اتصل بي المهندس محمد
فقد كان صديقي منذ دراستنا بالجامعة
...كان اتصاله علي غير العادة
...كان جادا كأن امرا ما ذو خطورة !
..لا يتحمل التأجيل
......
هرولت اليه ومنذ الثانية الاولي لدخولي البيت رأيت امرا
اخافني حيث والده ووالدته
يجلسان في ذهول وانا اصافحهما ...
....
جرني وشدني محمد بيده الي غرفة باقصي البيت
...
بادرني اسمع ياسيدي
انت تعرف ان متولي اخي حاصل علي درجات مرتفعة تدخله جميع الكليات بما فيها كليات القمة
...
قلت له اعرف ذلك وقد قمتما بكتابة استمارة الرغبات الاسبوع الماضي وكتبتم جميع كليات الطب ثم الهندسة
....
نظر اليً متجهما ثم اعطاني خطاب من مكتب التنسيق مكتوب فيه
تم قبولكم بكلية الزراعة جامعة عين شمس !!
...قال لي ايرضيك هذا ؟!
....
قلت له وانا في دهشة الم تكونا معا ؟!
....
وجرني بعصبية وادخلني حجرة فيها اخاه متولي
فقلت له .......دعنا معا
....
نظر لي متولي بكل هدوء وهومبتسم ثم قال لي
...اتذكر عندما كنت في كلية الطب واخي محمد في كلية الهندسة وكنا جميعا نسكن في شقة واحدة ؟ وانا كنت في ابتداءي ؟!
...
قلت له اذكر ذلك وذكرياتك المهببة في عدم المذاكرة وخناقاتكما المستمرة
..
ثم اردف .....الم تكن تري بنفسك درجاتي في صحيفة المدرسة
...وتكلم متولي باشا وقال
...انت واخي كنتما لا تتركان الكتاب الا للاكل او الحمام او النوم ...اما انا كنت اذاكر دروسي جيدا بدليل تقارير المدرسة
....
انا صحيح حصلت علي مجموع كبير ولا اريد افني عمري منكفئا علي الكتب مثلكما وفي الاَخر طبيب او مهندس ....انا اريد ان اكون استاذا بالجامعة والطب والهندسة لن يوصلاني الي ما اريد فانا اعرف امكانياتي ....عشان كدة انتهزت فرصة انشغال اخي ثم سحبت استمارة اخري وكتبت رغباتي كما اريد في نفس اليوم !!
....
اقتنعت بوجهة النظر مرغما وحاولت اقناع المهندس محمد ووالديه ....ثم عدت الي بيتي مذهولا فلم يعد ممكنا تعديل الرغبات (فقد خرج السهم )
....
ومنذ عشر سنوات تقريبا اتصل بي الدكتور متولي عبدالسميع الغمريني وكيل كلية الزراعة بالزقازيق وقد ذكرني قائلا
...
هل ما زلت تذكر الجنازة التي اقامتها اسرتي واستدعوك لحضور الجنازة ؟!
وضحكنا وقال ابنتي تريد دخول الطب ....وضحكت من قلبي وقلت له ما العمل ؟!
قال لي
...انت واخي سببتما لي عقدة في المذاكرة ...اما انا اترك لاولادي المذاكرة في جو بعيد عن جوكما الكئيب
واستغرقنا في الضحك المتواصل .....بعيدا عن بعبع الثانوية العامة