ولدي الحبيب اشكرك فقد فاجأتني بصورتي العسكرية ....ولك ان تعرف انني ماشعرت بالغرور والاعتزاز بنفسي في حياتي كلها سوي في الفترة التي كنا نتأهب لقتال اصحاب الانياب الزرقاء وسحقناهم فقد كان جيشنا قرابة المليون معظمه مؤهلات عليا ومتوسطة وكنا نحارب بعشق لهذا الوطن وانتقاما لهزيمة ٦٧ وقد قبلت تراب سيناء بعد العبور في رمضان حتي ان ترابها دخل فمي وانا صائم .....لقد ذكرت وجهة نظرك العسكرية ولكنهم للاسف عبارة عن جماعات في بطون اوطانهم وخلقوا جدارا من الكراهية بينهم وبين اهليهم في ذات الوطن فضاعت هيبة الاوطان
...حمي الله جيش مصر ....ولا انسي قائدي وقتها كان عميدا في نفس رتبتك وامرني بصفتي قائدا للتوجيه المعنوي بجانب عملي كطبيب للوحدة ان اذهب ومعي عشرة جنود الي الاسماعيلية لاحضار تشكيلة حلويات كترفيه للوحدة ....وطلب الجنود ان نشرب عصير قصب ونزلوا من الحافلة وطلبت عصير لنا جميعا ووضعت يدي في جيبي فنظر صاحب المحل مستنكرا واقسم ساعتها بالطلاق ...ثم قال جري ايه يافندم انتم رفعتوا راسنا ...ولما توجهت لمحل الحلواني وطلبيت طلبية للوحدة كانت قيمتها ٥٠٠ جنيه وطبعا معي نقود من الوحدة واعطيته المبلغ فاذا به يقسم اغلظ الايمان بجانب الحلفان بالطلاق لكني بذلت معه مجهودا ارهقني حتي وافق علي اخذ نصف المبلغ .....كان الشعب جميلا وكان الجيش قويا رغم الظروف الاقتصادية وقتها لم تكن علي ما يرام ....والمهم ان يشعر الوطن بالامان وهو يحضن ابناؤه
....عاشت مصر ودامت عزتنا ما دمنا نتق الله
----
تعليقا علي مقال ابني د محمد عبد الوهاب
هنا 👇