هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  • قراءة في فهم قضية تعريب الطب
  • شئ….لا يستوعبه عقل 
  • عندك أحسن.. أروق .. أنضف
  • يوم حسن
  • ليس الأمر شاي و لا مج
  • لا وقت للدراما
  • ....لانهم كانوا نورا...
  • شوك الورد
  • مستشفى الخفافيش "سلسلة الموقع الأسود"
  • النقد، وخفة الدم،، كبسولة
  • مرآة الرغبات 
  • فتذكرت منشوري
  • حول كتاب فن الذكر والدعاء للشيخ محمد الغزالي رحمه الله
  • إعجاب عقلاني واحد أفضل
  • العلاقات و الوقت لا
  • الصبر يساعدنا
  • الفراق شعور موجع لا يمكن وصفه بالكلمات
  • هل سأعود القاها
  • التمثيل السردي والتنازع المكثف في الرمزية الواقعية في رواية (عند شواطئ أندلوسيا) للروائي / أحمد غانم عبد الجليل
  1. الرئيسية
  2. مدونة م أشرف الكرم
  3. بطش المدينة،، مقال

 

الحياة في عمومها سهلة ويسيرة، كان الإنسان يعيش فوق الشجر لوظيفية الحماية والأمن من الحيوانات المفترسة التي لا تستطيع صعود الأشجار، 

ثم سَكَن الكهوف لأن مداخلها لا تناسب حجم بعض تلك الحيوانات الضارية، ثم بنى بيوتًا قَدر إمكانياته البدائية حول الأنهار، لإقامة المجتمعات التي تقوى على مواجهة الأخطار بشكل جماعي، إلى أن وصلنا لما نحن عليه من مدنية -والتي تختلف عن مفهوم الحضارة- في رونقها وزخرفها وتحديها للكون والكائنات.

وأتصور أن الحياة البدائية تتساوى في حلوها ومرها مع حياتنا المدنية الحالية، ليتساوى مقدار التمتع والاستفادة والسعادة للإنسان البدائي مع الإنسان الحداثي، تحت قاعدة أن لكل نعيمٍ في الدنيا سلبياته ومنغصاته.

وفي عصرنا الحديث وعلى سبيل المثال، كان الإنسان يعيش في الريف بِقُرانا الجميلة حياةً هانئة سعيدة، ما دعا الفنان محمد عبد الوهاب أن يشدو رائعته "محلاها عيشة الفلاح مطمن قلبه ومرتاح" 

حيث يعيش إنسان الريف بتلقائية دون تكلف، يفعل ما يناسبه بلا بروتوكولات ولا إجراءات ولا رسميات، في حين تجبرنا المدينة على تعامل بحدودٍ وخطوات، وممنوعاتٍ ومحظورات، تُثقل كاهل قاطن المدينة وتجعله أسيرا في بلاط صاحبة البطش، المدينة.

 

 فمثلًا في المدينة، أصبح عمل الخير محفوفًا بالمخاطر والتحذيرات المتوالية، من خطورة عمل الخير الذي يمكن أن يكون استغلالًا أو إرهابًا او تجاوزًا، وفي المدينة يزداد الناس شقاءا بعلمهم، فيضطرون للفصل بين الناس خوفا من الأمراض وأحيانا خوفا من أعين الآخرين أن تصيبهم، وتبطش المدينة بالناس حين تكون التقنيات ميسورة، ليكثر التجسس التقني والابتزاز الالكتروني والاختراقات، 

وفي المدينة تتقارب الأزمان، فلا تلبث أن تصحو من نومك حتى تجد أن عليك تجهيز مرقدك ليلًا لتنام، وتجد عمرك بسلاسةٍ يُسرق دون أن تدري،  

ولا ترحمك المدينة من القلق والتوتر الذي تعيش فيه، جراء المشكلات التي تلاحقك تترى، مما يجعل الشكوى متعددة.

بالطبع ليس الذنب ذنب المدينة، فحين تكون المدن جاذبةً لقاطني الريف، فهذا أمرٌ يُنتِج نسيجًا مجتمعيًا غير متآلف سلوكيًا، يجهل فيه الجار عن جاره، ويعمل الجميع على التجديف بمفرده في محيط تحديات المدنية، كذلك تصطدم السلوكيات المختلفة للسكان، بين نازحين من الريف لم يتعاملوا بأسس تلك المدينة، وآخرين ولِدوا وترعرعوا فيها ولم يَرَوا معنى الريف بخصائصه وطباعه وسماحيته الجميلة، ومن هنا ينشأ التطاحن بين الثقافات المختلفة التي تُفرز سلوكياتٍ قد تتلاطم بشكل هادر في المدينة.

وأخيرًا أدعو الى أن تكون المناطق الريفية بمصر جاذبةً لأبنائها، عن طريق زيادة الاستثمارات الحكومية بالريف من توفير فرص العمل والخدمات الترفيهية والتعليمية والصحية على أعلى مستوى ليكون الريف جاذبٌ لأبنائه، حتى نصل إلى عدم التلاطم الحادث في المدن بين ترييف المدينة، وبطشها المقيت.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

317 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع