{{قصة واقعية في عام ١٩٧٩ بمدرسة شبرا الثانوية بنين،،}}
كثيرًا قالوا: أن هناك سردابين على مستويين تحت الأرض،، موجودان تحت مبنى الإدارة بمدرستي مدرسة شبرا الثانوية بنين.
وأن المنسوب السفلي للسردابين يصل إلى النيل -بنفق سريّ- الذي يبعد حوالي كيلو متر ونصف عن المدرسة.
شغلتنا هذه القصص والأقاويل التي سمعناها ممن سبقونا في الصفوف،، ونسجنا خيوطها بخيالنا،، لنبحر في واقع ممزوج بالروايات المثيرة.
عزمنا على أن نسبر غور هذا الواقع الخيالي لنراه بأنفسنا.
في الفسحة،، كنا ندخل من فتحة في الواجهة الجانبية لبدروم المبنى،، ونسير داخل هذا البدروم المعتم ظلامًا،، والذي كنا نعتبره السرداب العلوي،،
وكنا نأخذ وقود نار كمشاعل حتى نرى ممرات السرداب،، و نسير بين الحجرات والدهاليز في رحلة استكشاف المجهول،،
بعد فترة زمنية من بدء الاستكشاف نرجع مهرولين في الظلام، لنلحق بنهاية الفسحة،، ونعود للفصول، لتتكرر تلك المغامرة بعد عدة أيام،،
ذات مرة،، اكتشفنا المستوى الثاني،، وعرفنا مكانه حيث رأينا فتحة في أرضية البدروم تؤدي إلى مستوى آخر أسفل منه،، ورأينا أرضية المستوى السفلي بأعيننا،، فاقترب الخيال لِيَمثُل أمامنا واقعًا.
رجعنا بعد أيام عازمين على أن ننزل من هذه الفتحة لنستكشف المستوى السفلي الذي قد يوصلنا إلى النيل كما كنا نسمع الأقصوصات.
كنا كثيرًا ما نتأخر لدقائق خلال رحلة البحث عن الفتحة الأرضية،، لنصل إلى مخرج البدروم متأخرين،، فنجد أ. مصطفى كمال وكيل المدرسة الإداري منتظرًا خلف المخرج،،ليمسك بالمستكشفين المولعين بالسراديب،، والنتيجة الحتمية هي طردهم وطلب ولي الأمر.
ولاتقاء ذلك،، فلا مفر من أن نرجع عن الباب متزاحمين،، لنقفز من النوافذ الجانبية بدلا من باب البدروم المرصود (فتحة السرداب).
ونرجع بعد أيام للسرداب لنبحث عن نفس الفتحة في جوف الظلام،، وظللنا نحاول ولانصل لعدة مرات،،
ذات يوم،، وجدنا الفتحة الأرضية ثانيًا، وتحت ضوء مشاعل النار تجرأ أحدنا وقال: سأنزل إلى أسفل،،
خِفت عليه ومنعته،، فقد تكون الأرض رخوة من المياه الجوفية تحت المبنى،، والتي تصل إليها مياه النيل ( هكذا تصورت)
لكنه أصر،، وقفز عن طريق ربطه بحبل تحت الإبط والبطن.
نزل وتجول في المستوى السفلي وغاب عن أعيننا،،
فجأة صاح صاحبنا لنصطدم بواقع ينهار على يديه الخيال: لا يوجد سرداب،، إنها حجرة سفلية قد تكون مخزن ولا تعدو حجرة مغلقة من الأربع جهات.
حينها،، تلاشت المقولات والقصص والأساطير مع اكتشاف تلك الحوائط الأربعة للمستوى السفلي من هذا السرداب.
و لم أقترب من السراديب بعدها أبدا،، فقد انهارت خيالاتي بهذه النهاية،، وكنت أرصد غيري من زملائي يدخلون جماعاتٍ إلى السرداب، ، فأشفق عليهم ولا ألقي لهم بالًا،، إلى أن تم إغلاق فتحة دخول البدروم والنوافذ الخارجية بالواجهة.
وفيما بعد وأثناء دراستي الجامعية،، علمت أن تلك السراديب ليست إلا نظاما إنشائيا للتأسيس ولا توجد ممرات إلى النيل فيها و لا أنفاق.
و كانت أيام.