اختراقات وانتهاكات إجرامية، في العراق وفي لبنان وفي إيران وفي سوريا وفي اليمن وغيرها، هذه الدول أكلتها شعوبها، ويحسبون أنهم يحسنون صنعًا، تحاربوا مع بعضهم البعض وأسقطوا إدارة الحكم في بلادهم، فكانت النتيجة إنتهاك حرمة أراضيهم ولا بواكي لهم.
قال لي: إن الذي دمر تلك البلدان، الفوارق الاجتماعية الكبيرة والتي أصبحت اليوم في مصر واضحة جدًا، قلت: منذ سبعينيات القرن الماضي وهناك في مصر قطط سمان، وفقراء، وفي السعودية التي هي دولة غنية يوجد أغنياء ويوجد سعوديون فقراء جدًا يتكففون الناس، وتظل تلك الصورة متواجدة في كل بلاد الدنيا، لأنها سنة كونية ستظل مستمرة، لكن إن اتخذناها ذريعة ليحتقن الناس ضد بعضهم البعض وضد إدارة الحكم، فسنصل إلى إضعاف الدولة وحدوث الفتن، وبالتالي دخول مَن يُعربدون في البلاد بكل سهولة.
إن الدول التي أضعفها أبناؤها بأيديهم إنهارت، ويدفعون اليوم جميعهم مرارة عربدة الكيان الغاصب فيها، وذلك بسبب ما فعله بعض أبناء تلك الشعوب في بلادهم من إضعاف، ونشر للإحباط وإعلان كل سلبية للنيل من الإدارات المختلفة التي تدير في تلك الدول.
أضعفوها حين سمحوا لأنفسهم جلد إدارة حكم بلادهم معنويًا واستفزاز الناس واستثارتهم ضدهم، ليزداد الاحتقان في الناس وينقسمون، وبالفعل قامت ثورات غير منطقية تفجرت بلا عقلانية في تلك الدول بسبب هؤلاء.
قال: كيف يكون الوقوف مع الدولة وتقويتها،؟ قلت: تقوى الدول بالكف عن تصيد الأخطاء فيها، وبتقديم النقد الموضوعي الغير جالد، وبتَفهُّم أن أي عمل لابد وأن يكون عليه اختلافات في وجهات النظر، وبرفض فكرة إسقاط النظام الذي يقوم على إدارة الدولة، وبالبعد عن الانقسامات والتحارب الفكري، وبمنع تحريض الناس ليزداد احتقانهم ضد بعض، وبالامتناع عن نشر الإشاعات الكاذبة والكف عن تمرير ما نقرأه منها، وبتعلية وتمجيد الصورة الذهنية للوطن عند أبنائه وعدم السخرية منه، ليرى ذلك اعداء الوطن فيرتدعوا، وبالدفاع عن كل رمز من رموز الوطن، سواءًا من السياسيين أوالعسكريين أوالرياضيين أو الأدباء والمفكرين والعلماء ورجال الدين،، إلخ
نحن مقصرون وبشدة في مضمار تقوية الوطن ياصديقي، وإن لم ننتبه عاجلًا، فسيقتنص الأعداء فريسةً سوف تكون هشة وسهلة حين يُضعِف أبناء الوطن وطنهم.
اللهم ارزقنا الوعي، بأن قوة وطننا من قوة وقوف الشعب مع إدارة الحكم فيه، وبمنع كل ما يؤدي إلى التحارب الفكري فيما بينهم.