أنا فتاة فى السادسة والعشرين من عمرى، تخرجت فى كلية الألسن، وخجولة بطبعى وليست لدى ثقة فى نفسى، حيث إننى أعانى السمنة فى النصف الأسفل من جسمى مما يسبب لى حرجا بالغا حينما أسير فى الشارع، وانعكس ذلك فى حالة اكتئاب شديدة سيطرت علىّ، ولا اجد اى ملابس تناسبنى، ولم اشعر يوما اننى مرغوبة فى الزواج، وأحس ان لسان حال أى شاب ينظر الىّ «هو»اذا كانت بهذا الشكل وهى بنت، فكيف سيكون جسمها بعد الزواج».. وهذه النظرة تقتلنى، وتشعرنى أنى بلا قيمة فى الحياة، ولن أكون اما، ولى اسرة وبيت مثل كل البنات.لقد ترددت على عيادات الكثيرين من الاطباء أملا فى «الريجيم»، كما أننى لا أعمل ومازلت «عالة» على أهلى، وعمرى «بيتسرق وأنا بتفرج عليه»!.. ودفعتنى للكتابة اليك! رسالة «البكاء الصامت» للفتاة التى تعانى السمنة، اذ شعرت بعد قراءتها أننى المقصودة بهذه الرسالة خصوصا قولها إنها ترى أنه «ليس من حقها أن تتفرج على فساتين الزفاف مثل كل البنات». ثم سرعان ما أيقنت انها تختلف عنى فى أشياء كثيرة من حيث السن والظروف.
إننى أصحو من النوم وأجلس طوال النهار فى مكانى، ثم انتظر الليل لكى أنام.. حياة مملة تؤدى الى الاكتئاب.. واذا خرجت لشراء بعض متطلبات المنزل من باب شغل الوقت تطاردنى نظرات الناس، واضطر الى ارتداء نظارة شمس لكى لا أرى نظراتهم الجارحة.. أليس من حقى أن اعيش؟.. ثم هل الشكل هو كل شئ فى البنت؟.. لقد فاض بى الكيل ولا أجد من أفضفض إليه، فلعلك تسمعنى وتعطينى أملا فى الحياة.
{ ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
لماذا كل هذه القسوة على نفسك؟... ثم من قال لك إن كل الشباب يبحثون عن الفتاة متناسقة الجسم ممشوقة القوام؟ إن تجارب الكثيرين التى يحملها إلىّ بريد الجمعة تؤكد انهم يميلون الى المرأة الجريئة التى تتمتع بالحماس والعاطفة، وتكون على قدر من الحضور والذكاء الذى يساعدها على كسب مودة الآخرين، ومنهم من يميلون الى المرأة الحنون التى تسعى الى بناء مساحات من التفاهم مع شريك حياتها وأهله، ومن تجيد اعمال المنزل وتهتم بتربية الأبناء، فماذا تفيد أى شاب فتاة رشيقة لكنها حادة الطباع. سليطة اللسان؟
إن سر جاذبية المرأة يكمن فى طباعها، وروحها المرحة، وليس جسمها، ولا مانع من أن تأخذى بالاسباب طلبا لجسم يريحك نفسيا، ولكن تأكدى أنه سيأتيك الزوج المناسب الذى يقدرك لذاتك، وليس لمواصفاتك الجسمية حين يأذن الله، وعسى أن يكون ذلك قريبا.