يا أخي، نستيقظ كل يومٍ في خوف، ونخشى مع الاستيقاظ خبرًا جديدًا بارتفاعٍ جديد في الأسعار، التي أصبحت المشتروات نار، واستحالَ كل شيءٍ حولنا غاليًا، حتى اهتزت ثقتنا في كل شيء،
قلت: وهل سينقص ذلك من رزقي شيئا، ؟
"مالنا ومال الرزق دلوقتي، بنتكلم عن الأسعار اللي أصبحت نار" قالها بحرقة شديدة، وبصدقٍ أحسسته بشدة، فبادرته قائلًا: وهل غلاء الأسعار في السيارات الفارهة ولديّ سيارتي سيؤثر عليّ، ؟ وهل غلاء الفيلات السكنية من ٨٠ مليون جنيه إلى ١٠٠ مليون جنيه وأنا لدي شقتي المُرضية لي، سيصيبني بألم،؟ وهل ارتفاع سعر الذهب وأنا لا أفكر في شرائه سيؤلمني أو يشقيني، ؟ قال: بالتأكيد لا،
قلت: إذًا فلن يؤثر في حياتي من ارتفاع الأسعار إلا ما سأشتريه بشكلٍ مباشر، مما سأنفق فيه من مالي الذي في حوزتي، وهذا المال هو جزء من رزقي الذي كتبه الله لي، وكتب لي أنني سأنفقه في كذا وكذا حسب إرادتي التي تحت مشيئته، أليس كذلك، ؟
قال: بلى، قلت: وهل ارتفاع الأسعار سيقلل مما قد كتبه الله لي في هذا الرزق -رزق المال- فيقل ما قسمه الله لي في حياتي،؟ قال: بالطبع لا،
قلت: إذًا، وبما أن ما هو مكتوب لي من استهلاكات ومشتروات واستمتاع بالإنفاق لن يتغير، ولن يقل عما هو لي منذ الأزل، فلماذا هذا الهلع،؟ ولماذا أتابع الأبواق التي تخيفني من الغد، ومن أن سُعار الأسعار سيطاَلني بالسوء، ؟ ولماذا أُعيد نشر كل ما هو سلبي وكل ما يَنشر الخوف في الناس تحت عنوان غلاء الأسعار،؟
الذي أراه هو وجوب أن أزداد إيمانًا بأن ربي الذي كتب لي رزقي، لا ولن يعجزه إنزال نفس رزقي المكتوب لي، سواءا انخفضت الأسعار، أو ارتفعت، وأن ما غلا ثمنه وأصبحتُ لن أستطيع شراؤه، هو مما لم يُكتب لي أن أحصل عليه منذ الأزل حتى لو لم يكن هناك ارتفاعٌ في الأسعار،
وأنني في هذه الحياة، لن أموت إلا بعد أن أحصل على كل ما كتبه الله لي فيها، بعيدًا عن ارتفاع تلك الأسعار أو انخفاضها.