هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • لتفهم الكارثة
  • كل ذاك الخرف = صفر
  • الجين "جدآ"
  • تأويل الواصلة و المستوصلة
  • لا قوانين لها
  • الوعي الزواجي
  • مجتمع مريض
  • صمت
  • أدمنت الغياب
  • صفقة وهدنة
  • مقارنة بين شخصيتين
  • اتفرجوا على التليفزيون
  • في ليالي تشرين
  • انت في كبد
  • من مصادر ثباتنا النفسي
  • اتخذ قرارا
  • هل الرجل مخطئ ؟!
  • قاموس العلاقات الناجحة
  • سيناء...المكان والمكانه....7
  • سيناء...المكان والمكانه. 5
  1. الرئيسية
  2. مدونة م أشرف الكرم
  3. صناعة الخوف،، مقال

آخر موعد : 24 أكتوبر

إضغط هنا لمزيد من التفاصيل 😋

 

منذ ولدت -وهذا ليس بالقريب- ومنذ وعيت على أحداث الحياة، وبدءا من سن الصبا، وتمر بي دومًا موجات من نشر الفزع والخوف، و تمرير القلق والتوتر، على حال المستقبل القريب، الذي سيحدث فيه الويل والثبور وعظائم الأمور كما كانوا يقولون.

ولم تتوقف هذه الموجات التي يطلقونها في وجه الشعب المصري وأبنائه، وهم الذين يعيشون متوكلين على ربهم، لا يحملون إلا همّ اليوم الذي فيه يعيشون، ولا يأبهون إلا بحل مشكلات الحال، الذي يستطيعون التغلب على صعوباته بهدوء.

لكن البعض لا يروق لهم هذا الواقع، ولا تتهلل أساريرهم إلا مع رؤية الهلع والخوف والقلق والرعب، في عيون أبناء هذا الشعب، ليخرج -مع الوقت- من صلبه شبابٌ لا يثقون ولا يهدأون ولا يطمئنون.

وهذه الحالة التي أسميها "صناعة الخوف" قد مررنا بها منذ سبعينيات القرن الماضي، حين أخافونا من "القطط السمان" وأن فسادهم سيودي بمصر، وأن أيامًا صعبة ستمر علينا بسبب الانفتاح الاقتصادي أيام حكم الرئيس السادات -رحمة الله عليه- وأن المستقبل مهدد وأن معاهدة السلام ستعود على مصر بالدمار، وغير ذلك مما نشروه، ومرت السبعينيات ولم تنهار حينها مصر.

ثم في الثمانينيات وكنا في الجامعة، حين انهالوا علينا تخويفًا بأقولهم: ستتخرجون ولن تجدوا ما تعملونه، وستجلسون في بيوتكم، وهناك أزمة طاحنة ومستقبل مظلم، وتعليمكم لا قيمة له ولا مردود منه لكم، وغير ذلك من المقولات الترهيبية لنشر الخوف والقلق، ولم تنهار حينها مصر. 

وفي التسعينيات، حين انتشرت أقاويل أزمة السيولة التي ستطيح بمصر وبمستقبل شبابها، وأن على الجميع التصرف ومحاولة القفز من السفينة الغارقة، وأن الكبار سيهربون بأموالهم ويتركوننا غرقى، ولم تنهار حينها مصر.

ثم في بدايات الألفية الثالثة، وما انتشر من أن الأزمة المالية العالمية قد ضربت أصقاع الأرض، وأن مصر دولة في النظام العالمي الجديد، وسيكون المستقبل المجهول ولن تكون لنا قائمة، ولم تنهار حينها مصر.

ثم دخلنا على عصر الثورات، وتدمير الوطن بأيدي أبنائه، في أكبر عملية تحطيم شاملة يراد بها إفناء الوطن وليس فقط انهياره، وما قيل عن أن مصر على وشك الإفلاس، لكن أيضًا لم تنهار حينها مصر.

ثم تلا ذلك شيوع نشر الخوف بالوباء العالمي "كورونا" حين ظننا أنها نهاية العالم، وكتبت حينها تذكروا وباء "الكوليرا" الذي كان أشد ضراوة من "كورونا"، وبحمد الله مررنا بالوباء وانتهى ثم ولى، وأيضًا لم تنهار مصر.

وها نحن نعيش حروب عالمية، سواءا في أوكرانيا أو في غزة، ثم الحرب الحالية الاقتصادية عبر تسليع الدولار والتلاعب بأسعار السلع بناءا على السوق السوداء المجرمة، وما أشاعوه في الناس من القلق والرعب من الغد، وأن على الجميع كَنز العملة وأنها ستصل إلى مائة وخمسون جنيهًا، ثم ها نحن صامدون في مصرنا الحبيبة التي لم تنهار مصر ولن تنهار بإذن الله.

إن زرع الخوف والهلع، أداة من أدوات الحروب الحديثة، التي تهدف إلى نزع الثقة بين المواطن وإدارة حكم البلاد، وعلى كلٍ منا الإيمان بأن ما يبثه البعض من تخويف وإثارة المخاوف على المستقبل، هي أساليب قد مرت علينا عبر عشرات السنين وعشرات المرات، ولم يحدث فينا ما تمناه هؤلاء الأوغاد من انهيار أو تصَدّع، وأن علينا أن نعمل بجدٍ واجتهاد وإتقان وبعلم ومعرفية وفقط، وأنه ليس علينا أن نقلق على الغدِ لأنه بين يَديّ الله، والله دومًا لا يُضيِع أجر من أحسَنَ عملًا.

============

https://www.egyptiansabroad.news/93738

 

 

 

 

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1471 زائر، و1 أعضاء داخل الموقع