السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ..

في الصغر كثيراً ما ترسخ في ذاكرتنا دروس و عبر،، أو تمر بنا مواقف من الصعب نسيانها...
أتذكر جيداً قصةً في مسلسلٍ كان يُبث على قناتنا الوطنية الوحيدة آنذاك ..
مسلسل للأطفال هدفه توعوي ،، تثقيفي ..

حلقة يُحكى فيها عن أسرة متكونة من الاب و الام و إبنهما صغير و الجد ..

ضآق المكان بالجد فقط ..!!
فطلبت الزوجة من زوجها أخذ أبيه إلى مكان بعيد و تركه هنآكـ ،، فقد صار عبئا لا يُحتمل..!!
بعد مدة.. و تحت الإلحاح المستمر.. إستسلم الزوج لأوامر زوجته ..
صنع سلة كبيرة من الخيزران و وضع فيها والده و مضى به إلى الغابة..
تَبِعه إبنه الصغير.. و في منتصف الطريق ناداه :
أبي ..أبي
إلتفت الأب إلى ولده و رد عليه:
نعم بُني..
عندما ترجع لا تنسى أن تحضر السلة معك ،،
لماذا؟؟
حتى أحملك فيها حين تكبر كما حملتَ فيها جدي..

هنآ فقط وقف الأب.. وخزه ضميره ..أدرك انه يحمله أباه..
أباه..من أنجبه و ربآه و رعاه و وفر له القوت و الأمن و الأمان ..
يرمي به إلى حيث لا يدري ..في العراء للجوع والخوف و الحرمان ..

كلمات من إبنه جعلته يقف متأملاً..
الحياة درب نسلكه جميعاً يكون فيه يوم لنا و يوم علينا ..


كم نحتاج في هذا الدرب أن نقف من حين لآخر و نراجع ذاتنا ..
أخطاءنا ..هفواتنا ..تقصيرنا ..
لنصححها فنكسب بذلك دنيانا و آخرتنا.

هنآك من يسير دون النظر خلفه !!
كم من نفسٍ ظلم ..
كم من حقٍ هتك..
كم من فرضٍ هجر ..
دون الرجوع..
فطوب لمن أنعم الله عليه و جعل له سبباً..
دقة ناقوسٍ..
يستفيق عليها..
قبل فوات الأوان..