نظرت إليه وقالت وهي تغالب أنفاسها المتلاحقة : زوجي الحبيب .. قالوا لي أنني مازلت في ريعان الشباب وأنك تكبرني بثلاثين عاما .. وقد كنت أجيبهم بأن حبنا سيجعلنا نتخطى السنوات التي بيننا لنلتقي في نقطة تزدهر بالحب والتفاهم ... قالوا لي أنك واهمة .. قلت لهم ما لمسته فيه من تفهم لكل ما يجول برأسي وقلبي من أفراح وأحزان وأحلام يجعلني أثق أنني لست واهمة ..... قالوا لي أنك ترين فيه الأب فأفيقي ... قلت لهم إذا فقد وجدت فيه الحنان والآمان وهل تبغى أية أنثى من الرجل غير الحنان والآمان .... قالوا لي سيرهقك بغيرته ... قلت لهم لقد ملك علي روحي وحياتي فكيف يغار وأنا به قد استغنيت عن الكون بأسره ولما لم يجدوا سبيلا لإقناعي قالوا سيموت ويتركك أرملة في ريعان الشباب .. قلت سيكفيني ما نهلت معه من سعادة في سنواتنا القليلة , فكثير من يمضي به العمر ولا يذق يوما طعم السعادة ... وها أنا ذا أموت بين يديك وقبلك وأنا سعيدة راضية ممتنة لكل ما قدمته لي زوجي الحبيب ...
قال لها من خلال دموعه : لم أكن أتصور أنني كنت أناني لهذه الدرجة حينما تزوجتك ولم أعبأ بفارق السن وكل هدفي أن أبقى معكي ما بقي لي من عمر في سعادة بجوارك غير عابئ بما ستقاسينه من لوعة ووحدة بعدي وها هي إرادة الله أرادت أن تجعلني أنا الذي سيتجرع مرارة الوحدة والآلم
نظرت اليه نظرة حنونة برغم تهالكها : لي آخر رجاء عندك ... اصبر واحتسب حتى نلتقي برضاء من الله مرة أخرى حيث الخلود وحيث لافراق ولا لوعة ولا لوم ممن حولنا
انهمرت الدموع من عينيه فمدت يديها لتمسح دموعه ولكنها لم تستطع فنظرت اليه وقالت : سأنتظرك وأغمضت عينيها