فيه حاجة غلط ... قلتها لنفسى النهردة من بعد ما فجأه أستوعبت أن فيه فعلا مشكلة عماله فى مصر...
شكوه المكوجى النهرده لما لما سالناه ليه بيأخر المكواه ... لما قالنا بكل إستياء ،" أصلى مش لاقى عمال يساعدونى" ..... خلتنى أقول ...."منين بيقولوا فيه مشكله بطاله، مش لاقيين شغل ، فقرانين، بنشحت !!! .... و منين فيه مشكله عماله" ..... يبقى فيه حاجة غلط ....
أغلبيه المحلات اللى باعدى عليها ، عموما كاتبه على بواباتها... "مطلوب أنسات للعمل" ... "مطلوب شباب للعمل" ..... "مرتبات مُجزيه" ...."لا يشترط الخبره "......مرتبات مُجزيه + حافز "...... أعرف ناس عندها محلات ملابس ... بيقولولى فعلا مش لاقيين بنات أو حتى سيدات تشتغل .... أعرف ناس عندها عيادات ومعامل ... برضه مش لاقيين لا بنات و لا ولاد عايزه تشتغل .... أعرف أصحاب محطات بنزين و مشاحم (جمع مشحمة) ... مش لاقيين عُمال .... أعرف أصحاب مصانع نسيج و خلافه ، بخلاف إنهم طبعا طبعا مش لاقيين عماله فنيه مُدربه أو عندها خبره.... برضه مش لاقيين عُمال عاييزيين حتى يتعلموا الصَنعة....
عدت لتأملى فى الشارع و انا ماشيه .... سلالم مترو غمره اللى كان بيقعد عليها أول السنه 2 بس بيشحتوا ، دلوقتى بقوا سته (دول بس على سلالم المترو ، غير اللى على الكوبرى من فوق حوالى 3 تانيين).... ممر الخروج عند مترو سراى القبه ، بعد ما كان بتقعد واحده بس بتشحت ، دلوقتى بقوا 4 ....
كميه الشحاتين اللى بيدخلوا المترو علشان شحتوا من الناس يوميا .... اللى بيقول أبنه فى المستشفى ، و اللى بيتقول أرملة و أم ل 5 يتامى ، و اللى بيقول رجلى مكسورة و محتاج بس 100 جم .... أنواع و انواع من الشحاتين ، رجال و نساء ... كبار و أطفال... أغلبهم يقدروا يشتغلوا... لكن بيشحتوا ...
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إيه اللى بيحصل ؟؟ و" كإن" فيه إقبال على الشحاته أكتر من الإقبال على العمل فى المحلات ، المصانع ، البنزينات ، المكوجيه ، المعامل و العيادات .... !!!؟؟؟؟؟؟؟ و "كإن" ليه ؟؟ .... واضح انه دى فعلا الحقيقة .... فيه طبقه فى المجتمع ( مش قادره أحددها هل هى الفقيرة أم الجاهلة أم المتوسطة أم كل الطبقات أم ماذا ) تُفضل دلوقتى الشحاته أو المعونه المجانيه عن العمل و الشغل و كسب رزقها بمجودها....
السؤال هو لماذا ؟؟؟ ليه ؟؟؟؟
بطاله = مافيش شغل
طب لو فيه شغل و فيه بطاله ، يبقى فيه أيه ؟؟؟
فيه إستعباط ... فيه إستسهال ... فيه ناس بتأخد فلوس على الجاهز .... فيه ناس مش محتاجه تشتغل لانه بيجيلها فلوس من غير ما تشتغل.... عايشه على الجاهز.... شحاته بقى ... معونه ... تبرعات .... مش فارقه .... المهم أن الفلوس بتجيلهم من غير ما يشتغلوا.... من غير ما حتى يعملوا أى مجهود....
بافتكر دلوقتى موقفين ظهروا فجأه فى مخى....
أول موقف هو حمله "ساقيه الصاوى"....... " برنامج اعط المحتاج ولا تعط المحتال للقضاء على التسول..!!
"
http://ar.culturewheel.com/awareness...street-beggars
.... اللى بيتقول ما نديش الناس اللى بتشحت فى الشوراع ، بل نُعطى المحتاجين اللى فعلا نعرفهم ، نعطى المؤسسات الدينية أو المؤسسات الخيريه اللى نعرفها و معروف أنها رايحة لناس فعلا مختاجه للفلوس....... تذكرت إستغرابى و إستنكارى للحظات لما شفت الإعلان بتاع الحمله ... إن فيه واحد بيقول لشحات فى الشارع ... "أسف مش بدى اللى ماأعرفوش" .... ساعتها كنت مُتسرعة و عاطفيه و حافظة مش فاهمه .... و لكنى لما رجعت فكرت فى الموقف بعقلى و حللت الموضوع..... لقيت أنه فعلا الشحاتين اللى فى الشارع ممكن يكونوا محتالين ... و أسترجعت فجأه أفلام زى فيلم "عمرو دياب" و "بليه " القديم لما عصابه مُتخصصة فى الشحاته خطفت البنت علشان يعلموها الشحاته ..... فيلم "الملوينر الشحات- Slum dog millionaire" اللى حرقوا عين طفل علشان يستعطف الناس لما يجى يشحت و إزاى عصابات الشحاته تتعمد تشويه الأطفال و أذيتهم لإعطائهم الشكل المناسب للشحات.. ... حكايات أطفال الشوراع فى البرامج التليفزيونيه عن شبكات الشحاته ....و كيفيه الحياه كشحات و توزيع المناطق عليهم و اللجوء لوسائل كتيرة لإستعطاف الناس..
الموقف التانى هو جزء من روايه "ثوره 2053 – الجزء الثانى" اللى فيه جمعيه خيريه تنمويه تتجه للصعيد لمساعدة الناس و لكن ليس بإعطائهم معونات أو ملابس أو أطعمة بالمجان ، و لكن بإعطائهم "وسيلة" لكسب الرزق و تدريبهم عليها ، إعطائهم " جاموسة" مثلا لتربيتها و بيع لبنها و منتجاتها ، و إرجاع ثمن "الجاموسة" عند تحقيق ربح...
إعطائهم "ماكينه خياطة" أو "ماكينه تريكو" لعمل منتجات و بيعها ، و تدريبهم عليها، و إرجاع ثمن الماكينه عتد تحقيق المكسب ... و هدف فكره هذه الجمعية التنموية هو مساعدة الناس و لكن على المدى الطويل كما يقول المثل "لا تعطينى سمكة ، بل علمنى كيف أصطاد " فمن وجهه نظرها لابد أن يكون عند الناس رغبه فى مساعده نفسها أولا ، رغبه فى العمل لمساعده نفسها ، رغبه فى عمل "مجهود" من أجل النهوض بمستوى معيشتها ... فكره هذه الجمعية هى تنميه فكره "الإنتاج" عند الناس و ليس "الإستهلاك"
و لكن تُصدم الجمعية بان أغلبيه الناس "لا تريد" الماكينة أو الجاموسة .... تريد المعونات فقط ... تريد الأطعمة و الملابس على الجاهز .... لا تريد تحمل مسئوليه العمل و تحمل مسئوليه المكسب و مسئوليه حياتها ، بل تريد ما هو جاهز بدون مجهود.... فلديهم الكثيرين من المتطوعين الذين يعطونهم المعونات و الملابس و الأطعمة على الجاهز ... فلما المجازفه بالمكسب و الخسارة .....لما المجهود.... لما المجازفه....... فيرفضون مساعدة الجمعية التنموية لهم ... و يقولوا لهم... "عندكوا حاجة تدوهالنا ماشى ، ما عندكوش ...بالسلامة ، مش عايزيين حاجة"
هذا الموقف من الممكن أن يكون من الروايه و لكن ببعض التركيز فى أحوال مجتمعنا ، سنرى بسهوله أنه الوضع القائم حاليا .... أغلبيه الشعب مُستهلك، و قليل هو المُنتج.... أغلبيه المصانع تُغلق... أغلبيه الناس عاطلين ... و لكن بمزاجهم .... أغلبيه الناس تلجأ للمعونات و تلجأ للشحاته بالرغم من قدرتهم على العمل ....
الموقفين دول + ربط حالة قله العماله مع إزدياد الشحاتين خلتنى أستنتج و أقرر أعمل حاجات :
أقتنعت إن الشحاتين لو ما كانوش محتالين يبقى أكيد "مستسهلين" أو "مستعبطين" .... و من ساعتها و أنا فعلا ما باديش حد فى الشارع .... بطلت أكون عاطفيه ..مش لانى "قاسيه" .... و لكن الموضوع ماعدش انى باعمل خير مع ناس محتاجه أو عندى قلب لما بادى الشحاتين فى الشارع.... الموضوع بقى أنى باساهم فى إستمرار المهزله بتاعت إزدياد الشحاتين ... قله العماله ....ترسيخ فكره الإستهلاك ....
فكره "أخد على الجاهز ، بدون مجهود" .... فكرة إنقلاب الموازين ....
قررت أكون واعيه لخطوره فعلى البسيط بإعطاء فلوس للناس من غير ما يبزلوا أى مجهود ...
قررت أكون "فاعل" لا "رد فعل"
قررت أنى أساعد الناس "تفكر" أزاى تساعد نفسها .... أساعد الناس أنها تكون مُنتجه.....
لو كل شخص بيشحت ، راح عمل حاجة و لا إشتغل فى مصنع و لا بياع فى محل و لا مساعد مكوجى و لا مساعد خياط.... حاجات مش محتاج خبره ، و لا محتاجه تعليم و لا حاجة ، هنبقى شعب غير الشعب ، و هنبقى شعب بيساعد نفسه ، مش مجرد شعب بياكل على الجاهز....متعود على المعونات ....
أتمنى كل الناس تمشى على حمله ساقيه الصاوى ... و فعلا ما نديش الشحاتين فى الشوارع ... علشان ما نشجعش الناس على الشحاته ... أتمنى كل الناس ما تديش معونات غير فعلا للى مش قادر يشتغل ... مش اللى مش "عايز" يشتغل ، اللى فعلا مش قادر يساعد نفسه ... مش اللى مش "عايز" يساعد نفسه ..... يمكن ساعتها الناس تلجأ للشغل تانى... الناس ترجع تشتغل فى المحلات و المصانع و البنزينات و المكوجيه و العيادات و الأراضى و و
و تختفى مشكله الشحاته .... مشكله البطاله ... مشكلة " مطلوب شباب للعمل "
أتمنى
أمنيه أخيره ، لو فعلا فهمتونى ، ساعونى فى إنتشار الحمله ... يمكن نعمل حاجة....
شكرا
:)