هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • أسباب الأعراض الجانبية لدواء السكر: الميتفورمين
  •  شمس ديسمبر - الفصل"1"
  • حكايات زعفرانة "حكاية ندى"
  • لا لليأس 
  • أحبني كما أنا ..
  • عِبر من التاريخ
  • صباح سلم الرقي
  • فقط للإبقاء علي الود
  • الرجل يجب ان يكون بيفهم في النساء
  • لا للعنف ضد المرأة
  • اعتراف ايراني
  • جماليات النص الشعري الذي يصنع الحياة والأمل والحب. في ديوان (في توقيت الدخول للروح) للشاعرة علا بركات 
  • نشارك المجاهدين بأقلامنا
  • الراعي و الغنمات
  • من القاتل 8 والاخير 
  • من القاتل 7
  • من القاتل 6
  • من القاتل 5
  • من القاتل 4
  • من القاتل 3
  1. الرئيسية
  2. مدونة م أشرف الكرم
  3. إجهاد البحث في الآخرين،، مقال

 

كنت في السبعينيات من القرن الماضي، ألمح فرحةً وسعادة وسرور، في أعين الناس بما عند الآخرين من الناس.

كنا في حي شبرا الأصيل، وكان لدينا حارس للعمارة، ومعه زوجته وأبناءه يعيشون معه في غرفة واحدة، لا تكفي لإقامة اثنين بمفردهم، لكنهم كانوا ٧ أفراد في هذه الغرفة، وكانوا يقومون بمساعدة كل سكان العمارة، بشكلٍ أخوي وبإخلاص حقيقي وبامتثال لأي طلب يطلبه أيٌ من السكان.

كنت -رغم هذه الحالة من ضيق العيش التي لديهم- أقرأ في كلماتهم كل الفرحة حين ينجح أحد أبناء السكان في الشهادات الدراسية حينها، وأرى البهجة التي ينثرونها على الجميع بهذا الحدث -الذي هو بسيط- ليُحيلونه حالةً من السعادة الغامرة والفرحة المثمرة ليعرف بالخبر كل قاطني العمارة من الجيران.

لم يبحث الحارس ولا زوجته ولا أبناؤه فيما كان لدى السكان من نعمِ الله التي كانوا محرومين منها، ولم يضيقوا ذرعًا حين يتفوق عليهم أحدٌ ممن هم حولهم في نعمةٍ من النعم، ولم يُعدِّدوا على الناس أرزاقهم، ولم يصِلوا لمراحل الحقد أو الحسد أو الكراهية، التي لم أستشعرها فيهم أبدًا.

 

وقد كانت هذه هي الحالة العامة بين الناس في الستينيات والسبعينيات وإلى الثمانينيات من القرن الماضي, حيث حبُ الخير للغير, وعدم البحث فيما عند الآخرين، وظهور الفرحة العارمة عند حدوث خيرٍ عند الآخر.

 

لكننا اليوم نلحظ عند البعضِ سلوكياتٍ أخرى سلبية، حين ينظرون لغيرهم باحثين باجتهادٍ وإجهاد عمّا في أيدي الآخرين, ويركزون محسورين على ما ليس لديهم منها، ويحسبون على الآخرين نعم الله التي وهبها لهم -والتي قد يكونوا فاقدين لأشياءٍ غيرها كثير- وقد تكون تلك الأشياء المفقودة موجودة في يدِ هذا الذي يحقد لكنه لا يلحظها، حيث ينظر لما عند الآخر ويجتهد في البحث عن ذلك، مهملًا ما لديه من هباتٍ ليست عند غيره.

 

والذي اؤمن به، أن الله قد وهب لكل منا هبات وصفات وخصائص، قد لا تكون إلا عنده وحده، أو يشترك في التفردِ بها مع بعض البشر، ولا تكون لدى كل الناس،

ذلك لكي تتطور الحياة من خلال اختلاف وتنوع الهبات لدى كل الناس دون استثناء، وليستطيع كل منا مع من هم مثله في الهبات والخصائص -أو حتى منفردًا- بتطوير وإعمار الأرض كلٌ بما يتناسب مع ما وهبه الله به من خصائص، وبالتالي نتكامل ونساعد بعضنا بعضًا على وجه الأرض لإعمارها.

 

إن المهمة الأساسية التي أراها هامةٌ جدًا لدى الآباء، هي مهمة استكشاف خصائص أبنائهم المُميِزة لهم -في مراحل الصغر- كل طفلٍ على حده، وذلك بإجراء كل الاختبارات العلمية والتربوية لاستنتاج ما يتفرد به الطفل عن الآخر، كي يوجّه أبناءه إلى المسار التعليمي الذي يناسب ما خصّه الله به من هباتٍ وصفات، حتى يبدع في مجاله وينطلق، ليرتقي بوطنه ومجتمعه من خلال ما لديه وليس من خلال التركيز في البحث فيما وهب الله به غيره من الناس.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1134 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع