هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • بينما تأكلون لحمى ...   
  • مهمة قبل الغروب   
  • أسباب الأعراض الجانبية لدواء السكر: الميتفورمين
  •  شمس ديسمبر - الفصل"1"
  • حكايات زعفرانة "حكاية ندى"
  • لا لليأس 
  • أحبني كما أنا ..
  • عِبر من التاريخ
  • صباح سلم الرقي
  • فقط للإبقاء علي الود
  • الرجل يجب ان يكون بيفهم في النساء
  • لا للعنف ضد المرأة
  • اعتراف ايراني
  • جماليات النص الشعري الذي يصنع الحياة والأمل والحب. في ديوان (في توقيت الدخول للروح) للشاعرة علا بركات 
  • نشارك المجاهدين بأقلامنا
  • الراعي و الغنمات
  • من القاتل 8 والاخير 
  • من القاتل 7
  • من القاتل 6
  • من القاتل 5
  1. الرئيسية
  2. مدونة د عبد الوهاب بدر
  3. لم نكن علي ما يرام

لم نكن علي ما يرام

...الاكتئاب سيد الموقف والامل مفقود

...الكل يبحث عن ثقب في جدار اليأس كي يمر

...

كنا كمثل مجموعة من مخاليق ربنا القت بها السماء في صحراء بلا جدران مفتوحة علي فضاء مجهول في ركن من اركان الكون 

...ليست لنا هوية 

..وليس لنا وجه كمثل وجوه الاَخرين 

....

وركبنا القطار من القاهرة الي اسنا ثم اقلتنا الحافلات المكشوفة فكنا وقوف ونتخذ ظهور بعضنا كمثل جدر نستند اليها

...

وصلنا وادي الجن وهذا اسمه الحقيقي في غرب صحراء اسنا 

وعلي باب الكلية التي بلا نوافذ ولا حتي ابواب كانت حظائر لاهل النوبة 

...وبينما نحن نستعد للقفز من الحافلة اذ بالجندي السائق يسقطنا كمثل حمولة من الزلط او الرمل عندما رفع الصندوق من الامام الي اعلي 

...

وتدحرجنا فوق بعضنا علي الارض ولولا انا كنا شباب لمات البعض خنقا او حتي دهسا تحت الاجساد والجماجم والاقدام 

...احساس بالمهانة وكاننا نساق الي سوق العبيد 

....

كان ذلك في مايو ١٩٧١

ونحن مختارون للالتحاق بكلية ضباط الاحتياط 

ولم نكن كنا افقنا من حفلة شم النسيم التي شهدت مبارزة غنائية بين حليم والاطرش كجزء من اللهو المتعمد كي ننسي الخيبة الكبري في ١٩٦٧ 

...

ولم انس ايام ان كنت في السنة قبل الاخيرة من تخرجي من كلية الطب ...وانا راكب اوتوبيس ١٢٤ فعند قصر العيني صعد ضابط جيش صغير فلما احس به السائق نادي بصوت عالي لن اتحرك من مكاني حتي ينزل شخص غير مرغوب فيه ......بل وزاد بكلمات لا تليق واستغربنا بدون اعتراض!!

..وامتلأت رأسي بعواصف تضاهي عواصف رأس الضابط الصغير....فما ذنبه.....وتعودنا دائما علي ترك الحمار والاحتكاك بالبردعة

وكان الرجل شجاعا وهبط من الاوتوبيس في صمت

....

انتظمنا في طابور الساعة الخامسة مساء بالكلية بعد ان جردونا من شعر رؤوسنا فصرنا جماجم مرصوصة كمثل ثمار البطيخ في حقلها قبل ان يحمرً قلبها 

....

ثم اتي العقيد ماجد مندور صاحب البنية الرياضية والوجه الوسيم المشوب بالحمرة والصوت الجهوري 

...

قال جئتكم لأتحدث معكم ولن اخطب فيكم فقد انهزمنا من زحمة الخطب والحناجر 

...

اقول لكم كلمة واحدة 

كيف يليق بشباب مصر 

ان تتركوا 

ساق امكم عارية!!

...

وانصرف الرجل واحسست بقشعريرة تلفح كل كياني  

رحم الله الرجل الذي مات في حادث تحطم طائرة هليوكوبتر بغرب مصر 

....

يوم السبت ٦ اكتوبر استدعاني العميد قائد الوحدة وامرني ان اَخذ معي الرائد رشاد المصاب بكسر في قدمه لمستشفي الحلمية العسكري واكمل رحلتي الي مخازن الادوية بالعباسية وبالمرة امر علي نادي الضباط بالجلاء لدفع رسوم العمرة التي وفرتها لنا القوات المسلحة في نهاية شهر اكتوبر

.....

عدت في الواحدة ظهرا ومن نافذة عيادتي لفتني تجمع بعض زملائي حول راديو صغير ودفعني الفضول لمعرفة الامر 

...قالوا ان قوة كوماندوز للعدو استطاعت فك رادار قرب الغردقة وحملته معها 

...احسست بكيس رمل مخلوط بالهم والغم جاثم فوق صدري 

.......

وبنما نحن هكذا في الساعة الثانية وبضع دقائق تمرق فوق رؤوسنا جماعات من طائرات مصرية ترج الفضاء ونسمع من بعيد صوت مدافع نحو الشرق منا

...

 هب فيضان ٦ اكتور يقتلع الحجر والشجر وتفر جنود العدو مذعورة فقد غضب شباب مصر وغطوا ساق امهم وستروها.....

وصار ما صار ...وما زال باقي المشوار !!

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1115 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع