهم ... عدا الجيوش ... و هذه حقيقه علمية ... لم يتقبلها باسم يوسف و لا جمهوره العريض و لا صديقتي "الفيسبوكية" ...
بالمناسبة ايضا ... شئ ايجابي جدا ان تغفر لشخص ما خطأه و تعطه فرصة اخري ... و لكننا لا نغفر الا لمن نريد ... لمن نحب ... لمن نهوي ... فصديقتي تحب باسم يوسف ... فغرفت له ... و كتبت عنه كلاما ساميا ... جعل دموعي تفكر في مغادرة مقلتاي ... لكنها حينما تتناول سيرة الجيش و قادته ... تجدها متحفزه .. متعالية .... متكالبة ... و تفقد رقتها ... و كثيرا من بعدها الانساني .... الذي ينهار تحت نصل سيفها الخشبي ....
بالمناسبة "ثالثا" :) ... و اعتذر عن تكرار تلك الكلمة :) ... فالنقد لكل شئ مطلوب ... لكن المساواة مطلوبه ... و العقلانية و الموضوعية ... جواهر غالية ... و لم يؤت الحكمة الا قليلا ...
صديق اخر احبه كثيرا ... و علاقتي به "علاقة " خاصه ... وجدته في غمرة اعتراضه علي قرار ترشح قائد الجيش للرئاسة ... يتساءل عن مرتبه بعد الاستقاله ... و هل سيحصل علي مكافئة نهاية الخدمه مثله مثل المتقاعدين العاديين ؟ ... و ما موقف شئون العاملين في القوات المسلحة من هذه الاستقاله ؟؟ :) ....
اسئله باسمه ... خارجه عن السياق ... و خارجه عن "الهدف" ... و اجابتها سهله ... لكن كتابتها بهذا الشكل ... يدفع في اتجاه غير مقصود ... نحو التشكيك و الهجوم في شخص قائد الجيش ... و تلك المؤسسه التي يقدسها العالم اجمع ... عدا مجتمع "الخلاط المصري" ...
من "الزوبعات" التي اثيرت مؤخرا ... ذلك الجهاز الذي اعلنت عنه الهيئة الهندسية للقوات المسلحة و الذي يعالج مرضي السي و الايدز .... و لان تركيبتنا الجينية اصلا توجهنا الي عدم الثقه في نفسنا ... ثم نظرية المؤامرة التي تشكل كل تفكيرنا تقريبا ... جعلت الجميع يؤكد ان هذه الزوبعه الاعلاميه ما هي الا دفع في اتجاه رفع اسهم قائد الجيش عندما يتقدم للرئاسة ... مع "خفة دمنا" التي ليس لها مثيل ... و التي جعلت الكلمات الغير مدروسه التي قالها الدكتور صاحب الاختراع ... مثارا للسخرية ... و اصبحت "الكفته" و "جهاز السي " مرادفا لشئ واحد ...
بالمناسبة ... عفوا علي التكرار ... لكنها سمة هذا المقال ... فقد اعجبتني جدا تلك "النكته" التي تقول ان المريض الذي سوف يعالج بجهاز السي ... سوف يفرش الاطباء تحته طبقه من "البقدونس" قبل العلاج ... :) :) ... فهذه من متطلبات "الكفته" :)
ربما لم يسأل احدهم نفسه سؤالا صغيرا ... حول تقدير القوات المسلحة للموقف ... لو انها فعلا قررت ان تطلق "كذبة ابريل" بهذا الحجم ؟؟؟ .... لم يسأل احدا نفسه سؤالا حول تقدير القوات المسلحة و التي تواجه مشكلة في تجنيد الشباب بسبب فيروس السي اللعين الذي يمنع الالتحاق بالجيش ... لم يسأل احدهم حول تقدير القوات المسلحة لمشاعر ملايين المصريين المصابين بهذا المرض ؟ و نحن الاعلي علي مستوي العالم ؟؟
طيب ما موقف القوات المسلحة اذا ما ظهرت كاذبه ؟ و مغررة بأحلام البسطاء ؟
القوات المسلحة المصرية فشلت يوما في يونيو 67 ... لكنها لم ترد لذاكرتنا الا ان تكون مشبعة بذكريات النصر و النجاح عنها ... فجاءت 73 ... تلك الحرب المعجزه .. و ذلك العبور الذي قاده سلاح المهندسين العسكريين التابع للهيئه الهندسية للقوات المسلحة ... و يا للمصادفه انها نفس الهيئه التي ترعي جهاز "الكفته" و الذي سيغلق محلات "ابو شقرة" قريبا :)
انا شخصيا اثق في القوات المسلحه ... تلك الهيئه الناجحه الوحيده في الدوله ... و اثق في وجود هذا الجهاز ... و اثق ايضا ان المعارضين سيخجلون من انفسهم عندما يظهر هذا الجهاز و يعمم ... و يعالج مرضي بالفعل ... و لكن دعكم من هذا الكلام العاطفي ...
المنطق يقول ان هناك مريضا ... و هناك جهازا ... و هناك ساحرا يقول انه يعالج بذلك الجهاز ... ذلك المريض ... فلنر التجربة العملية بأعيننا ... و لننتظر لنحكم الحكم العملي الحقيقي ... اما الخوض في ان العالم لم يسمع بذلك من قبل ... فلا اراه منطقا ... و لا اراه الا "عقدة الخواجه" ... التي هي احد مكونات محرك "الخلاط المصري" ...
بالمناسبة ... مراحل تعميم الجهاز قد بدأت ... فانتظروا :)
بالمناسبه - و اتمني ان تكون الاخيرة - القوات المسلحة لا تمنح رتبة لواء لشخص مدني ... الا لأمر جلل ... لان هذه الرتبة الرفيعه لا ينالها الضباط العاملون القوات المسلحه انفسهم الا بنسب قليله و متفاوته ... فما بالك برجل مدني ... فلنفكر قليلا ... و تذكروا هذا المقال عندما يبدأ الجهاز بالتعميم و العمل في مستشفيات القوات المسلحة ...
بالمناسبة" .. و عفوا لقد رجعت في كلامي .. و اشمعني انا :) ... و سأكرر هذه الكلمة .. .. "
من دعم تمرد سابقا و دفع بالملايين للشوارع ليدفع الجيش للاطاحة بالرئيس ... هم انفسهم من يعارضون الجيش و يهاجمونه ... و يرفضون تولي احد قادته رفيعي المستوي منصب الرئيس ... بالانتخاب الحر المباشر ... و يا له من منطق !! ... و عليهم تدور الدوائر :) :)
كدت ان اختم .. لكني تذكرت ذلك الحكم النادر باعدام 500 شخص دفعة واحده ... "فقلت بالمره اتناوله " ... ذلك الحكم الذي يمثل مجزرة بحكم قضائي ... و لاننا نار مشتعله ... تنتظر وقودا لتستمر في الاشتعال ... اشتعلنا في تناول الخبر بكل الابعاد الممكنه و الغير ممكنة ...
منهم من بدأ يبرز صورا لرموز سابقين في الدولة يصفهم "بالحرامية" ... و يقول انهم خرجوا من السجون باحكام قضائية .... ثم يقارن تلك الاحكام بهذا الحكم
و منهم من اتي بصور لضباط متهمين بقتل مهاجمي السجون و الاقسام في ثورة يناير ... ليضعهم في مقارنة
اولا .. هذا الحكم اذهلني لبضعة دقائق ... لكني فهمت منه حسب قدراتي المتواضعه ... ان القاضي يريد ان يرسل رسالة ما من خلاله ... و اعلم جيدا ان مثل هذا الحكم صدر ... لكي تنقضه اول درجه تقاضي بعده ... هذا شئ بديهي لا يحتاج "الي فكاكه" ... فطالب رابعه حقوق يستطيع ان يلغي هذا الحكم الاسطوري في جلسة واحده ...
ثانيا : لقد استأت من القاضي و تقديره ... فهذا القاضي و رغم كامل احترامي لقدسيته كقاضي .. لم يحسن التدبير عندما اراد ان يستخدم المنصة في ارسال رسالة ما ... رغم ان الشرع الاسلامي يبيح اعدام كل من اشترك في قتل شخص واحد .. في حال ثبوت التهمه ... و لو كان عددهم الف شخص
كان يمكن ان يصدر حكما علي عدد "مقبول" شعبيا و عالميا و كانت المحكمه الاعلي ستنقضه ايضا و لكن ... حتي لا تستغل القضيه في اهانة القضاء و التشكيك فيه ... و يدفع منظمة العفو الدولية لان تتناول الحكم لاهداف سياسية ... رغم انها تعلم ان الحكم ليس نهائيا و ليس باتا ... و لن يعدم الخمسمائه غدا رميا بالرصاص .... رغم بشاعه ما اقترفه نفر منهم بسحل و تعذيب ضباط الشرطه
و لكن دعكم من هذا ... لنتناول منطق المعترضين ...
الذين سارعوا بوضع صور "الحرامية" علي حد تعبيرهم .... و الذين حصلوا علي البراءه ... لم يتذكروا ان الاحكام الابتدائيه التي صدرت بحقهم كانت مشدده ... و انه مع تداول القضايا عبر درجاتها المختلفه .. حصل جزء ... و اقول جزء منهم ... علي البراءه ... اذا فحكم الاعدام هو حكم ابتدائي ايضا .... و ليس نهائيا ... فلماذا تقارن حكما ابتدايا بحكم نهائي .... هل يصح هذا ؟؟
و لماذا لم تقارن حكم الاعدام الذي حصل عليه مبارك بهذا الحكم ايضا .... اليس هذا منطقا يجب ان نتوقف عنده
الاخرون الذين اسرعوا في تسليط الضوء علي ضباط الشرطه المتهمين بقتل من هاجموا اقسام الشرطه ليقرنوهم بهؤلاء ... الحقيقه منطقي يتوافق تماما مع اي ضابط شرطه يقتل الفا ممن يهاجمون قسم شرطه لحرقه و سرقته و التنكيل بضباطه كما فعل اللطفاء الرقيقون في قسم شرطة كرداسة ! ... و الكل يعلم و لا يجهل الا من يريد ان يكون جاهلا ... ان الهجوم علي اقسام الشرطه في يناير كان عملا ممنهجا و ان الثوار الحقيقيين كانوا في الميدان .... و ان الانقلابيين الحقيقيين كانوا يحرقون السجون و اقسام الشرطه ..
المنطق لا يحتاج الي جهد لاستخدامه في الحكم علي الامور ... فقط يحتاج الي تجرد ... و تجنيب للعواطف و البعد عن الهوي ... و هذه قطع غيار غير متوفرة لمحرك الخلاط المصري ... الذي سوف يدور
و يدور
حتي
تشرب من ...
او يحترق
تحياتي
:)