انتشر في الآونة الأخيرة نموذج، لم نكن نتوقع وجوده في مجتمعنا، حيث لا يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا الشرقية أو العربية التي تربينا عليها، مع علمي التام بأن هناك تغييرات اجتماعيه حدثت، بسبب نشر ثقافات غريبة عن مجتمعنا من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ومنصاتها، إلا أن هذا النموذج ليس إلا نتاج أيادينا.
هذا النموذج الذي أود التحذير منه هو ذلك الشاب الغير مسئول والذي لم يتربى على حمل المسئولية، والذي تراه لا يعبأ بأي التزامات أو مسئوليات يجب عليه التزامها، سواءًا كان ذلك في بيته أو في عمله أو حتى في سلوكياته العامه بالشارع.
فنجد هذا الشاب في بيت والده يتنصل من أي واجبات، ويتهرب من حمل أي مسئولية ويختفي عند حدوث أي مشكلة، سواءًا اجتماعيه او مالية، ولا يفكر إلا في كيفية الهروب من مواجهة اسرته، حتى لا يتذكره أحدهم فيحمّله شيئًا من هذه المسئولية،
ونفس هذا الشاب نجده حين يتزوج، حيث يُلقي بواجباته الزوجية على زوجته، فنجده نائمًا حين تأخذ الزوجة الأبناء إلى المدرسه وتعيدهم منها، وأيضًا هي التي تاخذهم إلى النادي لممارسه التمارين الرياضيه، وإلى أماكن الدروس الخصوصية، وصاحبنا نائم أو في المقهى مع أصحابه واصدقائه، لا يعرف عن أمور أبنائه إلا قشورًا مما يعلمها عنهم غيره خارج الأسرة.
هذا الشاب أيضًا متواجدٌ في العمل، حيث تراه غير عابيء بمسئولياته، ولا يهتم بتحقيق أهداف مؤسسته، ولا يركز في الارتقاء بنسب الإنجاز، حيث يكتفي بالذهاب والعوده من العمل لقضاء بعض الوقت، دون أن يحقق واجبه في تحقيق متطلبات مؤسسته،
وهو ذاته الذي نجده في الشارع غير مكترث بما يحدث حوله، فيمضي بلا مبالاه كما لو أنه من كوكب آخر، فلا يحاول مساعدة غيره ولا يقوم بإصلاح ما يراه مِعوجّا، ولا يأبه بنشر قيم ومبادئ أو نظام في محيطه خارج منزله.
إن مثل هذا النموذج نتاج تربية مسيئة، تمت أثناء تنشئته في أسرته، حيث لم يقم الوالدين بتحميله طفلًا أي مسئوليات، مما تسبب في إنتاج شاب لا يعلم كيف يتحمل المسئولية، ولا يهتم بالقيام بواجباته حيث لم يتعرف عليها صغيرًا،
ومما يساعد على استمرار هذا النموذج في مجتمعنا، هذه الفتاه التي ترتبط بهذا النموذج من الشباب، ثم تتصدر المشهد وتقوم هي بكل مسئوليات الزوج مع مسؤولياتها كزوجه، دون محاولة لإصلاح هذا الزوج وتصويبه، فيستمر هذا الشاب اللامسئول في نفس أسلوبه دون تطوير، وفي العمل أيضًا نجد هذا النموذج يترعرع، حين يكلف المديرُ الموظفَ المجتهد بكل الأعباء الوظيفية، ولا يحمّل الشاب الغير مسئول أي مسئوليات، خوفًا من إهماله أو عدم القيام بها على وجهٍ تام،
وبالطبع حين يكون مجتمعنا متسببًا في إنتاج هذا النموذج وفي رعاية استمراره بهذه الطرق التي ذكرتها أعلاه وغيرها، فسنحصد على مر السنين زيادة من هذا النموذج السيء من الشباب، وسنستمر في المعاناة والصراخ، بسبب تواجده بيننا في كل المجالات، حيث يؤثر قطعًا في القوه الإنتاجية للوطن وكفاءة العيش فيه،
أدعو الجميع في مجتمعنا، إلى الانتباه إلى هذا النموذج الضار، والتصدي له لتطويره وتقويمه حتى يكون قائمًا بدوره ومسئولياته في مجتمعه، حتى يفيد غيره ويستفيد.
صدقت أ. حسام
فنظرة الوالدين الى ابنهما على انه مازال صغيرا،، تؤدي الى وصوله لسن المسئولية دون ان ينضج.
اسعدتني مشاركتك.
دمت بوِد