arhery heros center logo v2

           من منصة تاميكوم 

آخر المواضيع

  • أنواع النكاح في الجاهلية | 21-07-2024
  • المطبات الجوية و أنواعها | 11-07-2024
  • أنواع و وظيفة المراقبين الجويين للطائرات | 26-06-2024
  • كيف يتفادى الطيار المُقاتل الصواريخ جو/جو ؟؟!! | 24-06-2024
  • الحب يروي الحياة .. قصص حب | 17-06-2024
  • الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفه؟ ! | 14-06-2024
  • معنى : "الآشيه معدن"  | 13-06-2024
  • الإعجاز في "فَالْتَقَمَهُ الحوت" .. و النظام الغذائي للحوت الأزرق | 21-05-2024
  • إعجاز (لنتوفينك) في القرآن .. هل هو صدفة ؟! | 19-05-2024
  • من قصيدة: شرايين تاجية | 15-05-2024
  • معجزة بصمة كل سورة في القرآن الكريم | 12-05-2024
  • كفكف دموعك وانسحب يا عنترة | 08-05-2024
  • الفارق بين الطيار المدني و الطيار الحربي | 02-05-2024
  • لماذا لا تسقط الطائرة أثناء الإقلاع ؟ | 21-04-2024
  • الجذور التاريخية لبعض الأطعمة المصرية....لقمة القاضي إنموذجاً | 25-03-2024
  • قصة مثل ... الكلاب تعوي والقافلة تسير | 25-03-2024
  • من هم الأساطير و من هو الأسطورة ؟ | 23-03-2024
  • قوانين العقل الباطن | 21-03-2024
  • نبذة عن مكابح الطائرة بوينج 787 | 20-03-2024
  • كيف تمنع ظهور محتوى اباحي و جنسي حساس 18+ على الفيسبوك بسهولة | 08-03-2024
  1. الرئيسية
  2. بريد الجمعة
  3. الرسالة رقم (7) .. بريد الجمعة ... 3/1/2014

الاستاذة الفاضلة جيهان الغرباوي‏...‏ ارسلت لك عددا من الرسائل وطالما كنت اعد الايام حتي يصلني ردك وكنت احلم بأمل ان تساعديني كي يجد ابني الشاب فرصة عمل في الاهرام حيث عمل والده من قبل بقسم الزنكوغراف‏,‏ ولكن للاسف كان ردك في سطرين‏,‏ اشكرك علي تعاطفك وتمنياتك لي بالصحة تحت عنوان‏ (‏دون الخوض في التفاصيل‏),‏ ولكن ليس هذا ما كنت انتظره‏,‏ وإن كنت قد دافعت عن فرصة ابني في العمل علي اعتبار ان الثورة في يناير قامت ضد بطالة الشباب فقد كان ردك قاسيا حين قلت لي إن الثورة قامت ايضا‏ (‏ضد التوريث‏)!‏ انا لم اطلب التوريث لحل مشكلة ابني, فليس هناك تركة او حكم او مركز او كرسي بل انه حق مشروع أن يكون لأبناء العاملين أولوية في التعيين, انظري حولك ستجدين ابناء المحظوظين واقاربهم ومعارفهم والسواق والطباخ والبواب وكل من له واسطة وجد فرصة, ولو اني فنانة او شخصية ذات حيثية لوجدت لابني عملا بسهولة.. واعتقد ان هناك الكثيرين من المؤيدين للتوريث في مصر, الاعتراض كان علي شخص الوريث ولذلك قامت الثورة وهذا حق الشعب, والتوريث من جهة اخري لا ينطبق علي حالتي لان العمل بسيط.وبعيدا عن الكلام المنمق دعيني اصارحك ان ردك رسخ في عقلي, ما كنت احاول انكاره عن النخبة الفاسدة التي تبيع لنا كلاما انيقا نصدقه بينما هم لا يشعرون بأوجاع الناس وهكذا حقيقة المصريين وانا منهم, سيظل الصغير صغيرا مادام لا يجيد النفاق.انني هنا لأسألك ماذا تفعلين عندما يكون الواقع مؤلما وابنك الوحيد لا يجد عملا ولا يستطيع الزواج وقد اوشك علي الاربعين عاما,وابنتك حبيسة المنزل وترفض ان يتقدم لها احد لانعدام الماديات وهي في الثامنة والعشرين..اقسم بالله اني فكرت ان ابيع كليتي سرا, واعاني ألما رهيبا في جسمي كأن الله يعاقبني علي نيتي وتفكيري, اين نخبة مصر من هذه الاوجاع والمشاكل ومن انتخبهم اصلا؟
المرض وكبر السن واليأس احساس بشع, وغير ذلك فكل المشاكل ترفيه ولا تستحق النشر
ومع ذلك تقبلي شكري لمعاناتك في قراءة خطاباتي, ولن ارسل اي بيانات تخص ابني, اعرف انه لاداعي ولا فائدة.
وفاء عبد العزيز

رد المحررة :

>> عزيزتي السيدة وفاء, رغم ما ذكرته عن النخبة الفاسدة وباعة الكلام الانيق الذين لا يشعرون بأوجاع الناس, وردي الذي لم يعجبك عن عدم احقية الابن في يأخذ بالضرورة عمل ابيه, ايا كان مجال او مكان هذا العمل.. رغم اني احبطتك دون قصد او تعمد, فقد اسعدتني رسالتك رقم7 ولا استطيع ان اخفي اعجابي بإصرارك وإلحاحك, ليس لأني احب ان استقبل من كل قارئ7 رسائل تباعا.. بالطبع لا.. ولكن اقدر واجل فيك قوة الامومة التي تجعلك تحاربين بطاقة لا تنفد, بحثا عن حق اولادك في فرصة للعمل والزواج والسعادة.
للامهات قلوب تجعلهن كالأنبياء, يتحملن المكاره دونما اكتراث, ويكملن الطريق الوعر ويصعدن فوق تلال من الاشواك وليس في احساسهن اي ألم وأي انتباه لغير مصلحة الصغير وأمانه.
عذرك الكبير انك أم, والامومة شهادة وشفاعة كبيرة لكل امرأة كرمها الله بهذه الرسالة والصفة.
تصلني اسبوعيا عشرات الرسائل من امهات طيبات يبحثن بقلق عن عريس للبنت او عن وظيفة للابن الشاب, لكنهن والشهادة لله يكتبن الرسائل بكثير من الرقة واللطف وقليل جدا من الغضب وشيء من الاسف والحيرة ليس الا..
وعودة اليك يا ماما وفاء فأولادك لم يعدوا صغارا, وسألتني ماذا لو اني أم مكانك؟ بالتأكيد اشعر بك وبحسرتك وخوفك ولكن فكرتي عن مساعدة الاولاد تختلف, انت غير مكلفة بالعمل والسعي نيابة عنهم أو بضمان مستقبلهم, أوتأمين حياتهم ضد مخاطر البطالة وتأخر سن الزواج..
افتحي لهم الابواب وادفعي بهم دون خوف للعالم والتجربة والناس.. كيف وصل ابنك عامه الاربعين دون عمل يعول به نفسه او يفتح به بيتا, إن كان حاول ولم يوفق عليه ان يستمر حتي ينجح وليس عليه ان ينتظر أمه الغالية كي تساعده علي العمل في الاهرام مكان ابيه.
ولماذا تخشي ابنتك الزواج وترفضه خجلا من ضعف او حتي انعدام الامكانيات المادية؟ الفتاة حسنة السمعة والتعامل لا تعير برقة حالها او عجز اهلها عن تجهيزها, خاصة انها في مقتبل الشباب وتستطيع ان تعمل وتساعد نفسها مثل آلاف الفتيات في مثل سنها وظروفها.. الفقر لا يدعو لكل هذا السخط واليأس خاصة اذا كان لدينا العزيمة والامل ان نغيره ونجعله محطة بداية وليس فقرا مزمنا وصديقا دائما ونعتبره قدرا لا فكاك منه إيجاد عمل لكل شباب وعريس لكل فتاة ليس من وظائف النخبة في أي مجتمع ولاحتي من المهمات الحقيقية لأعضاء مجلس الشعب.
أعضاء مجلس الشعب يراقبون الحكومة والنخبة تراقب المستقبل وتفكر كي يري الناس الطريق ويصلون لاهدافهم بغير تخبط ولاحوادث.
عزيزتي وفاء.. بعد7 جوابات أرسلتيها احدثك صدقا ولا ابيع لك الكلام الأنيق, والحقيقة التي لا انكرها بل وأؤكدها كل اسبوع تقريبا,ان هذه المساحة من اهرام الجمعة, مهمتها الاولي الاحتفاء بالانسان وتقديم افكار جديدة كي تكون حياته اسهل وافضل.
واحب ان يعلم القراء الاعزاء وانت منهم, اننا هنا لنفكر معا ونجد نورا ومخرجا وطريقا, قد لا تسعفنا المحاولة كي نقدم فرصة عمل او عريس او تأشيرة علاج علي نفقة الدولة وكنت اتمني لو استطيع.. ودائما أحاول_ لكن العبرة, ان نفهم ان الاسئلة الصحيحة هي التي تنقصنا وليست الاجابات, وطريقة تفكيرنا هي التي ستغير حياتنا.. عزيزتي منذ اليوم الاول لتسلمي بريد الجمعة, وصلني منك7 خطابات متوالية, وكلها تخاطبني باسمي ولها نفس الطلب والمعني والتفاصيل, ولفت نظري ان اغلبها في اظرف دون طوابع بريد, بما يعني انك تسليمها للاهرام يدا بيد.
فإن كان ذلك ثقة منك في شخصي المتواضع فهذا شرف اشكرك عليه واعتز به, ويعلم الله اني لم اكن اتأخر عن انجاز طلبك إن كان في طاقتي او سلطتي, ولكن القصد ان نسيطر بتفكيرنا علي الازمة ولا نجعل الازمة هي التي تسيطر علينا وتشل تفكيرنا.
في النهاية إن كان أولادك قد ورثوا منك هذا العناد والدأب والمثابرة, فلا تخافي عليهم وسيكون التوفيق والحظ السعيد حليفهم بإذن الرحمن وفضل دعواتك الصادقة, وللمرة الثانية اتمني لك الصحة وحفظ الله لك اولادك.

لا تعليقات