حرب شعواء أشد من الحرب العالميه الأولى والثانيه وقعت فى منزلنا وسقط على أثرها آلاف وآلاف القتلى وبالرغم من ذلك لم تنتهى الحرب بعد ، ولم يستسلم أى من الطرفين .
لم تعلموا بعد من هم طرفى النزاع أو بين من ومن هذه الحرب الشعواء ، إنها بينى وبين النمل . . . !!! نعم النمل ، كل منا يدافع عن حقه فى المسكن والطعام .
من جهتى أرى أن المنزل وما يحويه من طعام فهو ملك لى فالمنزل ورثته عن والدى وما فيه من طعام هو ملكى إشتريته من حر مالى ، ولذلك أدافع عن هذا الحق بكل الأسلحه المتاحه لى سواء بالمبيدات الحشريه أو المطهرات أو حتى بسكب الماء وتكون النتيجه عدد من القتلى .
أما النمل فيرى من جهته أنه له الحق فى هذا الطعام وأنه لا يسرقه فهو رزق قد ساقه الله سبحانه وتعالى له وحيث أنه لا يكتسب الرزق بالمال ولكن فقط بالجهد والإجتهاد والسعى فى البحث عن هذا الرزق وهو فى بحثه فى مطبخى عن الأكل وحمل كل ما خف وزنه منه فهو بذلك أصبح رزق حلال ومن حقه الدفاع عنه لأخر فوتونقطة دم فى آخر نمله ( وهى فى وجهة نظر تستحق الدراسه ) ، ولما لن يستطيع النمل إستخدام أسلحه مثل أسلحتى ، فهو بالطبع لن يستطيع أن يبخ المبيدات فى وجهى أو يسكب على الكيروسين أو الماء فلذلك يلجأ إلى سرقة الطعام فى غفلة منى وإذا بدأت بالهجوم يلسعنى ويهرب وهو لا يدرى أنه بهذه اللسعه يستفذنى ويجعلنى أستشيط غضبا وأسرع لإستخدام أسلحتى للفتك به .
مرت الأيام وكل منا يصر على موقفه ويتمسك فى إستماته بحقه فى المنزل والطعام
ولما طفح الكيل :confused: أسرعت إلى الصيدلى أستنجد به قائله : أغثنى بالله عليك فى بيتى غزو من نمل تترى ينهب ويخرب كل شئ يجده فى طريقه ولقد يئست منه فأدركنى قبل أن أرحل وأترك له المنزل
رق الصيدلى لحالى وقال وهو يرثو لحالى : لدى مبيد جديد فتاك خذيه ومعه ذلك الطباشير تعلمين به على المكان الذى لا تريدين أن يدخله النمل وثقى أن النمل بمجرد أن يشم رائحته سيرحل تماما وهو آمن بالنسبه للإنسان
خرجت من الصيدليه وأن أضع تحت إبطى الكيس الذى أعطانى إياه الصيدلى وكأننى أحمل قنبله ذريه وأنا مبتسمه إبتسامة خبيثة شريره ظافره كالتى يبتسمها القط توم فى الفيلم الكارتونى عندما يشعر إنه على وشك الظفر بالفأر:D
ووصلت إلى المنزل وشمرت عن ساعدى وبدأت الهجوم المكثف بالرش فى الأركان والتخطيط بالطباشير وكانت النتيجه آلاف أخرى قتلى من النمل .
ومر بعد ذلك الموقف يوم ويومين لم أرى نمله ، شعرت بسعادة جمه وكدت أصرخ فرحا :pها أنا ذا قد إنتصرت ,، ولكننى شعرت بينى وبين نفسى ببعض تأنيب الضمير:confused: وقلت فى تفسى : يالى من قاسية القلب إستخدمت قوتى التى أعطانيها الله بالفتك بهذا المخلوق الضعيف الذى ليس له ذنب سوى السعى وراء لقمة العيش ، ذلك المخلوق الذى كرمه الله بأن ذكره فى كتابه العزيز بأنه كان سببا فى ضحك نبى الله سليمان عليه السلام ، ليته وافق على عقد معاهدة سلام بينى وبينه بأن يأخذ طعامه ولايتعدى على طعامى ويحفر فى الحوائط والأرضيه
تماديت فى أفكارى حتى كدت أن أقيم لنفسى محاكمه علنيه وأن أسلم نفسى لعشماوى ، لولا أن نفضت رأسى قائله : ما هذه الأفكار البلهاء ؟ هل أصابنى الجنون !! لا تنغصى عليك فرحتك بقضاءك على هذا الكائن المزعج
وصرت أمرح فى المنزل وأنا سعيده :p وكأننى كنت السبب فى جلاء الإنجليز ، وظللت أضع طعامى فى المكان الذى يحلو لى ، حتى إننى لم أهتم بوضع بقيه الطعام أو السكر فى الثلاجه وكنت ذى قبل على وشك وضع نفسى فى الثلاجه حتى لا يتمكن منى النمل ، وذهبت للنوم .
وإستيقظت فى الفجر لأصلى وذهبت لأتوضأ وأنا فى طريقى للحمام ، جاءت منى إلتفاته ناحية المطبخ وإذا بى أرى رخامهة المطبخ وقد أصبح لونها أسود ، فأوقدت مصباح المطبخ لأرى ما هذا ورأيته فلم يكن سوى جيوش جراره من النمل أكثر بآلاف المرات مما تم قتله قبل ذلك
وهنا لم أحتمل الصدمه وسقطت مغشيا على
وإلى اللقاء فى الحلقه القادمه
لتكملة القصه المؤثره:confused: