في رحلتي نحو الوعي، وأثناء سيري بين طرقات ودهاليز محاضرات "رخصة وعي" خلال المنهج العلمي والمحتوى الراقي، الذي ننهل منه نحن الدارسون في هذه الرحلة للاستزادة من الوعي الفكري، لنتعرف على مكنون هذا الكون، وكيف نسير في جنباته، وكيف نتعامل مع بعضنا البعض،
هالني هذا الكم العلمي النوعي والمهم، من العلوم الإنسانية التي تتعلق بالقوانين الكونية، واحتياجات الانسان والتعرف عليها، وكذلك العلاقات مع الآخرين، واحتياجاتنا واحتياجات الآخر، وكيفية وضع الحدود مع مَن هم حولنا سواءا الآباء أو الأبناء أو الزوجة والزوج، إلى آخر تلك الحدود المطلوبة مع مَن حولنا،
والذي هالني أكثر وأثار شجوني، هو أنني لم أتعلم كل ذلك إلا في سنين عمري المتأخرة، وظللت أسأل الدكتور المحاضر "د. عماد الحكيم" عن كيف لا نعلَم كل تلك العلوم الإنسانية التي نتطور بها في علاقاتنا وسلوكياتنا مع الناس في هذا العالم، ؟ وبالأخص في وطننا مصر، بل ولماذا لا يتم نشر تلك العلوم على المدارس والكليات العملية منها بالأخص والنظرية أيضا على حدٍ سواء، ؟ ومن خلال وسائل الإعلام المصرية للإرتقاء بالناس بدلًا من برامج الثرثرة واستثارتهم فيما لا يفيد، ؟.
وكان يجيبني بأنه تمت محاولات لتبني تلك المناهج في التنمية البشرية لنشرها، ولكنها لم تكتمل وباءت بالفشل،
ولقد دأبت على نشر معاني احتياجنا كمواطنين إلى أن نتعلم تلك العلوم كتنمية بشرية ذاتية نحتاجها جدًا، وبشكلٍ مُلِح بل وعاجل، إذ أننا وصلنا إلى عدم القدرة على الحوار سويًا، وأيضًا الفشل في قبول الاختلاف أو قبول المختلِف، ولا نعرف كيف نصيغ نقدنا للآخر، ولا نفهم احتياجاتنا واحتياجات الآخرين مما يهدم أُسرَنا، بل ولا نعرف حدودنا مع الناس، ونجهل قوانين الكون التي يجب أن نتماشى معها لننجح في الحياة، إلى غير ذلك من جملة المناهج التي تنمي مهاراتنا الفكرية والبشرية.
ولقد سعدت سعادةً بالغة، حين قرأت مؤخرًا عن مبادرة فخامة الرئيس السيسي للتنمية البشرية،
والتي تهتم بتنمية الإنسان المصري ومهاراته البشرية، من خلال مبادرة "بداية" تحت شعار: بداية جديدة لبناء الإنسان والتي ستبدأ في نوفمبر ٢٠٢٤م.
ولعلمي المسبَق بجدية المبادرات التي يُطلقها السيد الرئيس، ومدى جدية خطواتها واجراءاتها، فقد ازداد أملي في غدٍ مصري، يشرق علينا بجيلٍ بل أجيال متعاقبة، تتضح فيها سمات التعامل الراقي وقبول بعضنا بعضًا، وسمو الإحساس بالناس والتعامل الراقي والأخلاقي فيما بينهم، بما يفتح المجال لنجاحات ستكون فيها مصر من خلال أبنائها بإذن الله.