من المعروف أن سعر الصرف للعملات الأجنبية تُحركه معايير كثيرة، منها الميزان التجاري ومنها ميزان المدفوعات ولا نغفل الناتج القومي المحلي للدوله، وأيضًا السياسات الماليه الداخليه والخارجيه، وكيفيه استخدام أدواتها للتغلب على مشكله سعر الصرف، كما يوجد الكثير من المعايير الأخرى والمحددات التي تؤثر في ذلك.
لكن الذي أُلاحظه منذ بدء سياسة التعويم الذي تم منذ شهور،، أن تجارةً جديدةً "قديمة" قد ظهرت، لتدفع السوق إلى زيادة سعر الصرف للعملة الأجنبية عبر أدوات جديدة لم تكن متواجدة بهذا الحجم وبهذه الصوره من ذي قبل.
فتجد من يطلق شائعة بأن هناك تعويمًا جديدًا على وشك الحدوث، عبر تسويق مدروس لتلك الشائعة، وبمجرد إطلاقها ينطلق الكثير من الناس، للتكالب على شراء العمله الأجنبية بجنون، ويحفظوها في البيوت بشكل يجعل الطلب في مستوى عالٍ جدًا مما يؤثر بالفعل في سعر الصرف حسب قواعد العرض والطلب، وهنا يحدث التعويم الحقيقي للسعر، حيث تتحول العملة إلى سلعة في بورصة.
ورغم أن رئيس الدوله قد صرح بكل وضوح بأنه ليس هناك أي نيه لتحريك سعر الصرف أو تعويم الجنيه المصري، إلا أن الذين لهم مصالح في أن يرتفع السعر لن يهدؤا إلا بعد أن يحصلوا على مآربهم السوداء، والمتمثله في ارتفاع سعر العملة عن السعر الذي قاموا بالشراء عليه، وهذا لن يتأتى إلا إذا تم التعويم، ليرتفع سعر الصرف إلى أعلى مما اشتروه به، وبالتالي مكاسب سوداء بطرق الاحتكار.
ولا أدري لماذا يتناقل الكثيرون ممن ليس لهم هذه المصالح لهذه الشائعات، لينشروها أيضًا عبر منصات التواصل الاجتماعي أو الاقاويل الشفويه بين الناس، ليُحدِّثوا بها كما لو كانت قرارات رسميه قرأوها،
ألا يعلموا بأنهم يساعدون بذلك في تحطيم النظم الماليه التي تبنيها الدوله لتحافظ على السعر العادل للعملات الأجنبية،؟
وماذا لو لم يخرج رئيس الدوله بتصريحاته على الهواء مباشره ليعلن بأنه ليس هناك أي تعويم أو تحرير لسعر الصرف،؟ ترى ماذا كان سيحدث من كل هؤلاء ممن لهم مصالح في التجاره السوداء،؟ أو ممن يعشقون السبق الخبري في نشر أي شائعه دون تريث أو تأكيد،؟
أرى أن على كل مصري مخلص وكل وطني يحاول أن يحافظ على مصلحته في استقرار سعر الصرف، أن يجابه هذه الشائعات ويؤكد للجميع بأن رئيس الدوله قد أفاد بأنه ليس هناك أي تعويم، وعلى ذلك يجب علينا صد تلك الهجمات من هؤلاء التجار وتوابعهم،
وعلينا الواجب الأكبر في أن نساعد على زياده الناتج القومي المحلي، بزيادته وبجودة الإنتاج كلٌ منا في في مكان عملِه، حيث أن ذلك هو السبيل الوحيد لضبط السوق بزيادة التصدير وتقليل الاستيراد وجلب العمله الأجنبية وتقليل صرفها، لوأد السوق السوداء وروافدها وبتر تُجّارها من منعدمي الضمير.