وانا خارج من المسجد بعد صلاة الجمعة استوقفتني سائلة سورية فوضعت في يد الله نصيبها ...ولمحتني سائلة مصرية فنظرت اليً بنظرة نارية حارقة وشاء الله ان اضع في يده سبحانه نصيبها 

...

ولأنها بلدياتي لاحظت ازدياد عدد المتسولين والشحاتين والمتسول من يمد يده اما الشحات من يلح في الطلب وهي مهنة قديمة مربحة ومريحة وكل مؤهلاتها ان تمد يدك وتتنازل عن الحياء لذا تحمي النساء نفسها بالنقاب والرجال بعصابة علي احدي العينين 

...

ولم تعد الشرطة تلاحق اسر باكملها اب وأم وابناء صبيان وبنات لمعرفتها بالظروف ولأن حبسهم يتطلب مأكل ومشرب فتغض الطرف مؤقتا

...

والله سبحانه وتعالي هو صاحب تغير الاحوال والظروف علي وجه الارض في بلاد الدنيا 

وقد علمنا كيف يتفاهم المقتدر 

 مع المحتاجين السائلين 

....

عندما نعطي السائل لا نتعرض له بالمعايرة ونذكره دائما باننا اصحاب فضل عليه 

(الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منًا ولا أذًا لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ٢٦٢ البقرة

تصور انك لن تحزن ولن تخف طالما وضعت الصدقة في صمت

....

لا تبخل ولا تكن شحيحا وتتصدق باسوء ما عندك ولكن تصدق باحسن ما عندك فانت تضعها في يد الله

(يا أيها الذين اَمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم باَخذيه الا ان تغمضوا فيه واعلموا ان الله غني حميد ) ٢٦٧ البقرة

كلمة تغمضوا فيه معناها انه لو احدا اعطاك هذا الشيئ سوف تاخذه غصبا عنك 

...

التصدق في السر وفي العلن مباح واذا كنت تفعل ذلك في العلن ونيتك ان يقتدي بك الناس فهذا جيد واذا خفت ان يداهمك النفاق فالنفقة في السر جيد ايضا 

(ان تبدوا الصدقات فنعمًا هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير )٢٧١ البقرة 

تخيل الانفاق يكفر السيئات وما اكثر سيئاتنا !

...

بعض الناس تظن انهم اغنياء وعزة نفوسهم تمنعم من مد الايدي لذا يامرنا مولانا سبحانه ان نتحري عنهم بكياسة ولطف وفي السر ونمد يد العون لهم 

(للفقراء الذين أُحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس الحافا وما تنفقوا من خير فأِن الله به عليم )٢٧٣ البقرة

وهؤلاء الناس قد يطلبون بحياء ولا يلحون في السؤال (لا يسألون الناس الحافا)

.. ....

لا تحاول ان تعطي السائل درسا في البحث عن لقمة العيش حتي لو رأيته يستطيع ان يجر محراث فالله اعلم بخبايا وخفايا عباده واصمت واصرفه بهدوء ولا تجرح مشاعره

(قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذًي والله غني حليم ) ٢٦٣ البقرة

(وامًا السائل فلا تنهر )١٠ الضحي 

.....

عشان كده ربنا قال 

(الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله)٢٦١ البقرة 

ولم يقل في سبيل المحتاجين وهل الله محتاج !؟ 

يعني كأنك تضعها في يد الله الغني كي يوصلها للناس نيابة عنك 

ما أحلي دين الاسلام !