هناك قانون كوني اسمة "قانون التوازن" وهو من أهم القوانين التي يجب علينا اتباعها من جملة القوانين الكونية المتعددة،
فالتوازن يحتم على كل إنسان أن يعيش الوسطية والاتزان في نفسه من أفكار وأقوال وأفعال، كلٌ حسب ظروفه وإمكاناته.
ومنذ أيام، وتطالعنا منصات التواصل الاجتماعي بصورة الفاتورة المشهورة، والتي يعلق عليها الكثيرون إما استنكارًا أو استهجانًا أو سخريةً واستهزاءا،
والذي أود التأكيد عليه هو وجوب أن نبحث عن الاتزان في هذا الأمر، فاذا كانت فاتورة العشاء التي بتكلفة ١٤ ألف ج لثري فهي مُتّزنة، ولو كانت بتكلفة ١٥٠ ج لمن لا يملك قوت يومه فهي إسراف.
فالأمور نسبية، والمهم أن يكون الإنسان في مساحة التكاليف متوازنًا ووسطيًا.
وعلى ذلك، فيكون علينا جميعا تقبل وجود مَن يدفع التكاليف الباهظة في عشاءٍ هنا، وأيضا قبول تواجد مَن يدفع تكاليف زهيدة في عشاءٍ هناك، وفي النهاية الإثنان سيشبعان،
ويظل الفيصل هو ان تكون الفاتورة الباهظة ليس بها إسراف (بالنسبة لمن صرفها) والفاتورة الزهيدة ليس بها تقتير (بالنسبة لمن صرفها أيضا).
وعلى سبيل المثال التوضيحي، عشاء لرجل الأعمال "بيل جيتس" ليس فيه غرابة إذا كان بتكلف ١٠ الاف دولار،، وفي دولةٍ أخرى يكون عشاء عامل فقير بتكلفة ٣٠ جنيهًا ولا غضاضة في الصورتين، شريطة أن يكون ذلك ضمن متوسط مقدرة كل منهما، وحينها لا يكون بيل جيتس مسرفًا، ولا يكون العامل مقتِّرًا أو بخيلًا.
ولا يجب أن نعيب على هذا ولا ذاك إذا كان الأمر متوازنًا مع قدراته وإمكاناته، وكلٌ له رزقه من نوعيات الرزق المختلفة والمتنوعة، حسب قسمة الله في خلقه، ولنتقبل كل من يشتاق للذهاب إلى المطعم المشهور أن يذهب، إذا كانت التكلفة في حدود متوسط قدراته، ومتوسط قدرات الناس من شخصٍ لآخر تتنوع وختلف.