أنا الابنة الكبري لسيدة عجوز في السبعين من عمرها. ولدي ثلاث أخوات بنات, ووالدنا متوف. ومنذ رحيله ـ وكانت وقتها في عز الشباب ـ كرست حياتها لنا, ورفضت كل عروض الزواج من أجلنا, وقد تخرجت ثلاث منا في الجامعة, أما الرابعة فمصابة بتأخر عقلي ومريضة بالصرع وتتلقي علاجا مستمرا, وتقوم والدتي في هذه السن الكبيرة بتمريضها ومساعدتها في كل شيء حتي في تناول الطعام.. ولاتريد والدتي من الدنيا شيئا سوي أن تحج بيت الله الحرام, وتقدمت لقرعة الحج العام الماضي ولم يظهر اسمها ضمن المقبولين في القرعة, كما قدمت طلبات لأكثر من جمعية أهلية لكنها لم توفق في الحصول علي تأشيرة الحج.. فهل أجد من بين قرائك من يساعدها في الحج عن طريق القرعة الداخلية بشكل استثنائي أو أي جمعية تراعي ظروف عجوز مريضة بالقلب والسكر والضغط وننتظر جراحة في الغضروف, وتغيير مفصل بالركبة.. إنني أريد أن أخفف بعض آلامها وأحزانها التي لاتنتهي بعد رحلة الكفاح الطويلة معنا.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
كل التحية والتقدير لوالدتك السيدة العظيمة التي آثرت تربيتكم علي أي شئ آخر من مغريات الدنيا, رافضة الزواج وهي في سن الشباب. واليوم ما أعظم الجائزة التي تسعي إلي نيلها.. إنها حج بيت الله الحرام الذي فرضه الله عز وجل علي المستطيع ماديا وصحيا, إذ قال تعالي: ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا.. وإنني أهيب برؤساء الجمعيات الخيرية مساعدة والدتك علي أداء هذه الفريضة, وتحقيق أمنيتها الغالية.. ولعل الفرصة تكون سانحة أمامهم لتدبير مكان لها, فالإعداد لموسم الحج المقبل لم يبدأ بعد.. ومن يدري فلعلها تكون في مقدمة صفوف الحجاج بمشيئة الله.