فى رده المليء بكلمات الحكمة على كاتب رسالة «حلم العمر» ببريد الجمعة، ذكر الأستاذ أحمد البرى حقيقة دامغة هى أن الحياة الزوجية لن تنجح وتستمر فى وجود النكد الذى ينظر إليه البعض وكأنه معركة حربية ينال السلطة فيها من ينتصر أو يفرض سيطرته على الآخر، لافتا نظر صاحب الرسالة إلى أن الحياة الزوجية المليئة بالنكد تؤثر بشدة على هرمونات المرأة والرجل حيث يرتفع هرمون «الكورتيزول» وهو هرمون النكد والعكننة نتيجة التوتر المستمر، وتصبح معدلات ارتفاع هذا الهرمون أسرع عند المرأة مما يؤثر على قدرتها على تحمل هذه الحالة النفسية السيئة وأضاف: إن هناك رجالا يغوون النكد، وذكر طرفة جميلة عن قارئة جاءته باكية لأن زوجها ثبت على هاتفها المحمول نغمة خاصة برقم هاتفها، فكلما طلبته يصرخ رجل قائلا:« الحقوني، ولايريد أن يغيرها، وكان ذلك سببا كافيا لانفصالهما وتهدم حياتهما الزوجية.
وفى السياق نفسه، وحول فن اختراع بعض الرجال المشكلات الزوجية أضيف هذه الطرفة. «كان الزوج يفضل تناول البيض فى وجبة الإفطار، وكان الله قد رزقه بزوجة صالحة تود ارضاءه، فحرصت الزوجة منذ بداية حياتها معه على ألا تقدم له الإفطار إلا ومعه طبق البيض. وخوفا من ان يمل الزوج البيض اجتهدت فى أن تقدم له يوما بيضا مسلوقا.. وفى اليوم الذى يليه بيضا مقليا، وتوقعت أنها سوف تنال رضاه لكن الرياح تأتى بما لا تشتهى السفن، إذ عندما تقدم له البيض مسلوقا، يتضجر ويقيم الدنيا ولايقعدها، قائلا: «أنا اليوم أريده مقليا، وعندما تقدمه له مقليا، يصيح قائلا: «اليوم اريده مسلوقا. وهنا فكرت الزوجة الحكيمة مليا فى الأمر، وكانت ذات إرادة وطموح غريب فأصرت على حل المشكلة من أجل أسعاد زوجها وتوصلت إلى مايلي:
قالت فى نفسها، وجدت الحل واستيقظت فى اليوم التالي: فجهزت له طعام الإفطار، ومعه طبقان من البيض .. الأول به بيض مسلوق والثانى به بيض مقلى وانتظرت أن يشكرها على صنيعها فإذا به قد صار أكثر عصبية قائلا:« انت لاتفهمين انت غبية.. وهى صامتة تنظر إليه وتنظر سماع الأسباب، فاسترسل بقوله: «البيض الذى كنت ارغب فى ان اتناوله مسلوقا قمت بقليه والذى كنت ارغب فيه مقليا قمت بسلقه!!».
ماهذه الكارثة.. فعلا إنها كارثة، فقد يتعنت البعض ويستبد برأيه.. وربما يكون رأيا خاطئا وقد يفقد محبة واحترام من حوله بسبب تعنته.. فعلا هناك رجال يغوون النكد وبالمثل هناك أيضا نساء يعشقنه وكلاهما يدفع ضريبة اكتساب عواقب هرمون النكد.
هذا التعليق الرائع للدكتور عوض حنا سعد من الإسكندرية وليتنا نبحث عن ارضية مشتركة بين الأزواج والزوجات، فتتسع مساحات الاتفاق، وتتلاشى مساحات الخلاف، ويهنأ الجميع بالسعادة الزوجية بعيدا عن النكد!