أنا فتاة فى التاسعة والعشرين من عمرى انتمى إلى أسرة رائعة،فلقد أكرمنى الله بأب صبور، وأم تتحمل فوق طاقة البشر، وأخوة يعتبروننى ابنتهم، وأعيش من الدلال ما أعجز عن وصفه.. ولكن كما تعلم فإن زواج الأقارب قد ينتج عنه خلل جينى فى بعض الأبناء، وهذا ما حدث لى حيث إن أبى وأمى من عائلة واحدة، وقد أصبت بمرض السمنة المفرطة التى تؤرقنى، واحالت حياتى إلى جحيم... وقد قضيت معظم وقتى فى التنقل بين الاطباء وحجرات العمليات، ورضيت بأقدارى، ولكن تؤلمنى سخرية بعض الناس منى وأشعر بغصة فى قلبى، .. إنها سخرية جعلتنى الزم المنزل بعيدة عن الآخرين.
لقد مرت السنوات وتزوج اخوتى وبقيت أنا وحدى لا يؤنسنى سوى والدّى.. وأخيرا أخشى أن أكون وحيدة، فقد أموت بمفردى، ولا أحد يعلم عنى شيئا، ويا لها من أفكار بشعة تسيطر على تفكيرى.
وأحيانا أتخيل نفسى أحب شابا.. نعم فأنا بنت لديها قلب، تحب وتهوى.. ولكن كيف لمثلى أن تحب.. لقد انقطعت عن محادثة أى شاب حتى فى الجامعة، ولو على سبيل الصداقة، ولن يشفع لى أن أخلاقى حسنة وروحى مرحة، كما يقولون.
وخلال تزاحم الأفكار فى رأسى أتخيل من يقول لى: ليس من حقك أن تقفى أمام المحال للفرجة على الملابس، ففساتين الزفاف ليست لأمثالك.. اننى اكتب إليك هذه الكلمات على سبيل الفضفضة، فلقد حفظت مواعظ الصبر عن ظهر قلب.
< ولكاتبة هذه الرسالة أقول :
لا تخلو امرأة من لمحة جمال... فهذه خفيفة الظل، وتلك تتمتع بجمال الشكل، وثالثة لديها حضور وثقافتها واسعة.. فليست هناك معايير محددة للزوجة إلا أن تكون اخلاقها حسنة وملتزمة بواجباتها (فإختر ذات الدين تربت يداك) كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذن فالسمنة ليست عائقا امام الزواج، كما تتخيلين، كل ما فى الأمر أن نصيبك لم يأت بعد، وسوف يرزقك الله فى الوقت المناسب بمن يكون أهلا لك، ويحافظ عليك، ويرى فيك كنزا أهم من كل مكاسب الدنيا... وهذا ليس كلاما من باب الموعظة، وإنما هو حقيقة تشهد بها الكثير من الاسر ليس فى مصر وحدها، وإنما فى العالم بأسره... فهونى عليك أيتها الفتاة الصابرة، وسوف يأتيك نصيبك العادل قريبا بإذن الله.